تورط الجينات في الأمراض العقلية

الناقل : elmasry | الكاتب الأصلى : طلال سلامة | المصدر : www.elaph.com

بحث أميركي جديد تناول إنفصام الشخصية
تورط الجينات في الأمراض العقلية

طلال سلامة من روما، وكالات: تؤدي الجينات دورًا رئيسًا في الإصابة بالأمراض العقلية، وعلى رأسها انفصام الشخصية، عندما تصاب بالتشويه. بيد أن إصابة هذه الجينات بالتشوه تختلف حدتها بين مريض وآخر. هذا ويشتق مرض انفصام الشخصية من تشويه يصيب مجموعات محددة من الجينات، التي تختلف في ما بينها بين مريض وآخر. في أي حال، ترتبط كل مجموعة مختلفة من هذه الجينات المعطوبة بنوع من أنواع انفصام الشخصية الذي تتباين حدته بين شخص وآخر. هذا ما يستنتجه الباحثون في جامعة واشنطن وبمختبرات كولد سبرينغ هاربور لابوراتوريز. وتطرق الباحثون إلى دراسة التشوهات الجينية حصرًا لدى المصابين بانفصام الشخصية ثم قارنوها بالتشوهات الجينية التي تصيب أدمغة الأصحاء.

وركز الباحثون اهتمامهم على تحليل الحمض النووي  لمجموعة من المصابين بانفصام الشخصية وأخرى مؤلفة من متطوعين أصحاء. ورصد الباحثون الأميركيون تشوهًا في عملية التناسخ الجيني لدى 15 في المئة من المصابين بهذا المرض مقارنة بـ 5 في المئة فقط لدى المتطوعين الأصحاء. وطال هذا التشوه الجيني 20 في المئة من هؤلاء الذين أصيبوا بانفصام الشخصية في مرحلة مبكرة من عمرهم أي قبل بلوغهم 12 عامًا. في أغلب الاحيان، كان التشوه يستهدف جينات ضالعة في تنظيم تطور الدماغ.

أما التشوهات الفردية، فكانت مختلفة في ما بينها وطالت كل جين على حدا. وكان لافتًا إصابة تلك الجينات، التي تعمل على تنظيم النمو العقلي وقنوات الاتصال العصبية البيولوجية، بالخلل الوظيفي. وتوصل الباحثون الى الاستنتاجات الجديدة بفضل صقل التقنيات الجينومية التي خولتهم رصد هذه التشوهات النادرة التابعة للثروة الجينية لكل مريض، على حدا.     

ماهو مرض إنفصام الشخصية

تتعدد الآراء حول التشخيص النفسي لمرض إنفصام في الشخصية، ويعتبره الأطباء النفسيون أنه إختلال عقلانى. ويعني هذا في نظرهم أن الشخص المصاب لا يستطيع التمييز بين أفكاره العميقة وآرائه وتخيلاته من الواقع (التخيلات المشتركة هي عدد من الآراء والقيم لأناس آخرين في ثقافة بعينها تؤمن بأنها واقعية) ومن الأعراض الأخرى يمكن للشخص سماع أصوات أو الإعتقاد أن أناسًا آخرين لديهم المقدرة على قراءة أفكارهم والتحكم فيها.

يعتبر أغلب الأطباء النفسيين هذه الأعراض إختلالاً عقليًا. وعادة ينصحون بأخذ مسكنات قوية لمعالجتها. ولكن لا يوافق الجميع على هذه السلسلة النفسية. وتشمل آراء أخرى أنها ردود فعل طبيعية ومنطقية لأحداث في الحياة بمعنى آخر لنوع متطرف من الإضطراب، وتفضل غالبية الناس معالجة إنفصام الشخصية بطريقة كلية. ويؤكدون على أهمية التجارب الفردية وفهم ما تعنيه لهؤلاء الأشخاص.

إن سماع الأصوات يعني أشياءً مختلفة في ثقافات ومعتقدات روحية عدة.

كيف يقوم الأطباء النفسيون بتشخيص المرض؟
يبدأ هذا النوع من المشاكل بتغيرات غير مفهومة وحادة فى التصرفات. ومن المهم التفكير في أي أسباب أخرى للمرض. ويمكن أن تشبه هذه الأعراض أمراضًا نفسية أخرى مثل الإختلال الثنائي وإختلال الأحاسيس المنفصمة أو يمكن أن تكون سببًا مباشرًا لمشاكل جسدية. ويقوم الأطباء بتشخيص مرض إنفصام الشخصية على أعراض إيجابية وسلبية متعددة.

وتشمل الأعراض الإيجابية:

التفكير المختل
الهلوسة مثل سماع الأصوات
التخيلات
وتشمل الأعراض السلبية:

الشعور بالفتور وعدم المبالاة
عدم القدرة على التركيز
تجنب الناس
الشعور بالحاجة إلى حماية من طرف شخص ما

التفكير المشوش
يقال إن لشخص ما تفكيرًا مشوشًا إذا كان يبدو غير قادر على إتباع نسق تفكير منطقي، وإذا كانت أفكاره تبدو غير متتابعة وليست ذات معنى للآخرين. ويمكن أن يؤدي هذا إلى جعل المحادثة في غاية الصعوبة ويمكن أن يؤدي إلى شعور الشخص بالوحدة والإنعزال.

الهلوسة
يسمع بعض الناس أصواتًا حولهم لا يسمعها الآخرون. ويمكن أن تكون هذه الأصوات مألوفة أو مخيفة. ويمكنها مناقشة أفكار سامعها أو تصرفاته أو ربما تآمره بالقيام ببعض الأشياء. لكن سماع أصوات لا يعني قطعًا أن الشخص مصاب بمرض إنفصام الشخصية.

إن 4% من الناس يسمعون أصواتًا طبقًا لبعض البحوث. ولأغلب هؤلاء الناس لا يمثل هذا شيئًا مزعجًا. ولكن يبدو أن هؤلاء الناس المصابين بإنفصام الشخصية يسمعون غالبًا أصوات مزعجة وغير مألوفة لديهم. ويمكن أن يكونوا قد سمعوا أصواتًا طوال حياتهم السابقة، ولكن المرور بفترة حرجة وقلقة يمكنها جعل هذه الأصوات أكثر حدة وإزعاجًا وأكثر صعوبة للتأقلم معها.

كما يسمع الناس بعض الأحيان أصوات أخرى وأصوات لأناس.

الأوهام
تعرف الأوهام بأنها إعتقادات أو تجارب لا يشارك فيها الآخرين. فيمكن لشخص مثلا أن يكون متأكدًا أنه متابع من قبل أشخاص سريين أو أنه مراقب من قوى خارجية تقوم بوضع أفكار في عقله.

الأعراض السلبية
أن الأعراض الأخرى التي تشمل العزلة وعدم الإختلاط بالناس وعدم القدرة على التركيز تعرف بأنها أعراض سلبية عوضًا عن أنها إيجابية لأنه يصعب تحديدها. ويصعب القول أنها جزء من إنفصام الشخصية أو أنها رد فعلى للشخص على أعراض أخرى يجدها مرعبة أومقلقة. مثلاً حسب نوع التجارب التي يمر بها يمكن لشخص أن يجلس صامتًا دون حركة لساعات أو يتحرك من غير توقف.

ويمكن أن تكون هذه الأعراض رد فعل لتصرف بعض الناس تجاههم. وغالبًا نجد أن الأشخاص المصابين بأمراض نفسية يتعرضون للتمييز أو التجاهل مما يجعلهم يشعرون بالعزلة والكآبة وفقدان الأمل.