الاحتباس الحراري .... خطر يهدد الوجود البشري
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
الغمر
| المصدر :
forum.merkaz.net
يمكن تعريف ظاهرة الاحتباس الحراري Global Warming على أنها الزيادة التدريجية في درجة حرارة أدنى طبقات الغلاف الجوي المحيط بالأرض؛ كنتيجة لزيادة انبعاثات غازات الصوبة الخضراء greenhouse gases ، فمنذ بداية الثورة الصناعية، وغازات الصوبة الخضراء والتي يتكون معظمها من بخار الماء، وثاني أكسيد الكربون، والميثان، وأكسيد النيتروز والأوزون هي غازات طبيعية تلعب دورًا مهمًا في تدفئة سطح الأرض حتى يمكن الحياة عليه، فبدونها قد تصل درجة حرارة سطح الأرض ما بين 19 درجة و15 درجة سليسوس تحت الصفر، حيث تقوم تلك الغازات بامتصاص جزء من الأشعة تحت الحمراء التي تنبعث من سطح الأرض كانعكاس للأشعة الساقطة على سطح الأرض من الشمس، وتحتفظ بها في الغلاف الجوي للأرض؛ لتحافظ على درجة حرارة الأرض في معدلها الطبيعي.
الاحتباس الحراري في القرآن الكريم :
ذكر فضيلة الدكتور زغلول النجار أن الله تعالى خلق كل شيء بحكمة وتقدير بالغين وأن تدخل الإنسان بالإفساد في بيئته مشيرا إلى قول الله تبارك وتعالى ? ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ?, كما أشار إلى أن الفساد في الأرض يعتبر حرام للنهى الصريح الذي ورد في القرآن الكريم بقول الله تعالى ?وَلاَ تُطِيعُوا أَمْرَ المُسْرِفِينَ . الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ? (الشعراء:151،152) .
ويبين فضيلة الدكتور أن للفساد أنواع وهى الإفساد المعنوي في الأرض والتي تشمل فساد الاعتقاد، فساد العبادات، وفساد كل من الأخلاق والمعاملات. ثانيا: الإفساد المادي في الأرض ويشمل الإفساد في الأرض بالتلوث الكيميائي للبيئة، الإفساد في الأرض بالملوثات على اختلاف انواعها، والإفساد في الأرض بالتلوث الإشعاعي
و اتفق العلماء على أن الفساد في البيئة وكلمة الفساد تشمل التلوث والتغيرات المناخية وكل شيء جاوز الحدّ، ومن معاني الفساد (الجدْب) أي التصحر، وهو ما يحدث اليوم على الأرض حيث يؤكد العلماء أن المساحة الخضراء تتقلص بفعل البشر وسوف تزداد الأراضي الجافة والمتصحرة في الأعوام القادمة بسبب زيادة التلوث. ويؤكدون أيضاً أن الفساد البيئي يشمل البرّ والبحر، تماماً كما جاء في الآية الكريمة. (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ) يؤكد العلماء أن التلوث والفساد البيئي في البر والبحر إنما نتج عن الإنسان، فالناس هم المسئولون عن هذا التغير البيئي الخطير، تماماً كما حدثنا القرآن قبل ألف وأربع مئة سنة. (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) وتتضمن هذه الآية تحذيراً للناس في أن يرجعوا إلى الإصلاح في الأرض وتدارك هذا الفساد البيئي الذي نتج بسبب تجاوزهم الحدود التي خلق الله الأرض عليها وأن يعيدوا للغلاف الجوي توازنه ويقللوا من كمية الملوثات التي يطلقونها كل يوم والتي تقدر بملايين الأطنان!! هذا التحذير هو نفسه الذي أطلقته منظمة الأمم المتحدة قبل أيام!!
إذن الآية الكريمة تحدثت ظهور الفساد الذي يشمل البر والبحر، وقد عبّر القرآن عن ذلك بكلمة (ظَهَرَ) بالماضي لأن القرآن لا ينطق إلا بالحق فالمستقبل بالنسبة لله تعالى هو حقيقة واقعة لا مفر منها وكأنها وقعت في الماضي وانتهى الأمر، ولذلك جاء التعبير عن هذه الحقيقة العلمية بالفعل الماضي. كذلك تحدثت الآية الكريمة عن المسؤول عن هذا الفساد البيئي وحددّت الفاعل وهو الإنسان، وتحدثت عن إمكانية الرجوع إلى العقل والمنطق وإلى العمل على إعادة التوازن للأرض.
أسباب ارتفاع حرارة الأرض :
آراء العلماء حول هذا الموضوع
وجد أن الإشعاعات الكونية والغيوم تؤثر علي تغيرات المناخ بالعالم ولاسيما وأن فريقا من علماء المناخ الألمان بمعهد ماكس بلانك بهايدلبرج في دراستهم للمناخ التي نشرت مؤخرا بمجلة (جيوفيزيكال ريسيرتش ليترز) التي يصدرها الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي. وقد جاء بها أنهم عثروا على أدلة علي العلاقة ما بين هذه الأشعة والتغيرات المناخية فوق الأرض. فلقد اكتشفوا كتلا من الشحنات الجزيئية في الطبقات السفلى من الغلاف الجوي تولدت عن الإشعاع الفضائي. وهذه الكتل تؤدي إلي ظهور الأشكال النووية المكثفة التي تتحول إلى غيوم كثيفة تقوم بدور أساسي في العمليات المناخية حيث يقوم بعضها بتسخين العالم والبعض الآخر يساهم في إضفاء البرودة عليه. ورغم هذا لم يتم التعرف إلى الآن وبشكل كامل على عمل هذه الغيوم. إلا أن كميات الإشعاعات الكونية القادمة نحو الأرض تخضع بشكل كبير لتأثير الشمس. والبعض يقول أن النجوم لها تأثير غير مباشر على المناخ العام فوق الأرض. ويرى بعض العلماء أن جزءا هاما من الزيادة التي شهدتها درجات حرارة الأرض في القرن العشرين، ربما يكون مرده إلى تغيرات حدثت في أنشطة الشمس، وليس فقط فيما يسمى بالاحتباس الحراري الناجم عن الإفراط في استخدام المحروقات.
وقد قام الفريق الألماني بتركيب عدسة أيونية ضخمة في إحدى الطائرات. فوجدوا القياسات التي أجروها قد رصدت لأول مرة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي أيونات موجبة ضخمة بأعداد كثيفة. ومن خلال مراقبتهم وجدوا أدلة قوية بأن الغيوم تلعب دورا هاما في التغير المناخي حسب تأثيرها على الطبيعة الأيونية وتشكيل ونمو هذه الجزيئات الفضائية في الطبقات العليا من الغلاف الجوي. مما يؤيد النظرة القائلة بأن الأشعة الكونية يمكن أن تساهم في التغيرات المناخية وتؤثر على قدرة الغيوم على حجب الضوء.
وفي مركز (تيندال للأبحاث حول التغيرات المناخية) التابع لجامعة إيست أنجليا في بريطانيا أكتشف مؤخرا أهمية الغيوم في المنظومة المناخية وأن للغيوم تأثيرا قويا في اختراق الأشعة للغلاف الجوي للأرض. لأن الغيوم تمنع بعض إشعاعات الموجات القصيرة الوافدة نحو الأرض، كما تمتص إشعاعات أرضية من نوع الموجات الطويلة الصادرة عن الأرض مما يسفر عن حجب هذه الأشعة القصيرة وامتصاص الأشعة الطويلة. وقد يكون تأثير السحب كبيرا لكن لم يظهر حتى الآن دليل يؤيد صحة ذلك. لأن السحب المنخفضة تميل إلى البرودة، بينما السحب العليا تميل وتتجه نحو الحرارة. لهذا السحب العليا تقوم بحجب نور الشمس بشكل أقل مما تفعله السحب المنخفضة كما هو معروف.
لكن الغيوم تعتبر ظواهر قادرة على امتصاص الأشعة تحت الحمراء. لأن الغيوم العالية تكون طبقاتها الفوقية أكثر برودة من نظيرتها في الغيوم المنخفضة وبالتالي فإنها تعكس قدرا أقل من الأشعة تحت الحمراء للفضاء الخارجي. لكن ما يزيد الأمر تعقيدا هو إمكانية تغير خصائص السحب مع تغير المناخ، كما أن الدخان الذي يتسبب فيه البشر يمكن أن يخلط الأمور في ما يتعلق بتأثير ظاهرة الاحتباس الحراري على الغيوم.
ويتفق كثير من علماء الجيوفيزياء على أن حرارة سطح الأرض يبدو أنها بدأت في الارتفاع بينما تظل مستويات حرارة الطبقات السفلى من الغلاف الجوي على ما هي عليه. لكن هذا البحث الذي نشر حول تأثير الإشعاعات الكونية يفترض أن هذه الإشعاعات يمكنها أن تتسبب في تغييرات في الغطاء الخارجي للسحب. و هذا الغطاء قد يمكن تقديم شرحا للغز الحرارة. وأن الاختلاف في درجات الحرارة بالمناخ العالمي ليس بسبب التغيرات التي سببها الإنسان على المناخ .لأن الشواهد علي هذا مازالت ضعيفة. فهذا التأثير يفترض أن يظهر في ارتفاع كامل في الحرارة من الأسفل نحو الغلاف الجوي.ورغم أن العلماء رأوا أن التغييرات الطارئة على غطاء السحب يمكن أن تفسر هذا الاختلاف، فإنه لم يستطع أحد أن يقدم دليلا عن أسباب الاختلافات الموجودة في مستويات الحرارة بالمناخ العالمي. لكن الدراسة الأخيرة رجحت أن تكون الإشعاعات الكونية، وهي عبارة عن شحنات غاية في الصغر وتغزو مختلف الكواكب بقياسات مختلفة حسب قوة الرياح الشمسية وربما تكون هذه هي الحلقة المفقودة في تأثير الأشعة الكونية علي المناخ فوق كوبنا .
في تقرير نشرته وكالة حماية البيئة عما يقوله كثير من العلماء وخبراء المناخ من أن أنشطة بشرية مثل تكرير النفط ومحطات الطاقة وعادم السيارات أسباب مهمة لارتفاع حرارة الكون. وقالت الإدارة في تقريرها إن الغازات المسببة للاحتباس الحراري تتراكم في غلاف الأرض نتيجة أنشطة بشرية مما يتسبب في ارتفاع المتوسط العالمي لحرارة
ويرجع بعض العلماء ظاهرة الإنحباس الحراري إلى التلوث وحده فقط حيث يقولون بأن هذه الظاهرة شبيهة إلى حد بعيد بالدفيئات الزجاجية و أن هذه الغازات و التلوث يمنعان أو يقويان مفعول التدفئة لأشعة الشمس.
ففي الدفيئة الزجاجية تدخل أشعة الشمس حاملة حرارتها إلى داخل الدفيئة، ومن ثم لا تتسرب الحرارة خارجا بنفس المعدل، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة داخل الدفيئة. كذا تتسبب الغازات الضارة التي تنبعث من أدخنة المصانع ومحطات تكرير البترول ومن عوادم السيارات (مثلا) في نفس الظاهرة،مسببة ارتفاع درجة حرارة الأرض .
ورغم التقنيات المتقدمة والأبحاث المضنية نجد أن ظاهرة الإحتباس الحراري بالجو المحيط بالأرض مازالت لغزا محيرا ولاسيما نتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ. ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته. فالربيع يأتي مبكرا عن مواعيده. وهذا يرجحونه لظاهرة الإحتباس الحراري. ويعلق العالم الإنجليزي ( ر يكيامار ) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله :إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن. وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشيه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل . فلقد زاد ارتفاعها 40 مترا علي غير عادتها منذ ربع قرن . وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الإحتباس الحراري قد تحدث تلفا بيئيا في مناطق أخري به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لاتحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تماما خلال هذا القرن . وهذا الجليد له تأثيراته علي الحرارة والمناخ والرياح الموسم
و يربط العديد من العلماء بين المحيطات و التيارات الموجودة بها و بين درجة حرارة الأرض حيث أن هذه التيارات الباردة و الساخنة عبارة عن نظام تكييف للأرض أي نظام تبريد و تسخين و قد لوحظ مؤخرا أن هذه التيارات قد غيرت مجراها ما جعل التوازن الحراري الذي كان موجودا ينقلب و يستدل بعض العلماء على ظهور أعاصير في أماكن لم تكن تظهر بها من قبل.
كما يربط بعض العلماء التلوث الحاصل بتغير في عدد حيوانات البلانكتون في البحار نتيجة زيادة حموضة البحار نتيجة لإمتصاصها ثاني أوكسيد الكربون و يفسرون أن التلوث الذي يحدثه الإنسان هو شبيه بمفعول الفراشة أي أنها مجرد الشعلة التي تعطي الدفعة الأولى لهذه العملية و البلانكتون يقوم بالباقي.
أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري :
مع بداية الثورة الصناعية ،في حوالي العام 1850 ، بدأ يرتفع تركيز ثاني أكسيد الكربون الجوي ، نجم هذا الارتفاع وبشكل كبير عن إحراق الوقود الأحفوري الذي يطلق ثاني أكسيد الكربون كمادة ناتجة فرعية ، قد تتوقع استفادة النبات من تنامي ثاني أكسيد الكربون في الجو ، إلا أنه في واقع الأمر يمكن لارتفاع منسوب ثاني أكسيد الكربون في الجو إلحاق الضرر بالكائنات الحية ذات البناء الضوئي أكثر من مساعدتها .
يحتجز ثاني أكسيد الكربون و غازات أخرى في الجو بعض حرارة كوكب الأرض ، وهذا يجعل الأرض أكثر سخونة ، وقد يؤدي هذا الاحتباس الحراري إلى خفض الهطول على الأرض ، فتتصحر مناطق وقد لا تعود ملائمة لمعظم النباتات .كذلك يتفاعل ثاني أكسيد الكربون في الجو مع الماء فتنتج هطول حمضية ، يمكن أن تؤدي إلى هلاك النباتات .
ينحو العلماء باللائمة، على نطاق واسع، على انبعاثات الغازات الناجمة عن النشاط البشري مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون والتي تؤدي إلى احتباس الحرارة داخل الغلاف الجوي في تغيرات المناخ، ويقدر العلماء أن ترتفع درجة الحرارة على كوكب الأرض مابين درجتين إلى ست درجات مئوية
غازات الدفيئة :
الغازات المسببة للاحتباس الحراري ذات شفافية معقولة بالنسبة للإشعاع الشمسي الداخل ولكنها معتمة نسبياً بالنسبة للإشعاع الحراري ذي الموجات الأطول من سطح الأرض وكلما زاد تركيز هذه الغازات في الهواء فإن الإشعاع الشمسي المستقبل عند مستوى الأرض لا ينخفض انخفاضاً ملحوظاً في حين ينخفض انخفاضاً كبيراً فقد الإشعاع الحراري من اليابسة وسطوح المياه إلى الفضاء وتكون النتيجة وجود فائض من الطاقة المتاحة عند مستوى الأرض ومن ثم ارتفاع حرارة هواء السطح . ومن أهم الغازات المسببة للاحتباس الحراري ما يلي :
غاز ثنائي أكسيد الكربون CO2 :
ينتج هذا الغاز من احتراق القمامة واحتراق المواد العضوية كالفحم أو البترول أو الغاز الطبيعي( الوقود الاحفوري).
C+O2 ------ CO2
CH4+O2-------- CO2+H2O
وينتج أيضاً من تنفس النباتات والحيوانات وتحللها ومن تخمر المواد السكرية سواءً كان كيميائياً أو بيولوجياً .
وعليه فهو ينتشر في الفضاء بغزارة ولكن عملية الاتزان البيئي تذيبه في مياه البحار والمحيطات مكونة حمضاً ضعيفاً يعرف باسم حمض الكربونيك H2CO3 ويتفاعل بدوره مع بعض الرواسب مكوناً بيكربونات و كربونات الكالسيوم . وتساهم النباتات أيضاً في استخدام جزء كبير من غاز ثنائي أكسيد الكربون في عملية التمثيل الضوئي . غير أن اجتثاث الغابات واستبدالها بغابات الأسمنت, كل ذلك أدى إلى فقدان التوازن الطبيعي وبالتالي إلى زيادة نسبة غاز ثنائي أكسيد الكربون في الهواء .
وهذا الغاز غير سام للأحياء وهو يوجد في نسبه حجميه تساوي 0.032% في الهواء الجاف غير الملوث وهذا الغاز هو أساس ديمومة الإنتاج الغذائي على سطح الأرض إذ تقوم النباتات بعملية البناء الضوئي وينتج الأكسجين وهو الأساس لحياة الكائنات وتنتج كذلك المواد العضوية وهي التي تمثل الإنتاج النباتي، ولكن يعتقد العلماء أن تراكيز هذا الغاز هي في زيادة مستمرة وبنسب هي في غاية الضآلة وهذه الزيادة لا تـأثير صحي لها على الإنسان ولا على الأحياء بل إن التجارب المختبرية قد أثبتت بأن زيادة نسب هذا الغاز في الهواء من شأنه أن يزيد من الإنتاج الزراعي ولكن الخطر المتوقع لهذه الزيادة فيكمن في أن وجوده في الهواء في عموم الغلاف الجوي سيؤدي إلى الإقلال من انتشار الحرارة من جو الكرة الأرضية إلى الفضاء الخارجي مما سيتسبب مستقبلاَ في ارتفاع معدلات درجات الحرارة على سطح الأرض.
( نسبة امتصاص ثنائي أكسيد الكربون للأشعة تحت الحمراء 55%) .
غاز الميثان CH4 :
ينتج عن عمليات الاحتراق وتحليل البكتريا للعناصر العضوية وخاصة في مواقع تجميع النفايات والذي تتزايد درجة تركيزه بمعدل سنوي مقداره 1 % تقريباً . ونسبة امتصاصه للأشعة تحت الحمراء 15% . وقد أفادت تجربة علمية جديدة أن غاز الميثان المنبعث من قطعان الماشية والأغنام يفوق تأثيره على الاحتباس الحراري لغاز CO2 المنبعث من المصادر الحرارية , والماشية والأغنام تساهم في إنتاج الميثان عن طريق التجشؤ من الفم أو الغاز المنفلت من الأمعاء .
يذكر أن هذه التجربة جاءت في أعقاب الاحتجاجات الدولية العديدة على أمريكا لعدم توقيعها اتفاقية الكيوتو التي تنص على خفض حجم الغازات المنبعثة من المزارع الصناعية والتي تملك أمريكا وحدها مساحات شاسعة منها .
وعندما ينتقل غاز الميثان إلى طبقة الستراتوسفير فإنه يتحلل إلى كربون وهيدروجين حيث تتحد ذرات الكربون مع الأكسجين لتكون غاز CO2 . أما الهيدروجين فيتحد مع الأكسجين ليكون بخار الماء . لذا فإن غاز الميثان يتجاوز في قابليته كغاز طبيعي المنشأ قابلية غاز CO2 بثلاثين مرة لكنه لحسن الحظ أقل تركيزا في الغلاف الجوي. جداً.
ومن المهم الإشارة إلى أن هناك غازات أخرى في الغلاف الجوي لها مثل هذه القابلية أيضاً ومنها بخار الماء وأكسيد النتروز ومركبات الكلوروفلوروكربون كما أنه تم اكتشاف غاز جديد يعد من الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من قبل العالم النرويجي ويليام سترونج ولا يزال هذا الغاز غامضاً إذ لم يتعرف الكيميائيون على كل أحواله وقد عرفوا تركيبه الذي جاءت منه صيغته الكيميائية ( ثلاثي فلور الميثايل خامس فلوريد الكبريت ).
نتائج الاحتباس الحراري على الطبيعة والإنسان :
يحتوي الجو حاليا على 380 جزءا بالمليون من غاز ثاني أكسيد الكربون الذي يعتبر الغاز الأساسي المسبب لظاهرة الاحتباس الحراري مقارنة بنسبة الـ 275 جزءً بالمليون التي كانت موجودة في الجو قبل الثورة الصناعية. ومن هنا نلاحظ أن مقدار تركيز ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي أصبح أعلى بحوالي 30% عما كان عليه تركيزه قبل الثورة الصناعية.
إن مقدار تركيز الميثان ازداد إلى ضعف مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية ، وكذلك الكلوروفلوركاربون يزداد بمقدار 4% سنويا عن النسب الحالية ، أما أكسيد النيتروز أصبح أعلى بحوالي 18% من مقدار تركيزه قبل الثورة الصناعية.
ونلاحظ أيضا ما يلي:
أ- ارتفع مستوى المياه في البحار من 0.3-0.7 قدم خلال القرن الماضي.
ب- ارتفعت درجة الحرارة ما بين 0.4 – 0.8°س خلال القرن الماضي حسب تقرير اللجنة الدولية المعنية بالتغيرات المناخية التابعة للأمم المتحدة.
السريع الناتج من الاحتباس الحراري حيث أن ارتفاع الحرارة سيقضي على ثلاثة أرباع الثلوج المتراكمة على قمم جبال الألب بحلول عام 2050 مما يتسبب بفيضانات مدمرة في أوروبا واعتبرت هذا تحذيرا يجب التنبه إليه.
أيضا فان من نتائج ظاهرة الاحتباس الحراري ، ارتفاع مستوى سطح البحر 48 سم مما يمكن أن يهدد المباني والطرق وخطوط الكهرباء وغيرها من البنية الأساسية في المناطق ذات الحساسية المناخية. ويقول العلماء إن ارتفاع مستوى البحر بالمعدلات الواردة في التقرير يمكن أن يغمر حي مانهاتن في نيويورك بالماء حتى شارع وول ستريت.
وفي جبال الهيملايا وجدت 20 بحيرة جليدية في نيبال و24 بحيرة جليدية في بوتان قد غمرت بالمياه الذائبة فوق قمة جبال الهيملايا الجليدية مما يهدد المزروعات والممتلكات بالغرق والفيضانات لهذه البحيرات لمدة عشر سنوات قادمة.
ويرجح العلماء أن سبب ذلك هو امتلاء هذه البحيرات بمياه الجليد الذائب. وحسب برنامج البيئة العالمي وجد أن نيبال قد زاد معدل حرارتها درجة مئوية واحدة وأن الغطاء الجليدي فوق بوتان يتراجع 30 إلى 40 متراً في السنة. وهذه الفيضانات لمياه الجليد جعلت سلطات بوتان ونيبال تقيم السدود لدرء أخطار هذه الفيضانات.
وكان بحث نشر في مجلة نيتشر (الطبيعة) يوم 16 نوفمبر/تشرين الثاني عام 2005 قد اظهر أنه في حال تسبب الاحتباس الحراري في ذوبان الأنهار والجبال الجليدية والكتل الثلجية السنوية، فمن المحتمل أن تواجه المجتمعات التي تعتمد على هذه المصادر كوارث طبيعية مدمرة ، أيضا ونتيجة ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي خلال القرن الماضي نصف درجة مئوية أخذ الجليد في القطبين وفوق قمم الجبال الأسترالية في الذوبان بشكل ملحوظ. ولاحظ علماء المناخ أن مواسم الشتاء ازدادت خلال الثلاثة عقود الأخيرة دفئًا عما كانت عليه من قبل وقصرت فتراته. فالربيع يأتي مبكرًا عن مواعيده. وهذا يرجحونه لظاهرة الاحتباس الحراري. ويعلق العالم (جون مورجن) علي هذه الظاهرة المحيرة بقوله: إن أستراليا تقع في نصف الكرة الجنوبي. وبهذا المعدل لذوبان الجليد قد تخسر تركة البيئة الجليدية خلال هذا القرن. وقد لوحظ أن الأشجار في المنطقة الشبه قطبية هناك قد ازداد ارتفاعها عما ذي قبل. فلقد زاد ارتفاعها 40 مترًا على غير عادتها منذ ربع قرن. وهذا مؤشر تحذيري مبكر لبقية العالم .لأن زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري قد تحدث تلفًا بيئيًا في مناطق أخرى به. وهذا الإتلاف البيئي فوق كوكبنا قد لا تحمد عقباه .فقد يزول الجليد من فوقه تمامًا خلال هذا القرن. وهذا الجليد له تأثيراته على الحرارة والمناخ والرياح الموسمية.
كذلك فان من نتائج الاحتباس الحراري ، انقراض أنواع كثيرة من الطيور والنباتات. وقد أكد الخبراء أن نحو 70 نوعًا من الضفادع انقرضت بسبب التغيرات المناخية، كما أن الأخطار تحيط بما بين 100 إلى 200 من أنواع الحيوانات التي تعيش في المناطق الباردة. ونقلاً عن (الأسوشيتد برس)، تقول الاختصاصية في علم الأحياء بجامعة تكساس كاميل بارميسان: «أخيرًا نحن نشاهد انقراض عينات من الأحياء.. لدينا الأدلة.. إنها هنا.. إنها حقيقة.. إنها ليست مجرد حدس علماء الأحياء بل حقائق تحدث». ويبدي العلماء قلقًا بالغًا تجاه بعض حيوانات المناطق الباردة مثل البطريق والدببة القطبية وكيفية تأقلمها مع سرعة ارتفاع حرارة الأرض، فقد تراجعت أعداد «البطريق الإمبراطور» من 300 زوج بالغ إلى تسعة فقط في القطب الغربي فضلاً عن الدببة القطبية التي تراجعت أعدادها وأوزانها. وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة البريطانية عن تقرير كانت قد أعدته عن ظاهرة الاحتباس الحراري الكوني، أكد أن فرص بقاء الإنبعاثات الغازية الناجمة عن ظاهرة الاحتباس الحراري تحت المستويات «الخطرة»، ضئيلة جدًا.
أيضا يسهم الاحتباس الحراري في زيادة معدل انتشار الأمراض والأوبئة المستوطنة مثل الملاريا وحمى الضنك والتيفود والكوليرا بسبب هجرة الحشرات والدواب الناقلة لها من أماكنها في الجنوب نحو الشمال، وكذلك بسبب ارتفاع الحرارة والرطوبة ونقص مياه الشرب النظيفة.
هذا وقد وجد الباحثون أن ارتفاع درجة الحرارة يؤدي إلى تدمير أو انخفاض إنتاجية بعض الموائل الطبيعية الحيوية، وعلى رأسها الشعاب المرجانية والغابات المدارية، وهي من أهم الموائل على ظهر الأرض ومن أكثرها عطاء للإنسانية، تتبع ذلك زيادة معدلات انقراض الكائنات الحية كنتيجة مباشرة لتدمير مثل هذه الموائل وعدم قدرة الكثير من كائناتها على التأقلم مع التغيرات الجديدة.
ومن جانب آخر يؤدي هذا الخلل البيئي الخطير إلى زيادة نسبة الأراضي القاحلة وانخفاض الإنتاجية الزراعية كنتيجة مباشرة لزيادة نسبة الجفاف وتأثر عدد كبير من المحاصيل الزراعية سلباً بتغير درجة الحرارة والمناخ ، وتغير أنماط الأمطار والثلوج وتيارات المحيطات وارتفاع ملوحة وحموضة مياه البحر، وما يتبع ذلك من زيادة موجات الجفاف وحرائق الغابات وحدة العواصف وغير ذلك من الاضطرابات المناخية
يقول الدكتور زغلول النجار : وخطر الاحتباس أنه يؤدي إلى إذابة الثلوج على الأرض في القطبين وبالفعل بدأت بعض الثلوج تنصهر في جرين لاند وجبال الألب ، ولا تتخيل أن هذه الثلوج تبدأ في الانصهار عند ارتفاع درجة حرارة الأرض 0.6 من الدرجات المئوية ، و4 إلي 5 درجات تصهره بالكامل ، ولو صهر يرفع منسوب الماء في البحار والمحيطات لأكثر من 100متر ، ولك أن تتخيل أن منسوب الماء ارتفع إلى هذا الحد ستغرق الدنيا وأغلب العمران على بعد 50 متر من البحار والمحيطات ، وليس هذا فقط بل أن الاحتباس الحراري يؤدي أيضا إلى اختلاف مناطق الضغط المرتفع والمنخفض ، ويسبب أعاصير ، ويسبب خراب كبير في المناخ ، مناطق كاملة خضراء وعامرة تصاب بالجفاف ، مناطق جافة تغرق بالأمطار ، يسبب وجود هذا الخلل ، فسبحان الله تجد أن أي اختلاف في النظام البيئي على الكرة الأرضية إذا كان طبيعيا "من عند الله" فأنه يأقلم نفسه بنفسه ، أما إذا كان من عند الانسان فتذكر قوله سبحانه وتعالي ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (41) الروم ، والحقيقة أن هذا الإفساد من عمل الإنسان.
اقتراحات لمكافحة الاحتباس الحراري :
إن تقليص انبعاث الغازات ليس مثاليا، فهو عرضة للتلاعب، ذلك أن الشركات في الدول الأخرى زادت في بعض الأحيان من إنتاج المواد الملوثة للحصول على فوائد من تقليصها لاحقا. ويمكن أن يستخدم مشروع القانون المقترح من جانب الكونغرس لدفع الأمور باتجاه تقديم المعونات لبعض المشاريع البيئية.
زراعة وحماية الغابات يساعد على مكافحة الاحتباس الحراري، لأن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو وتحوّله إلى وأكسيجين.
كما أن الأشجار تمتص الماء من الأرض، مما يساعد على تشكيل السحاب التي يحمي الأرض من أشعة الشمس.
إلا أن نتائج هذه الدراسة التي تمت مناقشتها خلال اجتماع للاتحاد الأمريكي للعلوم الجيوفزيولوجية (أمريكن جيوفزلوجي يونين) ، تشير إلى أن غرس الغابات بطريقة عشوائية قد تكون له نتائج عكسية على البيئة.
يقول غوفينداسامي بالا من مختبرات ( لورانس ليفرمور ناشيونل لابورتريز) "إن دراستنا الجديدة تظهر بأن الغابات الاستوائية هي الوحيدة التي تساعد بقوة على إبطاء الاحتباس الحراري".
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن بالا قوله إن في المناطق الرطبة من الأرض، يختزن غطاء الأشجار أشعة الشمس التي تعكسها الثلوج على الأرض مما يقوم بـ"إلغاء أو تجاوز"التأثير الخالص للجليد.
ويضيف كاتب آخر شارك في التقرير، كان كالديرا من مؤسسة (كارنيجي انستيتيوت) الأمريكية، إن الدراسة تلمح إلى أنه "من المهم أكثر الحفاظ على الغابات الاستوائية مما كان هو معتقد من قبل".
لكن كالديرا أطلع وكالة أسوشييتد برس بأنه "قلق بعض الشيء من أن يفهم من هذا أنه يجوز قطع أشجار الغابات باسم حماية البيئة".
ويشير نموذج إليكتروني على الكمبيوتر صاغه كتاب التقرير إلى أن قطع الأشجار في المناطق الواقعة على خطوط العرض الشمالية قد يساعد على محاربة الاحتباس الحراري. وامتدح البروفيسور ستيفن دابلو رانين من معهد البيئة بجامعة مونتانا الأمريكية العلماء الذين كتبوا التقرير على أنهم "خلقوا نقاشا علميا حيا".
ويوضح أتشيم ستاينر رئيس برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة إن المناقشات بين الوفود هامة غير أنها معقدة أيضا وبطيئة ومن الصعب على الشخص العادي أن يتابعها.
وأضاف "ولكن في الوقت نفسه يمكن للمواطنين أن يتصرفوا في الوقت الذي تتفاوض فيه الحكومات". وتابع يقول إن "زراعة الأشجار هي اقتراح رابح للغاية، وهناك عدد قليل منها في عالمنا اليوم".
وأشار ستاينر إلى إن زراعة مليار شجرة من شأنه أن يؤدي إلى امتصاص نحو 250 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون الذي يرفع درجة حرارة الجو.
نوهت الفاو إلى أهمية غرس الأشجار في المناطق الاستوائية حيث تنمو بسرعة وتمتص الكربون من الجو بشكل أسرع وبكميات كبيرة في فترة وجيزة نسبيا حيث تستطيع الغابات امتصاص كمية تصل إلى 15 طنا من الكربون في كتلتها البيولوجية والخشبية لكل هكتار سنويا.
بدورها وجهت جماعة السلام الأخضر (جرين بيس) الناشطة في مجال حماية البيئة تحذيرا لمنظمة التجارة العالمية من أن فتح المزيد من الأبواب أمام تجارة الأخشاب يهدد الغابات القديمة المتبقية خاصة في إندونيسيا والبرازيل وبابوا غينيا الجديدة.
لذلك فإن زراعة الأشجار، وعلى مستوى العالم، وإعادة الغابات، هو أمرٌ له دور حيوي وأساسي في تخفيض الضغط على الغابات الرئيسية والحفاظ على أماكن معيشة الكائنات الطبيعية، وفي الحد من تآكل التربة، وامتصاص ثاني أوكسيد الكربون، مما يعني إبطاء عملية الاحتباس الحراري العالمية. وأخيراً، الحفاظ على التنوع الحيوي والمعايش الطبيعية لفصائل حيوانية ونباتية كثيرة. وتوفر الغابات الاستوائية أماكن معيشة لأكثر من نصف الفصائل الحيوانية والنباتية المعروفة.
الطاقة الذرية هل هي الحل الأمثل ؟
• الطاقة الذرية تعتبر الطاقة الأقل إصدارا لغازات الدفيئة وقد أفاد تقرير صادر عن مكتب الطاقة الذرية الأوروبية أنه باستطاعة أوربا زيادة طاقتها الذرية إلى ثلاثة أضعاف حتى عام 2050 وهذا يؤدي إلى تفادي إصدار 6.3 مليار طن من غاز CO2 .
• و التوسيع في استخدام الطاقة الذرية في الدول الصناعية يجابه بحملة مضادة قوية من المدافعين عن البيئة وخاصة بعد حادثة تشرنوبل.
• أما انتشار الطاقة الذرية في الدول النامية فانه يتعثر بسبب القدرة الاقتصادية والفنية الضعيفة إضافة إلى ضغوط الدول الصناعية لعدم انتشار الطاقة الذرية في البلدان النامية ونشير إلى أنه لم يتم بناء أي مركز طاقة ذري منذ عام 2000 في الدول النامية.
ما هي إذا مصادر الطاقة البديلة ؟
مصادر الطاقة البديلة محدودة حتى الآن ومن أهمها :
• الطاقة الشمسية
• الطاقة الهيدروليكية الطبيعية الناتجة عن حركة المياه في الأنهار أو حركة المياه في البحار
• طاقة الرياح
ولكن المشكلة ليس فقط في إنتاج الطاقة البديلة بل في تحويلها إلى الاستثمار المباشر من قبل الإنسان .
تجميع ثاني أكسيد الكربون الذي يسبب الاحتباس الحراري من محطات توليد الطاقة والمصانع التي تستخدم الوقود الحفري ونقله في أنابيب ثم دفنه في صخور مسامية على عمق عدة كيلومترات تحت سطح الأرض. لكن المسألة تحتاج إلى أساليب تكنولوجية جديدة لتقليص التكلفة المرتفعة التي من شأنها أن ترفع تكاليف الطاقة المنزلية قبل الحديث عن فحم نظيف. كما أن هناك مشاكل تتعلق بمنع ومراقبة التسرب وتحديد المسؤولية عنه. غير أن احتمال تجاوز الاقتصاد العالمي الذي يعتمد على الوقود الاحفوري للمستويات المستهدفة لانبعاثات الغازات الضارة بحلول عام 2050 وما يرتبط بذلك من مخاوف من تغيرات مناخية خطيرة هو الدافع وراء الأبحاث التكنولوجية. وينظر إلى هذا الحل باعتباره سهلا نسبيا حيث يقوم على استمرار توليد الطاقة باستخدام الوقود الاحفوري بدلا من استبدال جزء كبير بالطاقة التي تولد باستخدام الريح والطاقة الشمسية والنووية أو بأساليب أكثر كفاءة في استخدام أنواع الوقود العادية. يقول ال غور نائب الرئيس الأميركي السابق خلال زيارة لأوسلو للترويج لفيلمه الوثائقي عن تغير المناخ ( لا يوجد حل سحري واحد لحل (مشكلة) التغير المناخي بل توجد عدة حلول سحرية. وأضاف من الواضح أن تجميع الكربون أحد تلك الحلول.. ربما يحالفنا الحظ ويكون هو الحل الواحد السحري ). وتشير دراسات الأمم المتحدة إلى أن دفن ثاني أكسيد الكربون يمكن أن يكون له دور أكبر في مكافحة ارتفاع درجة حرارة الأرض خلال القرن الحالي من أي إجراء آخر.
الاحتباس الحراري يؤثر على الصحة البشرية
1 - ارتفاع نسبة الإصابة بمرض الربو وأمراض الجهاز التنفسي الأخرى، نتيجة تلوّث الهواء المرتبط بثقب طبقة الأوزون.
2 - أوضحت الدراسات الأولية أن ارتفاع درجات الحرارة في الكرة الأرضية يؤدي إلى تغيرات مناخية كبيرة في هذه المنطقة، منها الجفاف والأعاصير والفيضانات.
كما يؤدي ارتفاع درجات الحرارة إلى انخفاض نوعية مياه الشرب في بعض المناطق مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الأمراض التي ينشرها البعوض الذي يعيش في المياه الراكدة.
مثل الملاريا والحمى الصفراء والتهاب السحايا كذلك أمراض الكوليرا وأمراض التسمم الغذائي كالسلمونيا والشيقيلا. كما أن ارتفاع الحرارة يزيد من نسبة الإصابة بما يسمى بضربة الشمس ويتسبب في خسارة الكثير من الثروة السمكية وتزداد أمراض الأسماك والثروات الطبيعية الأخرى وهو مصدر حياة وغذاء النوع البشري.