ذكريات واقع قصير

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : د.طارق بكري | المصدر : www.arabicstory.net

ذكريات واقع قصير

رحت استعيد ذكريات واقع قصير معها..‏
عند أول التقاء نظرات.. عرفتها.. دار حوار سريع مرتبك..‏
لم أقدر على التواصل.. فقدت كل وقاري وصرامتي.. ‏
عرفت رقم هاتفها... وبعيد لحظات.. أرسلت رسالة قصيرة: " كان حضورك رائعاً..".‏
لم تبخل بإجابة.. أقصر.. "أنت الرائع".. ‏
طلبتُ لقاءً.. كلمتها.. قالت: "هل أعرفك؟ أشعر إني التقيتك منذ زمن..". ‏
‏"وأنا مثلك..".. أجبتها بيقين.. ‏
أيتها الحلم الآتي دفئاً مثل نسائم وردة برية.. تعصرين كل مخيلتي.. تسقين بها عشباً على رمض ‏رمال صحراوية.. ‏
تفتشين في أنفاسي عن نقوش ليست موسمية ولا سطحية.. عمقها عمق بحر.. وصداها صدى ‏شوق..‏
كانت تفاصيلها التي أراها لأول مرة صورة ساطعة في نفسي..‏
وفي ثانية واحدة.. تناثرت كل الحواجز بيننا - أو بالأصح هكذا ظننت - لم أسألها من أنت؟ لأنها ‏اختزلت في عينيها كل حكايات الدنيا..‏
والنفس عندما تلاقي ما تتمناه.. تنسى الواقع أو تتناساه.. ‏
تتجمد في كينونتها كلّ تجارب الحياة وخبراتها.. وتشلّ كلّ مراحل التفكير والتأملات.. ويسطع ‏الحب بكل ما فيه من خيالات.. وأحلام.. وتهيؤات..‏
أمّا أنا فلم أسكن منذ أن رأيتها.. صار العالم عندي مختلفاً.. ‏
توسدت عينيها بلا استئذان.. ‏
كانت كريمة بإحسان.. سخية كطيف أحلام..‏
عندما تضحك.. تغلق عينيها...‏
‏"آه.. آه.. إلى هذا الحد أنت تدركين أنّ الناظر إليك لا يمكن أن ينظر إلى فضاء عينيك ومساحة ‏ابتسامتك في آن واحد". ‏
صورة حقيقية لا يمكن وصفها ولا تخطيها.. واقع عجيب.. لم أكن أحلم الآن به على الإطلاق..‏
‏"صدقي أنت ترحمين الناس بذلك.. فمن ذا الذي يستطيع أن يرى هذين المشهدين في وقت ‏واحد؟!"..‏
تخجل عندما تسمع هذا الكلام.. ترفع رأسها ثم تخفضه وتنظر إلى الأرض..‏
هي تعرف أنّها أقوى من بركان..ومن طوفان.. ‏
تصف ما في داخلها بتنين سجين.. ومن يجسر على اختراق حجرة التنين..؟