كثرة الغازات المعوية .. الأسباب وطرق العلاج

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : حسان الزماني | المصدر : forums.ibb7.com

تتكون الغازات المعوية من ثاني أكسيد الكربون والأكسجين والنيتروجين والهيدروجين، وفي بعض الأحيان الميثان. وفي الأساس يكون هذا الخليط الغازي عديم الرائحة، ولكن تأتي رائحته غير المستحبة بسبب بكتيريا الأمعاء الغليظة التي تنتج كميات صغيرة من غاز الكبريت الذي يتحد مع الهيدروجين مكوناً غاز كبريتيد الهيدروجين ذا الرائحة الكريهة.
والجميع تتجمع لديهم الغازات في المعدة والامعاء ويتم التخلص منها عن طريق التجشؤ أو إخراج ريح. وينتج الإنسان العادي ما يقارب من«568,0إلى 704,1 سنتيمتر مكعب» من الغاز يوميا كما تشير شبكة اسلام اونلاين الالكترونية. ويخرج الانسان ريحا حوالي 14 مرة في اليوم تختلف من شخص لاخر.

 

الأعراض
وأشهر أعراض الإصابة بالغازات هي التجشؤ والانتفاخات المعوية والمغص. ولكن قد لا يشعر كل الأشخاص بنفس الأعراض، فالأمر يعتمد على كمية الغاز المنتجة ومدى تحمل الشخص لوجود غازات في أمعائه. ولا تعد الإصابة بالغازات وأعراضها مرضا مزمنا إلا في حالات نادرة. أو عند إنتاج الغاز بكميات كبيرة أو كمضاعفات في بعض الأمراض.
وعلى الرغم من أن وجود الغازات في أمعائنا أمر طبيعي وشائع للغاية ونصاب به جميعا، إلا أنه قد يكون غير مريح ومحرج أيضا في بعض الأحيان. وفهم الأسباب وطرق تخفيف الأعراض والعلاج سيساعد معظم الناس ويخفف عنهم.

 

الأسباب
إن «بلع الهواء» يعتبر أحد أكثر الأسباب شيوعا للإصابة بالغازات في المعدة. ويفعل الجميع ذلك دون أن ينتبهوا لذلك وهم يتناولون الطعام والشراب. ويعتبر الأكل بسرعة، ومضغ العلكة «اللبان»، والتدخين من العوامل التي تزيد من عملية بلع الهواء.
وتحاول المعدة جاهدة أن تساهم في تقليل الغازات بأن تقوم بطرد معظم الهواء الذي تم بلعه عن طريق التجشؤ. أما ما يتبقى، فيعبر المعدة إلى الأمعاء الصغيرة، حيث يمتص جزئيا هناك. وتبقى بعد ذلك كميات صغيرة يتم إخراجها من الأمعاء الغليظة.
قد لا يستطيع الجسم هضم وامتصاص بعض الكربوهيدرات مثل السكريات والنشويات والألياف الموجودة في الكثير من الأطعمة، بسبب نقص أو غياب إنزيمات معينة. هذا الطعام الذي لم يهضم يكسر في الأمعاء الغليظة بواسطة بعض البكتيريا المسالمة. مما ينتج عنه غاز الهيدروجين وثاني أكسيد الكربون، وعند ثلث الناس تقريبا الميثان. وفي النهاية تخرج كل هذه الغازات من القولون.
الأشخاص الذين ينتجون غاز الميثان في أمعائهم لا يخرجون ريحا بالضرورة ولا يظهر عليهم أعراض معينة. ولكنهم يخرجون برازا يطفو على سطح الماء باستمرار. ولم تتوصل الأبحاث إلى السبب الذي يجعل بعض الأشخاص ينتجون الميثان دون البعض الآخر.

 

المصادر الغذائية
الأطعمة التي تؤدي إلى تكون غازات عند شخص ما، لا تكون بالضرورة غازات عند آخر. هذا لأن بعض البكتيريا في الأمعاء الغليظة يمكنها تكسير غاز الهيدروجين المنتج من البكتيريا الأخرى. ومدى التوازن بين هذين النوعين من البكتيريا هو الذي يفسر لماذا يعاني بعض الناس من الغازات أكثر من البعض الآخر.
كما أن العادات الغذائية تؤثر أيضا بشكل مباشر على كمية الغازات الناتجة. فالكربوهيدرات تنتج غازات أكثر عند هضمها مما تنتجها البروتينات والدهون مثلا.
الأطعمة المسببة للغازات

 

السكريات
تشير الأبحاث بأصابع الاتهام إلى سكر الرافينوز واللاكتوز والفراكتوز والسوربيتول وتعتبرها سببا رئيسيا وراء تكون الغازات.
ويحتوي الفول والفاصوليا واللوبيا والبقوليات عموما على كميات كبيرة من سكر الرافينوز المركب.كما أنه يوجد أيضا -ولكن بكميات أقل- في الكرنب والبروكلي والهليون والقمح والحبوب الكاملة غير المقشرة.
اما سكر اللاكتوز فيوجد في الحليب ومنتجاته ومشتقاته ومنتجات الألبان كالزبادي والجبن والآيس كريم وخلافه، كما أن بعض الأغذية المصنوعة كالخبز ورقائق الذرة مثلا تعتبر غنية باللاكتوز.
والعديد من الناس، خاصة من يتحدرون من أصول آسيوية أو أفريقية أو أمريكية أصيلة يعانون بطبيعتهم من انخفاض مستويات إنزيم اللاكتيز المسئول عن تكسير سكر اللاكتوز ومن ثم هضمه.كما أن هذا الإنزيم يقل تدريجيا مع التقدم في العمر.
وكنتيجة لكل ما سبق، فإن العديد من الناس يشعرون بتزايد في الغازات بعد تناول أطعمة محتوية على سكر اللاكتوز.
ويوجد سكر الفراكتوز في الخرشوف والبصل والكمثرى والقمح، ويستعمل الفراكتوز كمادة للتحلية في بعض المشروبات والعصائر.
اما سكر السوربيتول فهو يوجد في الطبيعة في الفواكه، بما في ذلك التفاح والكمثرى والخوخ والبرقوق، يستعمل مرضى السكري هذا السوربيتول للتحلية بدلا من الجلوكوز، والعديد من الأطعمة المخصصة لمرضي السكر تكون محضرة باستخدام السوربيتول، كذلك الحلوى والعلكة الخالية من السكر.

 

النشويات
إذا أردنا أن نضع قاعدة، فستقرر أن النشويات تسبب الغازات، فأغلب النشويات كالبطاطس والذرة والمكرونة والقمح تنتج الغازات المعوية عندما يتم تكسيرها وهضمها في الأمعاء الغليظة.
ويستثنى الأرز من القاعدة على اعتبار أنه الوحيد من بين النشويات الذي لا يسبب الغازات.

 

الألياف
العديد من الأغذية تحتوي على ألياف، سواء أكانت قابلة للذوبان أم لا. أما الألياف القابلة للذوبان، فهي تذوب بسهولة في الماء وتأخذ شكلا لينا مشابها للجيلي، ويوجد هذا النوع من الألياف في نخالة الشوفان والفول والبازلاء ومعظم الفواكه.ولا تكسر الألياف السائلة إلا عندما تصل إلى الأمعاء الغليظة، حيث يسبب هضمها الغازات.
وعلى الجانب الآخر، تمر الألياف غير القابلة للذوبان عبر الجهاز الهضمي بدون تغير يذكر.ولذلك فهي تنتج القليل من الغازات.وتوجد هذه الأنواع من الألياف نخالة القمح وبعض الخضروات.

 

وسائل العلاج
أكثر الطرق شيوعا لتقليل الإزعاج الناتج عن كثرة الغازات والانتفاخ هي تغيير العادات الغذائية وتناول الأدوية و بعض الأعشاب وتقليل كمية الهواء المبلوع قدر الإمكان.
والعديد من الأدوية التي لا تستلزم وصفات طبية لصرفها متوفرة لعلاج الأعراض الناشئة عن زيادة الغازات، بما في ذلك مضادات الحموضة المحتوية على مستحضر السايميثاكون، والفحم المنشط الذي يعمل على تقليل الغازات فيزيائيا من خلال عملية الإمتصاص.
بالإضافة إلى مركبات الإنزيمات الهاضمة التي تساعد بصورة كبيرة على هضم النشويات والكربوهيدرات وتسمح للناس بتناول الأطعمة التي تسبب لهم غازات عادة.
وإنزيم اللاكتيز الذي ذكرناه من قبل متوفر على صورة أقراص وشراب، وبإضافة بعض قطرات من اللاكتيز السائل على كوب الحليب قبل شربه، أو مضغ قرص من الإنزيم قبل الطعام يساعد كثيرا على هضم اللاكتوز وعدم تكون غازات.
كما أن الأدوية التي تحتوي على محلول «ألفا جالاكتوسيداز»، وهو إنزيم ينقص الجسم لهضم السكريات الموجودة في الفول والبقول التي كانت لا تُهضم أصلا وتسبب الغازات، ويذكر أن الطهي الجيد للطعام، خاصة البقول، يقلل الغازات المعوية والانتفاخات بشكل ملحوظ.