أنين الأشجار

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : جـبـير المليـحان | المصدر : www.arabicstory.net

 1 -

تفتق عن طفولته داخلاً في الرجولة . أبصر الأشجار تورق بالثمر ؛ فيما تلا ذلك :

سكن في عيون الليل . حتى إذا كلّ ، و غفا ، رأى فتاة جميلة تورق نحوه كشجرة ؛ فتنامت فيه الأغصان حتى تسامق فرحه و شفّ :

و كان غيمة بيضاء تظلل الفتاة . تصير هي عصفوراً يحط على أغصان يده ، تمطر غيومه و هي تموج بالرعود ، و يشرب العصفور حتى تنتفض فيه أغصان القلب ، و تحط الغيمة فوق الأشجار ، و تخضرّ .

 

 

- 2 -

في الصباح يرى زهرة الشمس تنفض الغبار ، فتتلألأ الأشياء من الداخل ، ينتصب كرمح بارق ، و يرتعش بالحب خارجاً للبحث عن فتاته المورقة :

الشارع أبيض ، و مغسول بالدفء كقبضة قلب ، و الأشجار تتثاقل بالثمار ، و هو الباحث هنا ، و هنا … و لا أثر .

 

 

- 3 -

فيما تلا ذلك من صباحات:

شوهد يركض كرمح باحثاً عن شمس تريه الأشجار ، سائلاً الشوارع و الريح و الأطفال ..

ماشياً كرمح مرت عليه السنوات ..

 

 

- 4 -

هي :

العصفور الذي عرف دفء الغيوم مرة ، فرّت في الصباح ، و لم تعدها غير النجوم إلى دفء العش ، فنامت ؛ و عندما أهلت الشمس ، و سمعت صلصلة الرمح تمر بالشارع المترب ، شارعهم ، طار قلبها ، حاولت أن تلحق به ، لكنها وجدت نفسها شجرة مغروسة وسط باحة الدار … فتطاولت أغصانها لتطل من فوق الجدار و هي تئن بثقل الأرض و الجداران العالية .

 

 

- 5 -

 

فيما تلا ذلك من زمن :

كانت نبتة صغيرة بجوار أحد الأبواب ، في الشارع المترب ، تبتسم ، و هي تراه يهطل بصليله كل يوم ، و ينداح الأنين ، و تبدأ بعض الأغصان تتمايل من خلف الجدران .

كانت النبتة ترى رؤوس الأغصان تتجاوز الجدران العالية ، و تضحك هِي :

تسمع أنينه الدائم ، و صليل الأشجار