توضيحات حول بعض المقدسات

الناقل : heba | المصدر : www.tohajj.com

توضيحات حول بعض المقدسات

توضيحات حول مقدسات سبق ذكرها .

أحب أن أعطي القارئ فكرة توضيحية عن أهم المقدسات التي ذكرت أثناء الطواف والسعي ليكون القارىء على بينة من كل موضع يتجه إليه ويقوم تجاهه بشعائر معينة . وقد سبق أن أعطيت فكرة عن كل من الحرم المكي ، والمسجد الحرام ، والبيت الحرام (الكعبة) وإليك نبذة عما بقي .

الحجر الأسود

إن هذا الحجر هو أشرف أجزاء البيت الحرام ، ولذا شرع تقبيله واستلامه ، ووضع الخد والجبهة عليه ، وموضعه جهة الشرق من الركن اليماني الثاني الذي هو في الجنوب الشرقي وارتفاعه قريب من قامة ، وقد جاءت في فضله أحاديث منها : قوله صلى الله عليه وسلم : الحجر الأسود يمين الله في الأرض رواه الطبراني وابن خزيمة في صحيحه وقوله : يأتي هذا الحجر يوم القيامة له عينان يبصر بهما ، ولسان ينطق به ، يشهد لمن استلمه بحق رواه الترمذي وحسنه . وقوله : نزل الحجر الأسود من الجنة ، وهو أشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم الترمذي وصححه .

ولا يحسب الطواف إلا إذا بدئ به من الحجر الأسود ، وانتهي به إليه .

الملتزم

هو ذلك المكان الذي بين باب البيت والحجر الأسود ، والذي قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم الملتزم موضع يستجاب فيه الدعاء ولذا كان هذا المكان المقدس موضع تعلق وفود الله تعالى ، فهناك يلصقون أيديهم وصدورهم به باكين خاشعين ، وهو جزء من جدار البيت ، وقد سبق ما يطلب عمله بالملتزم .

الحطيم

قال بعضهم : إن الحطيم هو نفسه حجر إسماعيل ، وذلك لكون البيت رفع بناؤه ، وهو بقي محطوما بغير بناء .

والقول القوي أنه عبارة عن المثلث المحصور بين الحجر الأسود وزمزم ، والمقام ، فالحجر طرف المثلث ، وبئر زمزم ومقام الخليل قاعدته ، انظر الرسم آخر الكتاب .

مقام إبراهيم

المقام هو ذلك الحجر الذي كان الخليل إبراهيم عليه السلام يقف عليه عند بنائه البيت كلما ارتفع جدار الكعبة ، ولم يتمكن من وضع الحجارة عليه بسبب ارتفاعه حتى إذا تم البناء تركه مكانه ، وقد قيل : إن فيه أثرا من قدمي الخليل إبراهيم عليه السلام حيث ساخت قدماه فيه ليكون ذلك معجزة خالدة باقية، وقد أمرنا الله أن نتخذ مصلى من مقام إبراهيم فنصلي خلف المقام إن استطعنا ركعتين ، بعد الطواف بالبيت ، فإن لم نستطع صلينا في الحجر ، فإن عجزنا صلينا في المسجد الحرام ، وإلا ففي الحرم ، وإلا ففي أي مكان بعد ذلك .

حجر إسماعيل

سمي بذلك لأنه كما قيل : ضم جثتين ، طاهرتين : جثة إسماعيل وجثة أمه هاجر عليهما السلام ، وهو موضع بجوار الكعبة من الجانب الشمالي (البحري) ويدخل فيه من أصل البيت نحو من ستة أذرع ، لذلك لا يصح الطواف داخل الحجر ، بل من ورائه ، لأن الطواف داخل البيت لا يصح . فقد جاء في حديث صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : لولا أن قومك حديثو عهد بشرك لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض ، ولجعلت لها بابا شرقيا وبابا غربيا ، وزدت فيه ستة أذرع من الحجر ، فإن قريشا نقصتها حين بنت الكعبة .

بئر زمزم والصفا والمروة

هذه البئر آية من آيات الله تعالى الدالة على توحيده فقد كانت هذه البئر نبعة نبعت على يد جبريل عليه السلام من أجل المرأة المؤمنة هاجر وابنها الصغير إسماعيل اللذين جاعا وعطشا بعد نفاد ما كان معهما من طعام وشراب حتى إن الأم من ولهها ، وشدة إشفاقها على وليدها وهي تراه لا يستطيع حتى أن يبكي من جفاف ريقه ، وامتقاع لونه بسبب العطش الذي أجهده وكاد يقتله صارت تجري صاعدة على الصفا هابطة منه إلى الوادي ، ثم صاعدة على المروة هابطة إلى الوادي ثم إلى الصفا وهكذا حتى أتمت سبعة أشواط ، فسمعت صوتا التفتت بعده جهة وليدها فرأت النبع المبارك ، فذهبت تحوطه وتقول: زم . زم . فأطلق عليه زمزم ، ولو تركته أم إسماعيل لصار ماء معينا ، كما جاء في حديث شريف .

وقد تقدم الكلام على الكعبة والمسجد الحرام وعلى الركنين اليمانيين ، من الكعبة وأما الركنان الشاميان فهما الركن الذي في الشمال الشرقي ، ويسمى أيضا : الركن العراقي ، والركن الذي في الشمال الغربي ، والاثنان ليسا على قواعد إبراهيم .