عصر حجري
في عصر ما قبل التاريخ، سأل الطفل والده ذات مساء: أبي لم تضع لثاما على وجهك عند خروجك لرعي الغنم؟!! الوالد و الدهشة بادية على محياه: حتى لا تعرفني الذئاب. الطفل: هل تخاف الذئاب يا ابي؟ الوالد: لا، والا لما خرجت لرعي الغنم، لكني اغطي وجهي حتى لا تعرف أني انسان. الطفل مستغربا: أتكره الذئاب البشر؟ الوالد: بالطبع، فنحن نضع حدا لما تقوم به من اكل للاغنام، وننير كهوفنا بالنار. الطفل: ابي، اريد ان اخرج معك وارى الذئب. ابتسم والده: ما زلت صغيرا على ذلك، أمامك اربعة فصول ممطرة. صمت الطفل برهة، نظر لوالده بتمعن وقال: هل يقتل الذئب الاطفال؟!! مسح والده على رأسه: انه كالألم، لا يميز بين طفل وشيخ. رعدت السماء، واصدر المطر ايقاعه وهو يتساقط على اوراق الشجر، وتمايلت شعلة النار صانعة امواجا من الظلال، تناول الوالد حربته ذات الرأس الحجري المدبب، وغرسها في أرض الكهف، وشرع يرسم لطفله شكل الذئب على أحد الجدران.