دخلت مكتبي ، وطرق الباب عليَّ أحد الشباب وأجلسته ، وكانت علامات الحزن والتوبة باديةٌ عليه . قال لي : سأخبرك بقصة توبتي . قلت : تفضل . قال : كنا مجموعة من الشباب نسافر إلى بلاد الحرام لممارسة الفواحش . كنا لا نصلي ، نبحث عن الشهوات ، نسهر في المراقص ونرتكب الجرائم. في إحدى الليالي عدنا إلى الشقة ، وذهب أصحابي للبحث عن فتيات لممارسة الفاحشة وجلست مع صديقي. فحدثتني نفسي الأمارة بالبحث عن فتاه. فخرجت وطرقت باب إحدى الشقق ، فخرجت امرأة وسألتها عن حاجتي ورغبتي . فقالت : سأحضر لك فتاه بمبلغ كذا . فوافقت . وجلست انتظر تلك الفتاه بكل شوق . وتمر الدقائق كأنها ساعات . وبعد نصف ساعة .. طرقت المرأة علي الباب وفتحت الباب . ولكني تفاجئت وإذا المرأة تبكي . قلت : لماذا تبكين ؟ قالت : أحد الساكنين في الدور العلوي مات قبل دقائق . حينها توقفت وتأملت وأصابني أمرٌ غريب , أغلقت الباب , جلست لوحدي , واستيقظ الإيمان في قلبي , وعاتبت نفسي لو أن ملك الموت قبض روحي بدل ذلك الرجل . دمعت عيني .. وتقطع قلبي على تلك الذنوب وعدت تائباً نادماً ، وأرجو من الله أن يقبلني في التائبين.