أنا رجل شرقي!‏

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

أنا رجل شرقي!‏

في مرة قالت:‏
‏"ربما تريدني كعابر سرير..". ‏
تضحك وتضيف: "هذه الأخيرة من كلماتك"..‏
‏"لا، ليست من كلماتي.. قلت لك هي قصة مشهورة".. ‏
أقول مصححاً..‏
‏"وهل تظنني جاهلة إلى هذا الحد؟؟ أنتم غرباء أيها الرجال الشرقيون.. هذه القصة التي تستشهد ‏بها... ألم تكتبها امرأة؟؟".‏
‏"ومن قال لك إنني ضد النساء؟".‏
‏"أنت رجل شرقي.. عقلك وتفكيرك وحياتك وتكوينك.. وحتى المرأة لا ترى فيها غير متاع"..‏
‏"..........".‏
لا أستطيع الدفاع عن نفسي.. كيف أواجه هذا المد الجارف.. هي تعرف كيف تنتقي كلماتها.. ‏تعرف كيف تواجه.. متى ترتد ومتى تهاجم؟.. وفي كل الأحوال تترك خصمها ضعيفاً مسلوب ‏القوى..‏
المشكلة لا تكمن في جمالها... المشكلة في داخلي أنا.. بل المشكلة هي أنا.. أنا الرجل.. ‏
سببت لها ضيقاً.. بعدما ملأت كياني.. رغم أني رجل متزوج مشغول.. أنهكته السنين عمراً ‏وعملاً.. ومع ذلك عندما دنت تملكت، وغلفت كل كياني حتى تجردت من نفسي، وقدمتها هدية ‏لها.. لا أنكر أنّها لم تظلم ولم ترفض ولم تتمرد، لكنها قررت بصراحتها الدائمة أنّ الأمر عادي.. ‏وانصرفت ودمائي تغلي في عروقي.. وقلبي يكاد يقفز من مكانه.. من الحيرة. ‏
لم (أرسم) عليها كما يقول بعض الرجال.. أنا أردت الزواج منها.. هي لا ترفض فكرة أن تكون ‏زوجة ثانية لرجل متزوج (لم تقل ذلك أمامي على الأقل ربما لأنها احترمت مشاعري أو تستمتع ‏بسماعها عرضي المتكرر).. ‏
هي ليست سارقة.. ‏
وكرجل يمكنني أن أتزوّج مرة ثانية ما دمت أنوي العدل بين زوجتين.. ‏
ليست هذه مشكلة من ناحيتي.. ‏
وهي أيضاً لم تعقد الأمر.. بل كانت المسألة عندها غير ذلك تماماً.. ‏
ما هي؟ لست أدري.. ‏
بَيد أنها ترى أن العدل بين زوجتين مستحيل.‏
‏"أنت رجل مسكين.. رغم كل خبراتك لا تعرف كيف تعامل الأنثى..".‏
‏"معك حق أعترف".. أقول ذلك مقراً بذنبي إن كان هذا ذنباً..‏
يرن هاتفها.. أقوم من مكاني.. تشير لي بأن أجلس.. لا أريد.. أتحجج باتصال.. أبتعد عنها لكي لا ‏أسمع ما يدور باتصالاتها لكنها لا تكترث.. وتقول عندما أعود "لماذا ابتعدت؟".. "لا تفعل ذلك ‏مرة ثانية.. ليس هنالك أسرار.."..‏

وعندما تأتيها مكالمة مرة ثانية.. تنتفض وتركض بعيداً عني لكي لا أسمع.. وتنسى ما قالته لي ‏قبل قليل.. ‏
‏"أنت بالنسبة لي امرأة مجهولة.. هنالك أسرار كثيرة تحيط بك ولا أعرفها.. ولا أريد أن أتطفل ‏عليك لأعرفها.. هل تظني أني متطفل؟".‏
تطقطق أصابع يديها بطريقة مرحة.. ‏
ترمقني بنظرات أحلى من الشهد..