الخامس عشر الأخلاق المشروعة لكل مسلم ومنها : الصدق . والأمانة . والعفاف . والحياء . والشجاعة . والكرم . والوفاء . والنزاهة عن كل ما حرم الله . وحسن الجوار . ومساعدة ذوي الحاجة حسب الطاقة . وغير ذلك من الأخلاق التي دل الكتاب أو السنة على مشروعيتها .
الآداب الإسلامية : ومنها : السلام . والبشاشة . والأكل باليمين . والشرب بها . والآداب الشرعية عند دخول المسجد أو المنزل والخروج منهما . وعند السفر . والإحسان مع الوالدين ، والأقارب ، والجيران ، والكبار ، والصغار . والتهنئة بالمولود . والتعزية في المصاب . وغير ذلك من الآداب الإسلامية .
بعد أن بيَّن المؤلف رحمه الله أحكام الفقه الأكبر والفقه الأصغر في الدروس السابقة أراد أن يبين لعامة الأمة بعض الأخلاق المشروعة لكل مسلم ، والآداب الإسلامية فعليك أخي المسلم وفقنا الله وإياك لكل خير أن تعمل بها لتضرب للناس أروع الأمثال وأحسنها بتلك الأخلاق الإسلامية الرفيعة والآداب الرائعة النبيلة ، وقد تضافرت نصوص الكتاب والسنة على الحث على التمسك بها ولولا خشية الإطالة لذكرتها . وليكن قدوتك بتطبيقه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد سئلت عائشة - رضي الله عنها- عن خلقه فقالت : "كان خلقه القرآن" . صلوات ربي وسلامه عليه ، فقد عرف بالصدق ، والأمانة ، والشجاعة ، والكرم ، والنزاهة عن كل ما حرم الله سبحانه وتعالى ، وسار على نهجه صحابته الكرام- رضي الله عنهم- جميعا .
ولقد انتشر الإسلام في أرجاء المعمورة في بداية الأمر بتعامل تجار المسلمين مع غيرهم ، فهم صادقون وأمناء ، فأملي بالله ثم بك أخي المسلم أن تكون ممن يتصف بهذه الصفات الحميدة ، عليك بالصدق بالقول والعمل والأمانة فيما تأتي وتذر ، والعفاف والكفاف بما في يدك وكن ذا حياء وأدب وشجاعة ووفاء وكرم ، ونزاهة وسلامة ، وأحسن إلى جارك فحقوقه كبيرة ، وساعد صاحب الحاجة فالله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه ، سلم على من عرفت ومن لم تعرف ، فهذا من السنة ، يورث المحبة ويدفع الوحشة والفرقة ، كن بشوشا بوجه إخوانك المسلمين فهذا من الصدقة ، افعل ما أرشدك إليه الرسول صلى الله عليه وسلم من الأكل باليمين والشرب بها ، والتزم السنة بتقديم رجلك اليمنى بدخول المسجد ، وقول الدعاء المأثور ، واليسرى بالخروج ، حافظ على دعاء دخول المنزل والخروج منه ، تحفظ بحفظ الله وترعى برعايته ، لا تنس دعاء السفر عند سفرك ، أحسن إلى والديك ، وعاملهم بالمعروف ، واعلم أن حقهم عليك عظيم دل عليه الكتاب والسنة ، ولا تتهاون بذلك فتندم ولات ساعة مندم ، ولا تنس الإحسان إلى الأقارب والجيران ، الكبار والصغار فهو توجيه إلهي ونبوي ، قال سبحانه : وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ وقال النبي صلى الله عليه وسلم : إنكم لا تسعون الناس بأموالكم ولكن ليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق . وقال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن . وقال الشاعر :
هنئ بالمولود ، وادع بما ورد بذلك ، عزِّ إخوانك المصابين تؤجر على ذلك ، وتنال مثل أجورهم ، والتزم بسائر الآداب الإسلامية ، وتجنب الأخلاق الرذيلة ، جعلنا الله وإياك ممن يلتزم بالأخلاق الشرعية ، والآداب الإسلامية ويتجنب الأخلاق المذمومة ، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .