المرأة كربة أسرة: المرأة هى نصف المجتمع الإنسانى ولها دور كبير فى تكوين الأسرة التى يتكون منها المجتمع لذلك كان دورها الأول والأعظم الذى لا ينازعها فيه منازع ولا ينافسها فيه منافس وهو تربية الأولاد الذين هم الجيل الناشئ ورجال المستقبل ولذلك هيأها الله لهم بدنيا ونفسياً فالطفل يعيش مع أمه فى أغلب الأحيان أكثر من أبيه، فهو قد رافق أحشاءها وهو الذى قد احتواه حجرها وسقاه ثديها فيظل ملازماً لها فإليها يعود الفضل الأكبر فى تربيته وأعداده إعداداً مثالياً، فشجاعته وعلمه وتربيته وسلوكه يعود للأم ؛ فهى أقدر على صنع الأبطال والحكماء والعظماء، إذا كانت متربية لنفسها على العلم والفضيلة وسبر معالم الحياة وقادرة على التكيف مع التطور العلمى، فلن تستطيع امرأة جاهلة أن تقوم بالتربية الكاملة على الوجه المطلوب كما تقوم الأم المتعلمة فى فنون الحياة وضروبها. ومن أمثلة الذين تربوا على أيدى أمهاتهم هذا أمير المؤمنين صهر سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم على بن أبى طالب "رضى الله عنه "تربى على يد أمه فاطمة بنت أسد. وعبد الله بن جعفر مات أبوه وتعهدته أمه أسماء بنت عميس ومعاوية بن أبى سفيان ورث عن أمه هند بنت عتبة- وكانت تقول ثكلته أمه إن لم يسد قومه- وقالت أو مثل معاوية يكون خلفا من أحد- وكان معاوية يفتخر بالمقدرة والرأى فينسبهما إلى أمه وهذا عبد الله بن مروان ورث عن أمه الذكاء والعزم والرأى السديد وهذا القائد عبد الرحمن الناصر الذى فتح الغرب ووصل إلى فرنسا الذى ورث عن أمه الشجاعة، وهذا إمام المذهب محمد بن إدريس الشافعى الذى مات أبوه وهو طفل فتعهدته أمه. وهذا إمام المحدثين صاحب الجامع الصحيح أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخارى مات أبوه وهو صغير فنشأ فى حجر أمه وقد ذهبت عيناه فى صغره فدعت له أمه فرد الله له بصره وهكذا يتربى الأطفال والرجال فى أحضان الأمهات وتصقل الشجاعة والأخلاق والصفات الحميدة على يد الأم فهى تقربهم من هذا وتبعد عنهم الكذب والنفاق والاحتيال فهى تعودهم النظام فى الرضاعة وفى المعاملات وفى سائر التصرفات.