فتاة المطار الحزينة

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : أحمد ثروت القاضي | المصدر : www.arabicstory.net

 

 
 
لم تكن تدري لماذا قد أصابها كل هذا التوتر؟ فالموضوع لا يمسها شخصيا على الإطلاق .. لكنها لفرط معايشتها للحدث يوما بعد يوم .. أصابها كل هذا الفضول والتوتر في ذلك اليوم بالذات

 

 

كانت تعمل مذيعة في المطار الكبير القابع على أطراف العاصمة .. تذكر ذلك اليوم البعيد منذ عامين ونصف عندما لاحظت تلك الفتاة الحزينة التي كانت تأتي كل يوم في نفس الموعد .. تنتظر قرابة الساعة والنصف في صالة الوصول ثم ترحل .. كانت تأتيها كل يوم لتسأل عن وصول تلك الطائرة التي تأتي من ذلك البلد البعيد كل يوم في نفس الموعد

 

 

 

توطدت علاقتهما بعد ذلك شيئا فشيئا .. كان لدى المذيعة فضول كبير لمعرفة ما وراء تلك الزيارة اليومية لتلك الفتاة الحزينة .. وكان فضولها في محله تماما .. فقد إعترفت لها الفتاه بأنها تنتظر حبيبها الذي هاجر إلى تلك البلده البعيدة على وعد بالعودة إليها عما قريب .. كانت الفتاة تفتقد عنوانة وأرقام هواتفه في تلك البلدة .. لكنها كانت متأكدة من حفاظه على وعده .. كانت تنتظره كل يوم وهي متأكدة من حقيقة مجيئه يوما ما

 

 

 

أشفقت عليها المذيعة للغاية .. أقنعتها بألا تأتي إلى المطار كل يوم على وعد بأن تخبرها فورا إذا وجدته في كشوف أسماء القادمين .. كانت الفتاة ترسل للمذيعة رسالة قصيرة كل يوم على هاتفها المحمول وتسألها عن حبيبها .. وكانت المذيعة تجيب برسالة أخرى قائلة: عفوا .. لم يأتي بعد

 

 

 

اليوم هو يوم غريب بلا شك .. أرسلت لها الفتاة رسالة قصيرة جديدة في مضمونها .. قالت إن قلبها يخفق بشدة ولابد أنه من المؤكد أن الحبيب قد يصل اليوم .. إنتقل ذلك التوتر إلى المذيعة .. راجعت كشوف القادمين بإنزعاج شديد .. قرأت إسمه بالفعل .. السيد محمد أحمد محمد وحرمة .. برقت شاشة الهاتف معلنة وصول رسالة أخرى .. كانت الفتاة تسألها: هل حضر اليوم؟ .. صمتت المذيعة عن التفكيرلعدة ثواني وكأنها دهرا بأكمله .. كانت تتمنى لو أنها لم تحضر إلى المطار في ذلك اليوم .. بدأت في الرد على رسالة الفتاة بأصابع مرتعشة .. كتبت: عفوا .. لم يأتي بعد