تمنيات ملونة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

تمنيات ملونة

‏ ما أجمل الأحلام عندما تبقى في مخيلاتنا وتعود إليها.. مع أنّنا نتوهم أنّ الأحلام لو تحققت أو ‏تحقق بعض منها فإنّ حياتنا سوف تتغير وتتبدل وتتحسن.. وخاصة في الحب.. ‏
لكن ماذا لو كان الحب مستحيلاً.. في زمن بات كل شيء يوزن بالمادة.. مع أني حقيقة لم أرَ ذلك ‏في نفسها لحظة واحدة. فمن الواضح أنّ المادة عندها ليست ذات قيمة مباشرة، وهذا شيء إيجابي ‏يزيدني تقديراً لها، ويجعلني احترم فيها انسانيتها.‏
فالإنسان تنسب له الإنسانية، ولو تجرّد منها فهل يمكنه أن يكون إنساناً. ربما يحمل صفات ‏الإنسان الشكليّة أمّا المعنوية فتذهب إدراج الريح، فيصبح من سائر المخلوقات.. إلاّ الإنسان..‏
وهي قمة في إنسانيتها..‏
لا أقول ذلك لإنّي أحبها حلماً وواقعاً، فهذا شيء وذلك شيء آخر، حتى علاقتها بي كانت ‏إنسانية.. ‏
أعترف أنّها لم تظهر حباً في أيامنا على قلتها، لكنّها كانت تقدر ما أكنّه لها من حب وتحترمه.. ‏وأحياناً يقودني جهلي - وربما رعونتي ونزقي وطيشي- للاعتقاد بأنّها تحبني فعلاً.. ‏
أفعالها تقودني أحياناً إلى هذا الشعور.. ‏
ربما تريد بذلك أن ترضي نفسها، أوترضيني.. ‏
الأمر سيان.. ‏
ثمّ أرجع عن احتمالاتي، واستسلم لما أسمعه منها.. مع أنّها تقول:‏
‏"لا تصدق ما تسمعه.. وصدق إحساسك.. من هو الأصدق: شفتاي أم عيناي؟؟"..‏
يا لها من أنثى ذكية، تعرف كيف تصنع من خيالاتي أحلاماً، وتبني على رمال شاطئي جبالاً من ‏التمنيات الملونة..