نواجه أحياناً نوعيات من المنكرات العامة أو الخاصة من غير ( العلمانيين ) فما كل منكر يكون بتخطيط العلمانيين ، و لكنه أحياناً يكون من أناس فيهم خير و استجابة و لكنهم استجابوا لداعي الهوى و ضغوط الواقع .. و أحياناً لضغوط الواقع فقط ! و الأمثلة على ذلك كثيرة جداً .. فمن ذلك مثلاً : لو قلت لشخص يعمل في بنك ربوي : لماذا لا تترك العمل ؟ و تتوب إلى الله ؟ فسيقول لك : و الله المؤهل سيء و الوظائف قليلة و كذلك الرواتب !! و هذا جواب معروف مشهور ، فهذا الشخص استجاب لضغوط الواقع !! و كثير مثل هذا الشخص ؛ حيث تسول له نفسه ( و يفتي لها ) أنه مضطر و لا بأس بذلك و الدين يسر و نحو ذلك !! فما دورنا حيال هذه الأمور باستخدام العصف الذهني ؟؟ ألخص ذلك بأمور : 1) عند السماع بمنكر ، فلا نكتفي بالتمعر منه فقط !! بل لا بد من التفكير في دوافع هذا الأمر ، فقد يكون الأمر مخططاً له و قد يكون مجرد تساهل و قد يكون استجابة لضغط الواقع ! و هنا يجب أن نعصف ( الذهن ) للبحث عن وسائل ( و بدائل ) لهذا المنكر .. فمثلاً : من المنكرات : اختلاط الرجال بالنساء في الأعياد !! فماذا فعلنا لإنكار هذا المنكر ؟ الإخوة في ذلك على مذاهب : • فمنهم من كلم المسؤولين و ناصحهم و هو جهد يشكر عليه . • و منهم من اكتفى بالحوقلة و الاسترجاع دون العمل . • و منهم من حذر الناس من ذلك بحكم موقعه كإمام مسجد و نحو ذلك . و لكن : هل طرأ على بال أحد من الإخوة أن يحاول إيجاد البدائل المباحة لهذا المنكر ؟ فمثلاً من خلال العصف الذهني يمكن أن نوجد حلولاً و لو كانت مثالية كما في نظرنا أثناء التفكير فيها ، و لكن ربما تجد صدى لدى المسؤولين ! فقد يقول البعض مثلاً : 1) نمنعها نهائياً و نلغيها . 2) نحاول أن نخفف هذه المواعيد فبدلاً من أسبوعين تكون أسبوعاً . 3) نحاول أن نوجه رسائل مناصحة للمسؤولين . 4) نحاول وضع نشرات في المساجد و غيرها للتحذير من ذلك . 5) نقترح إنشاء مراكز مستقلة للترفيه النسائي بالضوابط الشرعية . 6) نقترح أن تدرج ضمن هذه المهرجانات محاضرات للداعيات . 7) نقترح أن يمسك البرامج النسائية فيها نساء صالحات . 8) نقترح أن يمسك البرامج إن كانت مختلطة رجال صالحين يحاولون تخفيف المنكر . 9) يقترح إشراك هيئة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر في هذه المهرجانات . 10) يقترح تخفيض الأوقات اليومية فبدلاً من السهر إلى وقت متأخر نحاول أن تكون إلى وقت مبكر . 11) يقترح أن يكون هناك مهرجانات شرعية منظمة بشكل دوري في مقر دائم و يستغل في الأعياد و غيرها .
12) يقترح أن تقوم الجهات الخيرية بإقامة مهرجانات مماثلة تسحب البساط من تحت أقدام هذه المهرجانات السيئة ( كمهرجانات الندوة العالمية للشباب الإسلامي ) . 13) نقترح أن يكون هناك ( انفتاح ) من قبل الشباب الملتزم في قضية ( سد الذرائع ) و عدم إغلاق الباب كلية على ما كل ما هو مكروه ؛ لأن عدم فتحه سيؤدي إلى ( كسره ) فيما بعد !! 14) نقترح أن يكون هناك مبادرة من أهل الخير بإنشاء مراكز ترفيهية نسائية بالضوابط الشرعية ( و لو كان الترفيه غير مطلوب ) و لكنه أولى من أن يكون عن طريق أهل السوء ! و هكذا لو تأملنا هذه الاقتراحات التي هي من قبيل ( العصف ) الذهني لوجدنا أنها أنواع : 1) أفكار غير قابلة للتطبيق مطلقاً ( إلا ما شاء الله ) مثل إلغاء المهرجانات نهائياً . 2) أفكار قابلة للتطبيق و لكنها ( مكلفة ) و هذا الأمر غير صعب فربما وجدنا من يعيننا !! 3) أفكار ممكنة التطبيق و لكنها غير مناسبة . و من خلال هذا العصف ( الذهني ) يمكننا من خلال الوسائل المباحة أن نفتح المجال لمن وقع في المنكر بأن يغير منه بدون أن يكون هناك إحراج له أو مشاكل مع جهة إدارته بإذن الله .. فلا نكتفي مثلاً عند الإنكار على المسؤول عن المهرجان بتحذيره و تخويفه .. بل نزيد على ذلك بذكر الاقتراحات النافعة التي تخفف المنكر أو تحيله إلى لهو مباح بإذن الله .. آمل أن أكون أضفت إلى المنتدى موضوعاً مفيداً .. و أسأل الله أن ينفع به .. و بانتظار إثراء الموضوع من الإخوة المحتسبين ..
أبو تركي منتدى الحسبة