مجانا.... دوره مني شخصيا في فن الالقاء امام الاخرين

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : واد مره يزنن | المصدر : forum.merkaz.net

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

هذه الدورة ستكون عبارة عن دروس في فن الإلقاء استفدتها من مراجع كثيرة ومن خلال خبرة وممارسة لبعض الوقت وارجو من الله ان تكون نافعة وان تكون عونا على طاعة الله وتبليغ دينه .
والذي دعاني الى إقامة هذه الدورة أهمية فن الإلقاء وكونه وسيلة عظيمة في تبليغ دين الله ودعوة الناس اليه بل هو وسيلة مهمة لكل من يريد الوصول الى قلوب وعقول الناس ايا كان مقصده وغايته .
وكذلك كان من الدواعي لذلك ما أراه ويراه كثيرون من فقر في الأسلوب وضعف في الاداء لدى فئة ليست بقليلة من الدعاة والخطباء والمدرسين وغيرهم ممن يتعاطى هذا الأمر مما سبب نفورا لدى الناس من سماع الخير او ضعفا في استفادتهم منه .
ولست ادعي انني من خلال هذه الدورة الموجزة اني سأحيط بجوانب الموضوع فهو موضوع كبير قد الفت فيه كتب كثيرة وكبيرة ولكني اشير الى ما يحضرني مما أرى أهمية لفت الانظار اليه سائلا الله سبحانه ان يجعله لي ولمن يستفيد منه ذخرا واجرا .

أهمية الإلقاء في الدعوة
للإلقاء اهمية كبيرة كما سبق فهو الوسيلة الأولى التي يمكن للداعية ان يستخدمها لايصال ما يريد ايصاله للاخرين ، ولا تعتبر الوسائل الحديثة والمبتكرة للتواصل مع الغير مغنية عنه وانما هي وسائل مساعدة ينبغي الاستفادة منها واستغلالها .
وقد استخدم اسلوب الالقاء في الدعوة افضل البشر وهم الرسل وعلى رأسهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ودخل الناس بسبب ذلك في دين الله افواجا ، وكذلك استخدمه خلفاء رسولنا وكثير من أصحابه رضي الله عنهم .
بل لا يقتصر امر الاستفادة من مهارة الالقاء على من سبق ذكرهم حيث استفاد منها الرؤساء والزعماء من كل جنس ولون وكانت وسيلتهم في كسب قلوب اتباعهم والتفافهم حولهم ويمكننا ان نقول جازمين انه ما من زعيم او قائد برز اسمه واشتهر ذكره الا وله في فن الالقاء والخطابة نصيب وافر الا ما ندر.

هل يمكنني اكتساب القدرة على الإلقاء الناجح ؟
الجواب بلا جدال نعم ، فالإلقاء الناجح مهارة يمكن اكتسابها كباقي المهارات مثل الخط وقيادة السيارة وغير ذلك ، والانسان العاقل بطبيعته وبما وهبه الله من نعم قادر على اكتساب هذه المهارة مهما كان جنسه ومهما بلغت سنه الا ان يكون لديه مانع عضوي من ذلك كالصغير جدا او من لديه مشكلات حقيقية في النطق.
واكتساب هذه المهارة يحتاج الى بعض المعلومات مع بعض التدريبات التطبيقية وتنمو هذه المهارة مع الزمن ومع طول الممارسة وزيادة المعلومات حولها وحول اتقانها

مفهوم الإلقاء الناجح
الإلقاء الناجح عبارة عن قيام الملقي بنقل بعض معلوماته ومشاعره واحاسيسه عن طريق الكلام الى الملقى اليه مستخدما في ذلك ما يمكن استخدامه من اجزاء جسده ونبرات صوته .

ومن خلال هذا المفهوم المبسط يتضح لنا ان الإلقاء الناجح ليس مجرد تلفظ بكلمات معينة بصوت مسموع ولكنه اكبر من ذلك وأدق حيث يحتاج نجاح الإلقاء إلى عناصر مهمة من أبرزها /
1- وجود مشاعر و أحاسيس و معلومات لدى الملقي :
وهذا يعني ان لابد ان يتفاعل الملقي اولا مع ما يريد القاءه وان يكون له اهمية في نفسه وان يتأثر به قبل ان يؤثر في غيره مع وجود المعلومات الكافية حول الموضوع الذي يريد الكلام حوله
2- الكلام :
وهو وسيلة الإلقاء الأساسية ويتعلق بالكلام عدد من الأمور لابد من توفرها لنجاح الإلقاء فمنها وضوح الصوت وسلامة تركيب الكلمات وغير ذلك
3- استخدام بعض أجزاء الجسد في الإلقاء :
وذلك كاليدين وتعبيرات الوجه وحركة الجسم بحسب الموقف والموضوع الملقى .
4- نبرات الصوت :
حيث ان نبرة الصوت من الأشياء المهمة في الإلقاء فالصوت الخافت البطئ يجلب النوم ومثله الصوت الذي يكون على وتيرة واحدة ، والصوت القوي السريع يجلب النشاط والانتباه ، كما ان بعض نبرات الصوت تجلب الحزن وبعضها تجلب الفرح .

و سيأتي ان شاء الله مزيد من الإيضاح لهذه الامور في ثنايا الدورة .

الدرس الثاني
خطوات الوصول للإلقاء الناجح

أولا: اختيار الموضوع المناسب
وهذه إحدى أهم الخطوات التي لابد من الاهتمام بها و ايلاءها فائق العناية وذلك لان بقية الخطوات مبنية عليها ومتفرعة عنها فمهما كانت درجة جودة الإلقاء فلن يكون له كبير فائدة واهمية اذا كان الموضوع الذي يتكلم عنه غير مناسب للكلام عنه او كان موضوعا لاقيمة له .

ولكي يكون الموضوع مناسبا لابد من توفر امور فيه من اهمها :
1- ان يكون الموضوع مناسبا للزمان الذي يلقى فيه
فالكلام عن رمضان في اشهر الحج غير مناسب والكلام عن الموت في مناسبة زواج غير مناسب بالمرة وهكذا لابد من مراعاة الزمان الذي يلقى فيه الموضوع وكلما كان التوافق اكثر مع الزمان والاحداث الجارية كان اوقع واكثر قبولا.

2- ان يكون الموضوع مناسبا للمكان الذي يلقى فيه
وهذا شبيه بما قبله فالكلام عن فضل الزواج في المقبرة او العزاء مستهجن والكلام عن تلوث البيئة في المسجد غير ملائم وهكذا.

3- ان يكون الموضوع مناسبا للأشخاص الذي يلقى اليهم
فلابد من مراعاة حال المستمعين وسنهم واهتماماتهم وخلفياتهم المعرفية فما يناسب الشباب قد لايناسب كبار السن وما يناسب الفتيات قد لايناسب الفتيان وما يناسب طلاب الابتدائي قد لايناسب طلاب الجامعة وهكذا.
وبالطبع هناك موضوعات عامة يمكن طرقها في التجمعات العامة التي فيها اكثر من فئة .

4- ان يكون الموضوع مما يحتاج السامعون الى الكلام عنه
اما لجهلهم به او لتهاونهم فيه او لإيضاح بعض ما يشكل فيه ، واما اذا كان مما يعلمون وهم عاملون به او مما لايهمهم او يتعلق بهم فان الكلام في مثل ذلك مما يقل نفعه ويستثقل ومما لايجدي ولا يلقى قبولا.

5- أن لايكرر الموضوع بأسلوب واحد
لان هذا ايضا مما قد يستثقله بعض الناس وينفرون منه ولا يرغبون في الاستماع اليه ، وهذا لايعني عدم تكرار بعض الموضوعات المهمة لان تكرارها مهم ولايكفي في بعضها الكلام لمرة واحدة ، ولكن الذي نحذر منه هو تكرار نفس الموضوع بنفس الاسلوب والطريقة ولنفس الاشخاص ، فاذا كان ولابد من التكرار لنفس الاشخاص فيراعى في ذلك تغيير الاسلوب وطريقة العرض فيمكن ذكرها مرة مختصرة ومرة مفصلة ومرة تذكر بعض الامور ومرة تترك وتذكر امور اخرى تتعلق بها كما هي طريقة القرآن في ذكر القصص مثلا.

ثانيا : التحضير الجيّد للموضوع
بحيث يقرأ عنه ويحفظ ادلته او يكتبها وان يعرف معانيها وكذلك ان يتقن قراءة الآيات والأحاديث والأسماء والأماكن التي سترد في موضوعه .
ومن الأخطاء الشائعة المستهجنة الكلام على بعض الآيات او الأحاديث من غير الرجوع الى الكتب المعتمدة في بيان معانيها ودلالاتها بحيث يقتصر بعضهم على فهمه الشخصي المتبادر من لفظ النص الشرعي وقد يكون هذا الفهم مغايرا لمدلول الآية او الحديث وفي هذا من الخطورة والقول على الله بلا علم ما لايخفى.

ثالثا : ممارسة الإلقاء تدريجيا
وهذه الخطوة تعتبر عائقا لدى كثير من المبتدئين في مجال الإلقاء حيث يشعر المبتدئ بالحرج والرهبة من مقابلة الناس والحديث امامهم وهذا شيء معتاد بل هو حاصل في أي مهارة اخرى كقيادة السيارة مثلا لاول مرة .
ويمكن التغلب على الخوف والرهبة بالعزيمة و التكرار مع التدرج في ذلك لئلا يقع الشخص في موقف حرج يمكن ان يسبب له امتناعا وانصرافا عن الإلقاء بشكل كامل.
ويقتضي التدرج ان يبدا الشخص بعد تحضيره للموضوع بالقاءه بصوت مرتفع في مكان خال ويتخيل ان امامه جمع من الناس ويكرر ذلك ، ثم يقوم بعد فترة من ذلك بالقاءه أمام جمع من الصغار مثلا او أمام اناس لايتحرج منهم ، ثم يقوم بعد ذلك بفترة من الزمن بالقاء ذلك الموضوع في مسجد يرتاده بعض من لايشعر بالحرج امامهم كبعض العمال او امام طلاب فصل في الابتدائي ، ثم بعد ذلك يقوم بالقاءه في مسجد أكبر وفيه من يشعر بالحرج منهم ولكن عددهم قليل وهكذا يتدرج في المساجد والاماكن ويكثر من تكرار ذلك الى ان تتكون لديه ملكة يزول معها أي حرج من الالقاء ، وهذا يحصل عادة بعد زمن ليس بالطويل ، وكلما ازداد الشخص ممارسة ازدادت ملكته وقدرته وخبرته الى ان يصير الإلقاء سجية لا يتكلفها ويمكنه القيام بها في أي وقت وأي مكان.

الدرس الأخير في هذه الدورة
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

هذا هو الدرس الأخير من دورتنا دورة الإلقاء ويحتوي عناصر ذات اهمية كبيرة وهناك عنصر فاتني ذكره فيما سبق وهو يتعلق باختيار الموضوع وله اهمية كبيرة وهو
- ان يكون للكلمة او الخطبة أهداف يريد المتكلم وصول المستمعين اليها
وهذا من اهم الأمور بحيث يكون للكلمة هدف او اكثر يراد تحقيقها وافادة السامعين بها لا ان تكون الكلمة لمجرد تفريغ العواطف والأحاسيس من غير ان يكون لها فائدة للمستمعين ولا ان يكون لهم يد في ايقاعها او منعها .
فالحديث إلى الناس مثلا عن امر لايقوم به الا الحاكم او المسؤول ليس مجديا غالبا ولا مفيدا بل انه من الممكن ان يسبب الضرر للملقي او غيره من غير فائدة تذكر لا للسامع ولا لغيره ، ويمكن ايصال ما يراد ايصاله الى المسؤول بطرق اخرى اكثر مناسبة واقوى فاعلية من غير مفسدة .
وقد حضرت خطبة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تكلم فيها عن ضرر المجلات السيئة التي تعتمد على صور النساء والاثارة وخاطب الناس انهم هم ملوك بيوتهم وعليهم الا يدخلوها الى تلك البيوت.
و تجب العناية بتحديد اهداف الكلمة والسعي لتحقيقها من خلال ما يلقى والا فقد الكلام امر اساسيا لن يكون لما يذكر بعده كبير فائدة غالبا.

والخطوة التي تليها هي

ثالثا : عرض الموضوع
وهي خطوة الإخراج الفعلي للموضوع الذي تم اختياره بعناية وفي وقت ومكان مناسبين .
ويمكن ان تكون هذه الخطوة قبل وبعد اكتساب مهارة الالقاء لكنها لن تظهر بالمظهر المناسب واللائق الا بعد اكتساب مهارة الالقاء حيث ستؤثر الرهبة المصاحبة لبدايات الالقاء في مستوى وجودة الاداء.
ولكي يكون العرض متميزا وقويا لابد من توفر أمور مهمة من أهمها :

1) الأداء الصوتي الجيّد
بان لايكون الصوت ضعيفا لايكاد يسمع ولا قويا جدا يؤذي السامعين ولكن بين ذلك ، وان لا يكون الصوت بطيئا يجلب الكسل والنوم ولا سريعا جدا لايكاد يفهم بل بينهما.
ومن المفيد والنافع تنويع الاداء الصوتي فلا يكون على وتيرة صوتية واحدة بل يخلط في اداءه بين رفع الصوت وخفظه وبين السرعة والبطء جاعلا ذلك يأتي بشكل متجانس وسلس ومن غير رفع مزعج ولاخفض لا يسمع .

2) استخدام التعبيرات المرئية أثناء الإلقاء
وذلك عن طريق استخدام العينين واليدين وتعبيرات الوجه والالتفات ييمنا وشمالا .
وقد ورد ان النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش يقول صبحكم ومساكم ) رواه مسلم وفي رواية البيهقي (وكان إذا ذكر الساعة علا صوته واحمرت وجنتاه واشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول صبحكم مساكم)

فالعينان من أهم وسائل الاتصال مع الآخرين وهما اداتان لايصال المشاعر والاحاسيس والمعاني التي ربما تعجز عنها الكلمات ولذا فان النظر الى المستمعين امر مهم اثناء الالقاء .
ويستعين بالالتفات يمينا وشمالا لكي يشمل المكان وحاضريه بنظره المعبر عن الاهتمام والعناية .
واليدان يستخدمهما للدلالة والتأكيد على المعاني التي يتحدث عنها .
ويستخدم ايضا تعبيرات الوجه بما يناسب الكلام الذي يقوله فلها دلالاتها المعروفة .
وينبغي أن يتدرج في استخدام هذه التعبيرات حتى يتقنها وتكون امرا عاديا يأتي بلا تكلف لان التكلف في اداء اي امر غير مرغوب.

3) ان يكون عرض الموضوع بطريقة الإلقاء لا القراءة
لان ذلك يؤثر تاثيرا اكبر ويجذب السامعين الى الملقي ، ولأن في ذلك استخدام لجوارح مهمة اثناء الإلقاء وهي العينان واليدان والتي لا يتيسر استخدامها اثناء القراءة.
واكتساب هذه المهارة يأتي بالتدرج كما سبق.

4) عرض الموضوع بتسلسل مناسب
وذلك بان يبدأ بمقدمة مناسبة ثم ينتقل الى عناصر الموضوع حتى يستوفيها ثم يختم بالخاتمة كما سيأتي تفصيل بعض ذلك.
ومن الخطأ ان يتكلم في موضوع ثم يتخبط في التنقل بين عناصره بطريقة غير جيدة كأن يتحدث عن الهجرة مثلا ثم ثم يتكلم عن آخرها ثم اولها ثم وسطها ثم اولها ، فالمطلوب ترتيب الافكار وتسلسلها حسب وقوعها أوحسب ارتباط كل عنصر بما يليه.

5) الاقتصار على موضوع واحد ما أمكن
وذلك لكي يستوفي الموضوع ولئلا يشتت انتباه السامعين ومشاعرهم بتعدد الموضوعات ولكي لا ينسي بعضها بعضا.
وهذا هو الأصل الذي ينبغي انتهاجه الا ان كانت هناك حاجة لتعدد الموضوعات كأن تكون مناسبة تتعدد فيها الأحداث او ما شابه ذلك.
واذا كان المتكلم سيتكلم عن أكثر من موضوع فالافضل أن يجعل بين تلك الموضوعات رابطا او اكثر ينتقل بينها من خلاله.

6) الحرص على الاختصار
فالاختصار غير المخل مطلب مهم ومنهج ينبغي ان يسير عليه كل خطيب وداعية وهو الأصل الذي يجدر بكل متكلم أن ينهجه الا ان تكون هناك حاجة ماسة الى الاطالة في احيان قليلة فلا بأس ومعلوم حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي اثنى فيه على قصر الخطبة وعدّ ذلك دليلا على فقه الخطيب.
واسباب تفضيل الاختصار كثيرة منها : عدم الاملال والاثقال لان الكلام الطويل يمل غالبا ، ولئلا ينسي الكلام بعضه بعضا جراء الاطالة ، ولان في الناس من هو منشغل او مريض او متعب ويشق عليه طول الخطبة ولغير ذلك .

7) العناية بالمقدمة
وهناك مقولة مفادها ان اهم ما في الكلمة او الخطبة الكلمات العشر الاولى منها لأن كثيرا من الناس في عجلة من امرهم وخاصة فيما يتعلق بالكلمات التي يمكن لسامعها ان يبقى او ينصرف او يستمع او يغلق فالواحد منهم يريد أن يعرف بسرعة ما اذا كان الكلام الذي سيلقى يستحق انتباهه واهتمامه ام لا وهنا تبرز مقدرة وموهبة المتكلم فينبغي عليه ان يحرص على جذب المستمع من اول الكلام.

ومن وسائل الجذب الفعالة :
- تشويق المستمعين إلى ما سيقوله / بأن يذكر امورا مشوقة ستأتي مع إبهامها وعدم الإفصاح عنها كأن يقول : هناك حدث غريب ساحدثكم عنه ..

- الإشارة في البداية الى قصر الزمن الذي سيستغرقه / ويكون ذلك بطريقة لبقة كأن يقول : اتحدث اليكم في دقائق معدودة عن كذا وكذا
مع الحرص على الوفاء بما وعدم وعدم الإطالة كما سبق.

- ألا يطيل في صيغة الحمد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم/
وهذا في المواعظ والكلمات القصيرة خاصّة لانه اذا أتي بصيغة الحمد الكاملة الواردة في خطبة ابن مسعود التي يبدأ بها كثير من خطباء الجمعة خطبهم فان هذا يستغرق زمنا ليس يسيرا يمكن أن ينصرف كثير من الحاضرين اثناءه .

- الدخول بمدخل مناسب /
فالدخول للقلوب كالدخول للبيوت ، ولذا فمن الأفضل البحث عن مدخل مناسب لما يراد الحديث عنه ، ومن أفضل المداخل التي يمكن استخدامها الأحداث العامة كالأمطار والحوادث الشهيرة والاختبارات والأزمان الشريفة والمناسبات الدينية في وقتها.
وكذلك فان من المداخل الحسنة التعليق على آيات تليت او حديث سمع اوعلى موقف حصل .
.

8) إيراد قصة او شعر
او ايراد كل ذلك ان كان مناسبا للمقام ، وهذه الأمور وما يشابهها كالطرفة تعد من الأمور المحببة الى النفوس و تجدد نشاط السامع وتقوي انتباهه
ولذا فان لها أهمية بالغة ولابد ان يكون لدى الداعية محفوظ جيد منها وان يجعل من ضمن استعداده و تحضيره للموضوع الاستعداد بشيء من ذلك يوافق ما سيتكلم عنه .
وتتأكد اهمية ذلك اذا كان زمن الكلام يتجاوز عشر دقائق ، وقد وجدت اثناء دروس بعض العلماء الكبار انهم كانوا يوردون قصة او شعر او طرفة او موقف اثناء دروسهم العلمية الجادة وذلك لابعاد الملل وتجديد النشاط .

9) الابتعاد عن التكلف وإيراد وحشي الكلام وغريب الألفاظ
وذلك لان المقصد من الكلام إيصال رسالة ذات أهداف معينة إلى السامعين ولابد لوضوح الرسالة وفهمها من وضوح كلماتها ومعانيها واستخدام الكلمات الغريبة والتعبيرات غير المفهومة مما يناقض ذلك ، وفي رأيي أن ذلك لاينبغي إيراده ابدا لما فيه من التكلف ولعدم فائدته ولانه قد ورد ذم مثل ذلك شرعا.
ومن امثلة ذلك ما يقوله بعضهم في معرض كلامه حيث يقول ( جاءوا زرافات ووحدانا !!) ( ولابد من ان نحمي بيضة الإسلام !) وما شابه ذلك وكأن كلمات اللغة قد ضاقت عن التعبير الا بمثل هذا.

8) الاهتمام بالخاتمة
وذلك لانها آخر ما يسمعه المستمعون من الملقي وهي اقرب الكلام الى التذكر .
ومن أفضل ما يجعل في الخاتمة موجز قصير لابرز ما تم الكلام عنه ويستحسن جعل ذلك على هيئة عناصر مختصرة ، كما انه يفضل التركيز في الخاتمة ايضا على أهداف الكلمة او الخطبة التي يريد وصول السامعين اليها.

وبالكلام عن الخاتمة نختم دروس هذه الدورة مؤكدا في ختامها على أهمية النية الصالحة واحتساب الأجر والإخلاص والبعد عن اي مقاصد دنيوية لان النية الصالحة تؤثر اثرا عظيما في استفادة المتلقي وفي حصول الأجر ، وكذلك اؤكد على أن يكون المتكلم قدوة بفعله قبل قوله وان لايأمر الناس ويدعوهم الى شيء الا وقد امتثله ، سائلا الله سبحانه ان يجعل في هذه الدورة خيرا واجرا وبركة لي ولكل من يطلع عليها او يستفيد منها او ينشرها او يعين على ذلك وصلى الله علي نبينا محمد.
بارك الله الجهود ..