خيركم من تعلم القرأن و علمة
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( خيركم من تعلم القرأن و علمه ) صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم
فضل قرائة و تلاوة القرأن الكريم
- عن أبي أمامة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه” رَوَاهُ مُسلِمٌ.
- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال سمعت رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم يقول: “ما أذن اللَّه لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن” : يجهر به. مُتَّفَقٌ عَلَيهِ. معنى “أذن اللَّه” : أي استمع. وهو إشارة إلى الرضى والقبول.
- عن أبي سعيد رافع بن المعلي رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال لي رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: “ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخرج من المسجد؟” فأخذ بيدي، فلما أردنا أن نخرج قلت: يا رَسُول اللَّهِ إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة في القرآن؟ قال: “الحمد لله رب العالمين، هي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته” رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
- عن أبي هريرة رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ قال، قال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّم: “وما اجتمع قوم في بيت من بيوت اللَّه، يتلون كتاب اللَّه، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم اللَّه فيمن عنده” رَوَاهُ مُسلِمٌ.
من احكام تلاوة القرأن الكريم
معنى و حكم التجويد : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد النبي الكريم وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه واقتدى به وسلك سبيله ونهج نهجه إلى يوم الدين. أما بعد .. فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار والله تعالى أسأل أن يجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن وأن يغفر ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا ويثبت أقدامنا وينصرنا على القوم الكافرين وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب كما أسأله جل شأنه أن يكرمنا بالقرآن الكريم ويجعله حجة لنا لا علينا وأن يجعله ربيع قلوبنا وجلاء حزننا وذهاب همنا وغمنا وأن يستعمل به ألسنتنا ويطهر به قلوبنا ويشرح به صدورنا ويذكرنا منه ما نسينا ويعلمنا منه ما جهلنا ويرزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيه ويرضى به عنا إنه سميع قريب مجيب الدعوات وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد ... فإن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن الكريم على حبيبه محمد صلى الله عليه وسلم وأمره بترتيل القرآن فقال " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " فتلقاه الرسول صلى الله عليه وسلم بالرضا والقبول بالفرح والسرور ورتله كما أحبه الله أن يرتله وبلغه كما أنزل من ربه فقرأه على الناس على مكث ورتله عليهم ترتيلاً وسمعه أصحابه مرتلاً مجوداً وهكذا حتى وصل إلينا في كمال محفوظ من التغيير والتبديل مصوناً من التحريف الذي طاف على الكتب قبله منطوقاً به على الوجه الصحيح مؤدىً كما نزل بلسان عربي مبين وهذا مصدق منزل الكتاب سبحانه وتعالى " إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ " وقوله جل شأنه " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا" والترتيل الذي أمر الله به عرفه سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكرم وجهه بقوله عندما سئل عن معنى "الترتيل" (هو تجويد الحروف ومعرفة وقوفه) فما معنى التجويد الذي عرف به الإمام علي كرم الله وجهه الترتيل؟ .التجويد لغةً التحسين يقال جود الشيء أي حسنه واصطلاحاً إخراج لكل حرف من مخرجه مع إعطائه حقه ومستحقه فتجويد الحرف أي تحسينه يكون بإخراجه من مخرجه مع حقه من الصفات كالجهر والمد والاستفال والاستعلاء ونحوها وكذلك مستحقه مما ينشأ من ذلك من تفخيم بعض الحروف وترقيق بعضها وغن ما يغن ومد ما يمد إلى غير ذلك من أحكام التجويد وخلاصة القول أنه يجب أن يكون النطق به على أكمل وجه من غير إسراف ولا تعسف ولا إفراط ولا تفريط فهذا هو التجويد وحكم العلم به فرض كفاية والعمل به فرض عين على كل من يريد أن يقرأه امتثالاً للأمر الكريم " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " وتحقيقاً لقراءة القرآن الكريم على الوجه الذي أنزل به فإن من لم يقرأ القرآن مرتلاً مجوداً فإنه يكون آثما كما أنزل من لدن حكيم عليم ولهذا قال الشمس بن الجزري في مقدمته " والأخذ بالتجويد حتم لازم . ومن لم يجود القرآن آثم لأنه به الإله أنزل . وهكذا منه إلينا وصل وموضوع هذا العلم القرآن الكريم باتفاق العلماء وقال بعضهم والحديث أيضا على مقتدى التجويد وهذا العلم له فضل كبير إذ هو من أشرف العلوم لتعلقه بكتاب الله تعالى والغاية منه صون اللسان من الخطأ في القرآن الكريم واللحن فيه…
معنى ونوع و حكم اللحن : فإن قيل ما اللحن؟ كان الجواب إن اللحن هو الخطأ والبعد عن الصواب وينقسم إلى قسمين جلي وخفي فاللحن الجلي هو الخطأ الذي يخل بعرف القراءة كتغيير حرف بحرف أو حركة بحركة سواء أخل بالمعنى كضم تاء " أنعمت عليهم " أو لم يخل كفتح دال " الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ " وسمي هذا اللحن جليا أي ظاهرا لأنه يعرفه القراء وغيره ولا شك في حرمة هذا اللحن باتفاق العلماء وأما الخفي فهو الخطأ الذي يخل بالقراءة ولا يؤثر في معناها كترك الغنة أو تطويل المد أو ترقيق المفخم أو تفخيم المرقق ولا يعرف هذا النوع إلا أهل الفن ولهذا سمي خفيا وجمهور العلماء على كراهته وقال بعضهم بحرمته أيضا ومن قال بهذا الشمس بن الجزري الذي أفتى بأن من استأجر إنسانا ليقرأه القرآن فأقرأه بدون تجويد فإنه لا يستحق الأجرة …
مراتب القرائة : ثم إننا نقرأ القرآن على كماله وجماله ونقرأه إما متسرعين في القراءة وإما متأنين أو بطريقة وسط بين التأني والإسراع إذا فمراتب القراءة ثلاث وهي التحقيق والحدر والتدوير فالتحقيق هو القراءة بتأن واطمئنان والحدر هو الإسراع في القراءة والتدوير مرتبة وسط بين التحقيق والحدر ويراعى في المراتب الثلاث إحكام التجويد فمردها كلها إلى الترتيل وقد عرفنا معناه آنفاً فمثلا إذا قرأت قول الله سبحانه وتعالى "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " فإذا قرأتها بطريقة التحقيق تأنيت في القراءة مع مراعاة أحكام التجويد فأقول مثلا أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " وإذا ما قرأت بالحدر أو الإسراع أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " أسرعت ولكنني راعيت أحكام التجويد فإذا ما قرأت بطريقة التدوير وهي الوسط بين التأني وبين الإسراع أي بين التحقيق وبين الحدر " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" ولا شك أن طريقة التدوير هي المثلى بالنسبة لتعلم القرآن الكريم وقد يسأل سائل أي الطرق أفضل؟ فأجيبه بما أجاب به الأولون بأن هناك من يقول بأن طريقة الحدر أفضل لأنها تجعل الإنسان يقرأ كثيراً فينال بهذا حسنات كثيرة مصداقاً لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " من قرأ القرآن فله بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف" فإذا ما قرأ الإنسان بطريقة الحدر فإنه لا شك يقرأ في مدة وجيزة قدرا كبيرا من القرآن الكريم فينال بذلك حسنات كثيرة وقال آخرون بأن طريقة التحقيق أفضل لأنها تجعل الإنسان يتفهم ما يقرأه ويعرف معناها وقد أنزل الله سبحانه وتعالى القرآن لكي نتفهمه ونتدبره فقال عز من قائل " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُو الْأَلْبَابِ " وقد شبه بعض العلماء القارئ الذي يقرا القرآن بطريقة التحقيق أي التؤدة والتأني مع التدبر والتفكر بأنه كمن تصدق بجوهرة عظيمة وشبهوا من قرأه بطريقة الحدر أي الإسراع بأنه تصدق بدراهم كثيرة وأقول إن خير الأمور الوسط فقراءتنا وخاصة في مقام التعليم والتعلم بطريقة التدوير أو الحدر فلابد من مراعاة أحكام التجويد فنكون بهذا امتثلنا لأمر القرآن الكريم " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا " وقد عرفنا معنى الترتيل .
الغنة : هناك بعض أحكام التجويد يكثر دورانها في أثناء القراءة وقلما تخلو منها كلمة أو آية فهي الغنة والمد وترقيق بعض الحروف وتفخيم بعضها وقلقة بعض الحروف فإذا ما عرف الطالب ما يغن وما يمد وما يرقق وما يفخم وما يقلقل ووضع كل شيء في موضعه صحت قراءته إلى حد كبير وتميزت بالحسن والجودة فأبدأ بالغنة فأقول الغنة لغة الترنم واصطلاحا صوت لذيذ مركب في جسم النون والميم هكذا نون مشددة مثلا أنطقها هكذا "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا" "إن الذين" "إنا لا نضيع" فهذا الصوت المصاحب للنون والميم هو المسمى بالغنة ومخرجها الخيشوم بحيث لو سددت الأنف لا تخرج الغنة هكذا "إن" أتكتم الصوت لأن الغنة تخرج من الخيشوم فعندما سددت الأنف لم تخرج الغنة وبالتعريف بالغنة نرى أنها خاصة بحرفين فقط هما " النون والميم " فلا غنة في غير نون وميم ولكن هل تأتي الغنة في النون والميم على إطلاقهما؟ أقول كلا لأن هناك بعض الحالات للنون والميم تأتى معها الغنة وحالات أخرى لا غنة معها وبيان ذلك أن النون والميم إما أن تكون متحركتين أو مشددتين أو ساكنتين فالمتحركتان لا غنة فيهما مطلقا مثل "نعم" نقول "نرى" "وما ربك بظلام للعبيد" فعندما أنطق بالنون المتحركة لا آتي بغنة فلا أقول "نعم" ولا أقول "نقول" لا و إنما أقول "نرى " "نعم" "نقول"من غير غنة فإنما أقول نعم كذلكم الميم "وما ربك " لا أقول "وما ربك" هكذا بالنسبة للنون والميم المتحركتين أما المشددتين ففيهما الغنة مطلقا أي لا ننظر إلى ما بعدها من حروف الهجاء فما دامتا مشددتين أتينا فيهما بالغنة ولا عبرة لما بعدهما من حروف هجاء مثل " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا " بسم الله الرحمن الرحيم " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ . فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ , إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ " كذلك الميم المشددة "فأما من آمن" "ثم كل" وهكذا ميم مشددة ونون مشددة لابد من الإتيان فيهما بالغنة ولا عبرة لما بعدهما من حروف الهجاء أما إذا كانتا ساكنتين فهناك تفصيل لأن لكل منهما حالة سكونها أحكام خاصة بها ومن هذه الأحكام ما تأتي معه الغنة ومنه ما لا تأتي معه غنة…
الأظهار : فأحكام النون الساكنة والتنوين وقلت التنوين وألحقته بالنون الساكنة لأنه نون ساكنة زائدة تلحق آخر الاسم لفظا وتفارقه خطاً ووقفاً فأقول للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام وهي الإظهار والإخفاء والإقلاب والإدغام وقد ذكرت هذه الأحكام الأربعة للنون الساكنة والتنوين لكي نعرف ما تأتي معه الغنة من هذه الأحكام وما لا يأتي معه أبدأ بالإظهار وتعريفه لغة البيان واصطلاحا إخراج الحرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المظهر ومخرج النون الذي لابد من أن أخرج النون منه في حالة إظهارها هو طرف اللسان مع أصول الثنايا العليا أي إنه عند النطق بالنون الساكنة حالة إظهارها ألصق طرف اللسان في أصول السنتين العلويتين من غير الغنة وذلك إذا أتى بعدها أحد الحروف الحلق الستة وهي "الهمزة - والعين - والهاء - والعين - الحاء - والغين - والخاء " أي أنه إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف الستة فإنه لابد من إظهار النون أو التنوين ولا آتي فيها بغنة ويسمى هذا الإظهار بالإظهار الحلقي بخروج الحروف التي تظهر عندها النون أو التنوين من الحلق وتأتي هذه الحروف بعد النون الساكنة في كلمه أو كلمتين أما التنوين فلا يكون إلا من كلمتين لأن التنوين لا يكون إلا آخر الكلمة والحرف يأتي في أول الكلمة التالية وأمثلة ذلك النون الساكنة مع الهمزة في كلمة واحدة مثل " ينأون" وفي كلمتين " من آمن " والتنوين مع الهمزة " رسول أمين "ومثال النون مع الهاء في كلمة " عنه " وفي كلمتين " من هاد " ومثال التنوين " فريقاً هدى " ومثال النون مع العين في كلمة " أنعمت" وفي كلمتين "من عمل" ومثال التنوين " حقيق على " ومثال النون مع الحاء في كلمة "وانحر" وفي كلمتين " من حكيم " ومثال التنوين " من حكيم حميد " ومثال النون مع الغين في كلمة " فسينغضون" وفي كلمتين "من غل" ومثال التنوين "ماء غير" ومثال النون مع الخاء في كلمة " المنخنقة " وفي كلمتين " إن خفت " ومثال التنوين " حليم خبير " وأؤكد لا غنة مع الإظهار.
الإدغام : أما الحكم الثاني من أحكام النون الساكنة والتنوين فهو الإدغام ومعناه لغة الإدخال واصطلاحا التقاء حرف ساكن بحرف متحرك بحيث يصيران حرفا واحدا مشددا يرتفع اللسان عنه ارتفاعة واحدة أو نقول هو النطق بحرفين المدغم والمدغم فيه حرف واحد كالثاني مشددا ويكون في النون الساكنة والتنوين إذا أتى حرف من حروف المجموعة في كلمة " يرملون " وهي " الياء - والراء - والميم - واللام - الواو - النون " فإذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين أحد الحروف المذكورة وجب الإدغام أي إدخال النون أو التنوين في الحرف الذي بعدهما من حروف " يرملون " ونطقهما معا حرفا واحدا كالثاني مشددة مثال ذلك "من ربهم" ننطق النون الساكنة والراء التي بعدها راء مشددة أي ننطق بعد الميم في كلمة من راء مشددة وهكذا بقية الحروف ولكن هل تأتي الغنة في التنوين والنون في حالة الإدغام؟ أقول إن الإدغام في النون الساكنة والتنوين بالنسبة للغنة ينقسم إلى قسمين أولا : الإدغام بغنة ثانيا الإدغام بغير غنة فالإدغام بغنة يكون في النون الساكنة أو التنوين إذا أتى بعدهما أحد الحروف الأربعة من كلمة " يرملون " وهذه الحروف الأربعة هي " الياء - النون - الميم - الواو " وتجمعها كلمة " ينمو" أما الإدغام بغير غنة فيكون في النون الساكنة والتنوين إذا أتى بعدهما أحد الحرفين الباقيين من كلمة " يرملون " وهما الراء واللام وأمثلة الإدغام بغنة "من يومهم" "من نعمة" "من مال الله " " من ولي " " وجه يومئذ " " يؤمئذ ناعمة " " فتحا مبين " " بأكواب وأباريق " لاحظنا أننا أدغمنا النون أو التنوين في الحرف الذي بعدها ثم أتينا بالغنة وأمثلة الإدغام بغير غنة " من ربهم " " من لدن " " عيشة راضية " " قول لينا " لاحظنا أيضا أننا أتينا بالنون الساكنة والتنوين أدغمنا النون والتنوين في الحرف الذي بعدها لو كان الراء واللام ولم نأت بغنة والإدغام النون الساكنة في أحد حروف الإدغام شرط وهو أن تكون النون آخر الكلمة والحرف الذي تدغم فيه أول الكلمة الثانية مثل " من يومهم " فإذا انتفى هذا الشرط بأن كانت النون الساكنة مع حرف الإدغام في كلمة واحدة فلا إدغام ولا غنة بل لابد من الإظهار ويسمى بالإظهار المطلق ولا يوجد منه في القرآن الكريم إلا أربعة كلمات وهي " الدنيا - بنيان - صنوان - قنوان " فنظهر النون في هذه الكلمات أي نلصق طرف لساننا في أصول الثنايا العليا ولا نأتي بغنة " الدنيا - بنيان - صنوان قنوان " التنوين مع اللام "هدى للمتقين "النون مع الراء في " من ربهم " التنوين مع الراء " في عيشة راضية " ويلاحظ أنني لم آت في النون بغنة عندما أدغمت هي أو التنوين في أحد هذين الحرفين اللام أو الراء ويلاحظ أيضاً أنني عندما ذكرت النون الساكنة والتنوين في حالة الإدغام أتيت للنون بمثال واحد وهو النون الساكنة مع حرف الإدغام بأن تكون النون في آخر كلمة والحرف الذي تدغم فيه في أول الكلمة التالية ولم أت بمثال يجمع النون مع حرف الإدغام في كلمة واحدة مثلما فعلنا في الحكم الأول وهو الإظهار ولماذا؟ لأن النون الساكنة في حالة الإدغام إذا أتى بعدها حرف الإدغام في كلمة واحدة فلا إدغام ولا غنة فإنه يشترط في الإدغام أن تكون النون في آخر الكلمة ويكون حرف الإدغام في أول الكلمة التالية فلا يكونان في كلمة واحدة لأنهما إذا كانا في كلمة واحدة فلا إدغام ولا غنة وذلك مثل " الدنيا" "بنيان" "صنوان" "قنوان" أتت النون مع حرف الإدغام في هذه الكلمات الأربعة في كلمة واحدة ولهذا لم ندغم النون في الياء لم نقل "الديا" و إنما قلنا "الدنيا" فأظهرنا النون قلنا " بنيان "ولم نقل " بيان " وقلنا " صنوان " ولم نقل " صوان " وقلنا " قنوان " ولم نقل" قوان " فأظهرنا النون في هذه الأمثلة ويلاحظ أنه لم يأت مع الإظهار غنة لأن الإظهار أيا كان نوعه لا غنة معه ولكن هذا الإظهار يسمى بالإظهار المطلق هذا ما كان بالنسبة للحكم الثاني وهو الإدغام
الإقلاب : أما الحكم الثالث من أحكام النون الساكنة والتنوين وهو الإقلاب فمعناه لغة تحويل الشيء عن وجهه واصطلاحا قلب النون الساكنة أو التنوين ميما مخفاة في اللفظ لا في الحرف مع بقاء الغنة من هذا التعريف نرى أنه لابد من الغنة حال الإقلاب أو حال قلب النون الساكنة أو التنوين ميما لابد من الإتيان بالغنة ويكون الإقلاب أو القلب على الأصح نقول القلب إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين حرف الباء فقط ويكون حرف الباء بعد النون الساكنة أو التنوين في كلمة واحدة مثل " ينبت " أو في كلمتين " من بعد " أما التنوين كما هو معلوم فلا يكون إلا من كلمتين مثل " عليم بذات " ويلاحظ من التعريف أنه تقلب النون إذا جاءت بعدها الباء تقلب ميم ولكن مع إخفاء الميم و إخفاؤها يكون بعدم إطباق الشفتين إطباقا تاما بل نجعل بينهما انفراجاً يسيرا يسمح بمرور التنفس " من بعد " " أن بورك " " ينبت " " فأنبتنا " "عليم بذات الصدور " وأؤكد أيضا انه لابد من الإتيان بالغنة في حالة قلب النون الساكنة أو التنوين ميما إذا أتى بعدها حرف الباء
الإخفاء : أما الحكم الرابع من أحكام النون الساكنة والتنوين فهو الإخفاء وهو الحكم الأخير من أحكام النون الساكنة والتنوين فلقد عرفنا فيما سبق أن للنون الساكنة والتنوين أربعة أحكام الإظهار والإدغام والإقلاب والإخفاء وقد مضى بيان الثلاثة الأول وفاضل أي باقي الحكم الرابع ويسمى الإخفاء الحقيقي تعريف الإخفاء "معناه لغة الستر واصطلاحا النطق بالحرف بصفة بين الإدغام والإظهار عار عن التشديد مع بقاء الغنة مع الحرف المخفي" من التعريف نري أن الإخفاء يكون بحالة بين الإدغام وبين الإظهار يعني لا هو إظهار ولا هو إدغام وإنما يكون بحالة وسط بين الإظهار وبين الإدغام ويلاحظ من التعريف أيضا أنه لابد من الإتيان بالغنة مع الإخفاء فقد قلنا مع بقاء الغنة في الحرف المخفي وسآتي بمثال أوضح به كيفية الإخفاء فأقول مثلا النون الساكنة إذا أتت بعدها صاد كان حكمها الإخفاء فلو أظهرت هذه النون لقلت " أن صدوكم " بأن ألصق طرف لساني بأصول الثنايا العليا " أن صدوكم " وهذا لا يصح لأنه إذا أتت الصاد بعد النون يكون حكمها الإخفاء وليس الإظهار كذلكم إذا أدغمت النون في الصاد لنطقت النون والصاد معا صادا مشددة لأن الإدغام كما قلت هو النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا فيلزم حينئذ أن أقول " أصّدوكم " وهذا أيضا لا يجوز إذا فكيف أنطق النون في حالة الإخفاء؟ لا ألصق طرف اللسان في أصول الثنايا وأيضا لا أدغم النون في الصاد وأشدد الصاد بل أجعل طرف اللسان مجافيا لأصول الثنايا ولا أشدد الحرف الثاني وأتى بالغنة فأقول " أن صدوكم " ولو قرأ قارئ " أن صدوكما " بأن أظهر النون على الرغم من أنه أتى بالغنة إنما الإخفاء يتجافى طرف اللسان عن أصول الثنايا العليا فيقرأ " أن صدوكم " والحروف التي تخفى عندها النون الساكنة أو تخفى عندها التنوين هي الحروف الباقية بعد التي أخذناها لكل من الإظهار والإدغام والإقلاب فقد أخذنا للإظهار " ستة أحرف " وهي " الهمزة - الهاء - العين - الحاء- والغين - الخاء " وأخذنا للإدغام حرفا واحدا وهو " الباء " فيكون مجموع الحروف التي أخذناها للأحكام الثلاثة الإدغام والإظهار والإقلاب ثلاثة عشرة حرفا ويكون الباقي من حروف الهجاء الثمانية والعشرين خمسة عشرة حرفا هي للحكم الباقي وهي الإخفاء الذي نتكلم عنه الآن ولكي يسهل علينا معرفة الحروف التي تخفى عندها النون الساكنة والتي يخفي عندها التنوين وضع لنا أحد العلماء الأفاضل بيتا من النظم يحتوي على خمس عشرة كلمة هذا البيت هو : " صف ذا ثنا كم جاد شخصا قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما " فنأخذ الحرف الأول من كل كلمة فيتجمع عندنا خمس عشرة حرفا وهي " الصاد- والذال - والثاء - والكاف - الجيم - والشين - والقاف - والسين - الدال - والطاء - والزاى - والفاء - والتاء - والضاد - والظاء " وهي الحروف الأوائل من كلمات الست الذي ذكرته الآن فإذا وقع بعد النون الساكنة أو التنوين أحد هذه الحروف الخمسة عشرة أخفيت عنده النون وأخفى عنده التنوين بحيث ينطق بها بصفة بين الإدغام و الإظهار من غير تشديد مع مراعاة بقاء الغنة وفي حالة الإخفاء كما هو الحال في الإظهار والإقلاب تأتي النون مع حرف الإخفاء في كلمة وفي كلمتين أما التنوين فلا يكون إلا من كلمتين إذا الحكم الذي يشترط فيه أن تكون النون والحرف الذي بعدها في كلمتين وهو الإدغام فقط أما الإظهار والإقلاب والإخفاء فتكون النون مع كل حرف من حروف هذه الأحكام في كلمة وتكون معه أيضا في كلمتين وأمثلة الإخفاء الحقيقي أمثلة النون مع الصاد في كلمة " ينصركم " وفي كلمتين "ولمن صبر" ومثال التنوين "عملا صالحا" ومثال النون الساكنة مع الذال في كلمة "لينذر" وفي كلمتين "من ذهب" مثال التنوين " وكيلًا ذرية " ومثال النون الساكنة مع الثاء في كلمة " الأنثى" وفي كلمتين "فمن ثقلت " ومثال التنوين "أزواجاَ ثلاثة " ومثال النون الساكنة مع الكاف وفي كلمة " أن كان " وفي كلمتين " من كان " ومثال التنوين " كتابا كريم " ومثال النون الساكنة مع الجيم في كلمة " أنجينا " وفي كلمتين " من جاء " ومثال التنوين مع الجيم " فصبرا جميلا " ومثال النون الساكنة مع الشين في كلمة " فأنشأنا " وفي كلمتين " فمن شهد " ومثال التنوين مع الشين في كلمة " غفور شكور " ومثال النون الساكنة مع القاف " على كل شئ قدير " ومثال النون الساكنة مع السين في كلمة " الإنسان " وفي كلمتين " أن سيكون " ومثال التنوين مع السين " قولا سديدا " ومثال النون الساكنة مع الدال في كلمة " عنده " وفي كلمتين " من دابة " ومثال التنوين مع الدال " عملا دون " ومثال النون الساكنة مع الطاء " صعيدا طيبا " ومثال النون الساكنة مع الزاي في كلمة " أنزل " وفي كلمتين " من زوال " ومثال التنوين مع الذال في كلمة " نفسا ذكية " ومثال النون الساكنة مع الفاء في كلمة " وأنفقوا " وفي كلمتين " من فضله " ومثال التنوين مع الفاء في كلمة " خالدا فيها " ومثال النون الساكنة مع التاء في كلمة " كنتم " وفي كلمتين " ومن تاب " ومثال التنوين مع التاء " جنات تجري " ومثال النون الساكنة مع الضاد في كلمة " منضود " وفي كلمتين " من ضعف " ومثال التنوين مع الضاد في كلمة " قوماً ضالين " ومثال النون الساكنة مع الظاء في كلمة " انظر " وفي كلمتين " من ظهير " ومثال التنوين مع الظاء " ظلا ظليلا " وقد نظم الشيخ سليمان الجمزوري رحمه الله تعالى أحكام النون الساكنة والتنوين في منظومته تحفة الأطفال فقال :- للنون إن تسكن وللتنوين أربع أحكام فخذ تبييني فالأول الإظهار قبل أحرف للحلق ست رتبت ولتعرف همز فخاء ثم عين حاء مهملتان ثم غين حاء والثاني إدغام بستة أتت في يرملون عندهم قد ثبتت لكنها قسمان قسم يدغما فيه بغنة بينمو علما إلا إذا كان بكلمة فلا تدغم كدنيا ثم صنوان تلا والثاني الإقلاب عند الباء ميم بغنة مع الإخفاء والرابع الإخفاء عند الفاضل من الحروف واجب للفاضل " وكلمة الفاضل هنا بمعنى الباقي " في خمسة من بعد عشر رمزها في كن هذا البيت قد ضمنتها صف ذاتنا كم جاد شخص قد سما دم طيبا زد في تقى ضع ظالما وبهذا نكون قد عرفنا أحكام النون الساكنة والتنوين وعرفنا الأحكام التي تأتي معها غنة والتي لا تأتي معها غنة أقول سريعا تعريف كل حكم من هذه الأحكام لكي نعرف هل تأتي فيه الغنة أم لا تأتي . أولا : الإظهار معناه لغة البيان اصطلاحا إخراج الحرف من مخرجه من غير غنة في الحرف المدغم فيلاحظ من التعريف أنه لا غنة مع حكم الإظهار وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أحد حروف الحلق الستة " الهمزة - والهاء - والعين - والحاء - والغين - والخاء " ثانيا :- أما تعريف الإدغام فهو لغة الإدخال واصطلاحا النطق بالحرفين حرفا واحدا كالثاني مشددا بالنسبة للغنة والإدغام ينقسم إلى قسمين إدغام بغنة إذا أتى بعد النون الساكنة والتنوين حرف من الحروف المجموعة في كلمة " ينمو " وإدغام بغير غنة وذلك إذا أتى بعد النون الساكنة أو التنوين راء أو لام إما بعد فقد عرفنا سابقا أن النون إذا أتت مع أحد حروف الإدغام في كلمة واحدة فلا إدغام ولا غنة مثل " الدنيا - بنيان - صنوان - قنوان " وإنما تظهر في النطق ويسمى هذا بالإظهار المطلق وتعريف الإقلاب فهو لغة تحييد الشيء عن وجهه واصطلاحا قلب النون الساكنة أو التنوين حرفا ياء " ينبت " " عليم بذات الصدور " " من بعد " أما تعريف الإخفاء فهو لغة الستر واصطلاحا النطق بالحرف بصفة بين الإدغام والإظهار عار عن التشديد مع بقاء الغنة ويلاحظ أنه لابد من الإتيان بالغنة مع حكم الإخفاء هذا بالنسبة للنون الساكنة أو التنوين والحالات التي لا تأتي فيها الغنة في النون الساكنة والتنوين فتأتي الغنة في الإدغام بغنة والإقلاب وفي الإخفاء الحقيقي ولا تأتي الغنة في الإظهار الحلقي ولا الإدغام بغير غنة ولا في الإظهار المطلق هذا بالنسبة للنون الساكنة والتنوين
الميم الساكنة : أما بالنسبة للميم الساكنة ومعرفة الحالات التي تأتي فيها الغنة والتي لا تأتي فيها الغنة فلابد أن نعرف أيضاً أحكام الميم الساكنة وأحكام الميم الساكنة ثلاثة وهى الإخفاء الشفوي وإدغام المتماثلين الصغير والإظهار الشفوي ويكون الإخفاء الشفوي إذا أتى بعد الميم الساكنة حرف الياء مثل " إن ربهم بهم " ميم ساكنة أتت بعدها الباء نخفى الميم في النطق وإخفاء الميم يكون بعدم إطباق الشفتين إطباقا تاما بل نجعل بينهما انفراجا يسيراً يسمح بمرور النفس كما قلت في الإقلاب " إن ربهم بهم " مع الغنة أما إدغام المتماثلين الصغير فيكون في الميم الساكنة إذا أتى بعدها حرف الميم مثل " لكم ما كسبتم " فإدغام الميم الساكنة في الميم التي بعدها وأنطقهما معا ميم مشددة وآتي بالغنة حينئذ " لكم ما كسبتم " إما الحكم الثالث وهو الإظهار ويسمى بالإظهار الشفوي فيكون إذا أتى بعد الميم الساكنة أي حرف من حروف الهجاء ما عدا الباء والميم لأننا أخذنا الباء للإخفاء الشفوي وأخذنا الميم للإدغام المتماثلين الصغير والباقي في الإظهار الشفوي ومعلوم من تعريف الإخفاء مما سبق في تعريفه من أحكام النون الساكنة والتنوين أنه تصحبه غنة أما بالنسبة للإدغام في الميم الساكنة إذا أتت بعدها الميم فهو إدغام المتماثلين الصغير فلابد من الإتيان فيه أيضا بغنة لأن الميم إذا ما أدغمت في الميم التي بعدها صارتا معا ميما مشددة وقد عرفنا بأن الميم المشددة لابد من غنتها مطلقا ومعلوم أيضا من تعريف الإظهار ما سبق في تعريفه عند الكلام عن أحكام النون الساكنة والتنوين أنه لا تأتى معه غنة إذا الميم الساكنة تأتي فيها الغنة في حالة الإخفاء الشفوي وإذا أتى بعدها حرف الميم ولا تأتي في حالة الإظهار الشفوي إذا أتى بعدها أي حرف من حروف الهجاء ما عدا " الياء والميم" مثال " إن ربهم بهم " أتى بغنة في هذه الميم التي أتت بعدها الياء وحكمها الإخفاء الشفوي " ولكم ما كسبتم " أتى بالغنة في الميم لأنه أتى بعده ميم وحكمها إدغام المتماثلين الصغير أتى فيها بغنة إما ما عدا ذلك مثل " ربهم يومئذ " ميم بعدها ياء لا غنة لأن حكمها الإظهار الشفوي وهكذا بقية أمثلة الإظهار الشفوي وخلاصة القول مرة أخرى أن الغنة خاصة بحرفين أثنين فقط من حروف الهجاء وهما " النون والميم " ولكن لا تأتي فيهم الغنة مطلقا بل إن النون والميم المتحركتين لا غنة فيهما والنون والميم المشددتين تأتي فيهما الغنة المطلقة والنون الساكنة تأتي فيها الغنة في حالة الإدغام بغنة وفي حالة الإقلاب وفي حالة الإخفاء الحقيقي ولا تأتي فيها غنة في حالة الإظهار الحلقي وفي حالة الإدغام بغير غنة وفي حالة الإظهار المطلق أما الميم الساكنة فتأتي فيها الغنة في حالة الإخفاء الشفوي وفي حالة الإدغام المتماثلين الصغير ولا تأتي الغنة في حالة الإظهار الشفوي هذا ما كان بالنسبة للنوع الأول الذي يكثر دورانه أثناء القراءة وهو الغنة
المد : إما النوع الثاني الذي يكثر دورانه في أثناء قراءة القرآن الكريم وهو المد والمد معناه لغة الإطالة ونقول المط والزيادة واصطلاحا إطالة زمن الصوت بحرف المد عند ملقاه همزا أو سكونا يعني إذا أتى بعد حرف المد همز أو سكون أطلنا زمن الصوت بحيث يزيد عن المد الطبيعي ولكن ما هو مقدار هذه الزيادة؟ هذا ما سنفصله فيما سيأتي إن شاء الله تعالى.
المد المتصل : فنقول إذا أتى بعد حرف المد همز سواء كان في كلمة واحدة مثل " السماء " " الملائكة " " أولئك " وهو ما يسمى بالمد المتصل لاتصال الهمز بحرف المد في كلمة واحدة أطلنا زمن الصوت بحرف المد عن المد الطبيعي بمقدار يعني أتينا بالمد بمقدار أربع حركات والحركة مقدار قبض الإصبع أو مقدار ضبط الإصبع فإذا قبضت الإصبع الأول ثم الثاني ثم الثالث ثم الرابع فقد أتيت بأربع حركات المد المتصل يمد أربع حركات أو خمس حركات
المد المنفصل : كذلك المد المنفصل وذلك الذي يأتي فيه الهمزة بعد حرف المد ولكن يكون حرف المد آخر الكلمة فيكون الهمز بعده أول الكلمة التالية مثل " قالوا آمنا بما أنزل " " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ " حرف المد أتى بعده همزة بعد أول الكلمة الثانية هذا يسمى بالمد المنفصل لانفصال الهمز عن حرف المد بأن كان كل منهما في كلمة ومقدار المد المنفصل مثل المد المتصل أربع حركات أو خمس حركات سنقول " قالوا أمنا بما أنزل " وهكذا بقية الأمثلة " إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَر "
المد اللازم : وحروف المد بالطبع معلومة لديكم وهي " الألف " ولا يكون ما قبلها إلا مفتوحا والواو بشرط ضم ما قبلها والياء بشرط كسر ما قبلها فإذا كان هناك ألف وكان هناك واو مضموم ما قبلها أو ياء مكسور ما قبلها فهذه هي حروف المد الثلاثة أما إذا كانت الواو ساكنة وقبلها مفتوح مثل " خوف " "ثواب" أو إذا كانت الياء الساكنة مفتوح ما قبلها مثل " بيت " " بيع " فهذه هي الياء وهذه الواو ليست بحرف مد وإنما هو حرف لين وإذا أتي بعد حرف اللين أي الواو الساكنة المفتوح ما قبلها أو الياء الساكنة المفتوح ما قبلها أيضا إذا أتي بعدها همز فلا مد وإنما يكون المد إذا وقفنا على الكلمة مثل " شئ "يأخذ المد هنا حكم المد العارض للسكون الذي سيأتى ذكره بعد ذلك إن شاء الله هذا ما كان بالنسبة للهمز إذا أتي بعد حرف المد أما السكون إذا أتي بعد حرف المد فإما أن يكون سكونا لازما لا يبرح الكلمة سواء وقفنا عندها أو وصلناها بما بعدها السكون موجود دائما مثل "إن - أن " " الحاقة " فإن سأل سائل وقال ……. عرفنا أن هناك فوق اللام سكون والسكون لازم لا يبرح الحلق أما الحاقة فإن السكون إنه بعد حرف المد حرف مشدد جوابى عليه أن الحرف المشدد مثال لحرفين الأول منهما ساكن والثاني متحرك فمثلا الحاقة هذه القاف المشددة والتي أتت بعد الألف تساوي قافا ساكنة وأخرى متحركة أدغمت في بعضهما "الحاقة " وكذلك "الطامة " وكذلك " ولا الضالين " وهكذا إذا أتي بعد حرف المد هذا السكون اللازم الذي لا يبرح الكلمة وجب وتحتم علينا أن نمد حرف المد أي نطيل زمن النطق به إلى ست حركات فنقول "الْحَاقَّةُ. مَا الْحَاقَّةُ. وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ " وهكذا " آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ " وهكذا المد اللازم ينقسم إلى أربعة أقسام المد اللازم الكلمى المخفف المد اللازم الكلمى المثقل والمد اللازم الحرفي المخفف المد اللازم الحرفي المثقل وذلك لأن ما بعد حرف المد أما أن يكون مدغما في مثله وإما ألا يكون مدغما في مثله وأما ألا يكون مدغما وإن كان الحرف الساكن في مثله فهو مثقل ولو كان في الكلمة أو في الحرف وهذان قسمان كلمي مثقل حرفي مثقل فأما إذا كان الساكن كلمي لم يدغم فالمد يكون مد لازم مخفف لو كان في كلمة مثل " قال - قال " مثل " ألر " وهكذا إذا المد اللازم ينقسم إلى أربعة أقسام مد لازم كلمي مثقل - كلمي مخفف - حرفي مثقل - حرفي مخفف مثقل والأقسام الأربعة كل منها يمد بمقدار ست حركات هذا بالنسبة للمد اللازم الذي يأتي فيه بعد حرف المد سكون لازم أي لا يبرح الكلمة سواء وصلناها بما بعدها أو وقفنا عليها أو أو إلى آخره
المد العارض للسكون : إما إذا كان السكون عارضاً يعني يكون الحرف أصلا متحرك ولكن طرأ عليه السكون وعرض من أجل الوقف مثلا مثل " نستعين " تقف النون مضمومة نقف عليها بالسكون فتقول " نستعين " فهذا السكون الذي فوق النون أتى من أجل الوقف الذي نطقنا به علي النون أتى من أجل الوقف لأننا لو وصلنا نستعين بما بعدها لزال السكون وقلنا "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ. اهدِنَــــا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ " وضممنا النون إما في حالة الوقف أما في حالة الوقف فأننا نسكن النون من أجل الوقف فهذا السكون عارض ولهذا يسمي هذا المد بالمد العارض للسكون والمد العارض للسكون فيه بالنسبة بمقدار ثلاث أوجه القصر حركتين أو التوسط أربع حركات أو المد الطويل ست حركات فمن الممكن أن تقول "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين" حركتين "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين" أربع حركات في التوسط "إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِين" ست حركات المعبر عنها بالمد الطويل هذا بالنسبة للمد وقد عرفنا أنواعه إذا كان السكون لازم أو إذا كان عارضاً وعرفنا المقدار المد في كل منها أما الحرف اللين إذا أتى بعده همز أو أتى بعده غير همز بالنسبة لرواية حفص فالمد فيه عند الوقف يأخذ حكم المد العارض للسكون أي فيه ثلاث أوجه القصر حركتين والتوسط أربع حركات المد الطويل ست حركات أما إذا وصلناه فلا مد فيه مطلقاً
المد البدل و المد الطبيعى : كذلكم أنبه لأنني تكلمت عن الهمز إذا أتى بعد حرف المد أما إذا كان الهمز قبل حرف المد مثل "آمنوا "همزه وبعدها ألف إذاً كانت الهمز أولاً وحرف المد ثانياً وهذا ما يسمى بمد البدل لأن "ءامنوا " أصلها "ءمنوا" فبدلت الهمزة الثانية حرف مد من جنس حركة ما قبلها فصارت "ءامنوا" هذا النوع هو مد البدل ليس فيه لحفص إلا حركتين فقط مثل المد الطبيعي والمد الطبيعي هو الذي لا يأتي بعد حرف المد لا همز ولا سكون يعني أن حرف المد أذا لم يأتي بعده همز ولا سكون فإننا نثبته فقط من غير زيادة عليه مثلًا حينما نقرأ قوله تعالى " آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ " صدق الله العظيم -نجد "آمَنَ" مد بدل لأن الهمز أتى قبل حرف المد وعرفنا بأن مد البدل لا زيادة فيه عند حفص بل يمد مثل المد الطبيعي حركتين فقد "آمَنَ الرَّسُولُ" كذلك الرسول إذا وصلتها بما بعدها فهو مد طبيعي "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ" قلت الرسول بما ولم أقل "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه" لم أمد بل قلت "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه "... وهكذا لأنه لم يأتي بعد حرف المد لا همز ولا سكون فيكون المد مد طبيعي وسمى بالمد الطبيعي لأن صاحب الطبيعية السليمة لا ينقصه عن حده ولا يزيد على مقداره فإذا ما زاد إنسان في المد الطبيعي عن حركتين أقول له إن طبيعتك ليست بسليمة لآن صاحب الطبيعية السليمة لا يزيد على مقدار المد الطبيعي لا يزيد عن حركتين ولا ينقص عنهما يعني يثبت حرف المد من غير زيادة عليه والمؤمنون إذا وقفت عند والمؤمنون هذا مد عارض للسكون وعرفنا بأن المد العارض للسكون فيه ثلاث أوجه القصر حركتين التوسط أربع حركات والمد الطويل ستة حركات "كل آمن" طبيعيا مد بدل كمثل " آمن الرسول " مثل التي سبق حركتين عند حفص بالله طبعا مد طبيعي لأنه بالله بعد حرف المد الذي بعد اللام هاء مكسورة ليست ساكنة فمعنى هذا أن المد هنا مد طبيعي فنقول " كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ " لا أقول "كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله " لا أزيد على حرف المد في لفظ الجلالة لأن المد هنا طبيعي آتيت حرف المد فقط "كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله" وهكذا وملائكته طبعا أتي الهمز بعد حرف المد في كلمة واحدة طبعاً عرفنا بأن هذا النوع يسمى بالمد المتصل ويمد أربع حركات أو خمس حركات فنقول وملائكته وكتبه ورسله وهكذا وعلى هذا نقيس بقية الأمثلة التي تصادفنا أثناء القراءة بالنسبة لهذا المد في هذه العجلة الوجيزة نكتفي بهذا القدر
الترقيق و التفخيم : ونتكلم عن النوع الثالث الذي يكثر دورانه في أثناء القراءة وهو ترقيق بعض الحروف وتفخيم بعضها فنقول وبالله التوفيق إذا ما أردنا أن نعرف صفتين من صفات الحروف إلى أن نصل إلى باب الصفات فنعرف الصفات كلها ولكن يكفينا الآن أن نعرف صفتين اثنتين فقط من صفات الحروف لأن مدار ترقيق بعض الحروف وتفخيم بعض الحروف على معرفة هاتين الصفتين وهاتين الصفتين هما صفة الاستعلاء وصفة الأستفال والاستعلاء معناه لغة الارتفاع واصطلاحا ارتفاع اللسان إلى الحنك الأعلى عند النطق بالحرف وحروف الاستعلاء سبعة مجموعه في عبارة " خص ضغط قظ " وهي " الخاء - الصاد - الضاد-الغين - الطاء - القاف- الظاء" هذه الحروف من صفتها صفة الاستعلاء هذه الحروف كلها مستعلية إما صفة الأستفال فمعناه لغة الانخفاض واصطلاحا انخفاض اللسان أي انحطاطه من الحنك الأعلى إلى قاع الفم عند النطق بالحرف وحروف الأستفال هي ماعدا حروف الاستعلاء السابق ذكرها يعني ماعدا خص ضغط قظ من حروف الهجاء وهي حروف الأستفال لماذا تكلمنا عن هاتين الصفتين خاصة من بين سائر الصفات في هذا المقام أقول تكلمنا عنهما لأن الحروف المتصفة بصفة الاستعلاء وهي المجموعة في عبارة " خص ضغط قظ " كلها مفخمة تفخم حال النطق بها فمثلا الخاء نقول "إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ " لا نقول خبير بالترقيق وإنما نقول خبير بتفخيم الخاء - الصاد " وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ " أو "ولمن صبر وغفر" بترقيق الصاد حتى تصير "سين " لا أقول "ولمن صبر" بترقيق الصاد أيضا حتى تسير "سين " والضاد مثل "ولا الضالين " ولا أقول "ولا الضالين" فأجعل الضاد دال - والغين " إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " غفور لا أقول غفور أفخم الغين ولا أنطقها مرققة والطاء "الطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ" لا أقول "الطيبات للطيبين والطيبون للطيبات "لا يصح هذا أن أرقق الطاء لان الطاء من صفاتها الاستعلاء وحروف الاستعلاء كلها مفخمة إما القاف فأنطق مثلا " قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا " لا أقول "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" أو "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا" كما ينطق بعض الناس لابد أذن من تفخيم القاف وأما الظاء فأقول "وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلَاهُ" لا أقول "وإن تظاهر عليه" سوف ارقق الظاء لا يصح هذا فحروف الاستعلاء كلها مفخمة فالخاء والضاد والقاف والطاء والصاد والعين ...كل هذه الحروف مفخمة ويقول الشيخ الشمس ابن الجذري وحرف الاستعلاء فخم أي لابد من تفخيم حروف الاستعلاء وأما حروف الأستفال فكلها مرققة ماعدا الراء واللام في بعض الحالات التي سنتكلم عليها إن شاء الله فحروف الأستفال مرققة قلت ماعدا الراء واللام فمثلا "قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا " الدال في قد حرف استفال فيرقق في النطق لا يفخم لا أقول "قد سمع" ولكن أقول قد سمع بترقيق الدال السين والميم والعين من حروف الأستفال فيجب ترقيقها فأقول " سمع" لا أقول "سمع" الواو واللام حروف الأستفال يرقق لا أقول التي وإنما أقول التي وبهذا تكون القراءة في غير تكلف وفي غير تعسف لأنني أتي بكل حرف علي الصفة التي هي من حقه وأتى بما يستحقه الحرف مما ينشأ عن هذه الصفة من ترقيق أو تفخيم فصفة الاستعلاء حق من حقوق الاستعلاء يحق عن هذه الصفة بأن يفخم قات ماعدا الراء واللام في بعض الحالات ستكلم أولا عن اللام فأقول بأن اللامان كلها مرققة إلا لام لفظ الجلالة إذا أتي قبلها فتح أو ضم "من الله " ومثل " عبد الله" فلابد من تفخيم اللام في لفظ الجلالة من الله لان قبلها فتح النون وذلك لابد من تفخيم اللام في عبد الله ولا أقول عبد الله ولا عبد الله لابد من تفخيم اللام إذا تفخيم إذا كان قبلها فتح أو ضم أما إذا كان قبلها كسر فترقق مثل "َلِلّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْض "لا أقول "لله" وإنما أقول" لله" إذا فاللامات مرة أخري اللامات كلها مرققة إلا اللام في لفظ الجلالة فإنها تفخم بعد فتح أو ضم وترقق بعد الكسر وفي هذا يقول الشيخ ابن الجذري وفخم اللام من اسم الله عن فتحاً أو ضماً كعبد الله هذا بالنسبة اللامات أما بالنسبة للراء فالراء لا تخلو من كونها ساكنة أو متحركة والراء المتحركة إما أن تكون مفتوحة أو مضمومة أو مكسورة فإن كانت مفتوحة أو مضمومة فخمت مطلقا مثل "إِنَّ رَبَّكُمُ اللّه" أفخم الراء لأنها مفتوحة فأقول "ربكم" لا أقول "ربكم" وكذلكم المضمومة لابد أيضا من تفخيمها مثل " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا" والروح أنطقها بتفخيم الراء لا أقول "والروح فيها" وإنما لابد من تفخيم الراء لأنها مضمومة فالراء المفتوحة والراء المضمومة لابد من تفخيمهما أما الراء المكسورة فإنها ترقق مطلقاً لابد من ترقيق الراء المكسورة " وَفِي السَّمَاء رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"