طلال واعتدال سلامه: قد يكون العلاج المعجزة لقهقرة مرض الزهايمر نهائيًا، اذ عالج الباحثون في معهد البحوث العصبية (Institute for Neurological Research) في كاليفورنيا مرضى الزهايمر بدواء يدعى ايتانيرسيبت (Etanercept) خاص بمعالجة الالتهابات ومنها التهاب المفاصل. وتحسنت القدرات الادراكية لدى مرضى الزهايمر على بعد دقائق معدودة على حقنهم بالدواء ايتانيرسيبت، وما يجعل العلاج بهذا الدواء مثيرًا هو أن الباحثين في هذا المعهد الأميركي يفسرون أسباب الإصابة بالزهايمر بطريقة مختلفة كليًا عن النظريات السائدة راهنًا. الى اليوم، ما تزال أسباب الإصابة بهذا المرض غير واضحة تمامًا إنما يُعتقد أن العلة الرئيسة لهذا المرض تكمن في تراكم الصفائح البروتينية لمادة بيتا-أميلويد في الدماغ ما يؤدي لاحقًا الى موت خلايا الدماغ. على العكس، يعتقد باحثو معهد البحوث العصبية في كاليفورنيا أن السبب الرئيس هو الإصابة بالتهابات تستهدف بدورها نقاط الاشتباك بين الأعصاب في الدماغ. بما أن الدواء "ايتانيرسيبت" يُثبط مسارات العدوى بهذه الالتهابات، فانه يبدو إذن الدواء المؤهل الفاعل الجديد لمحاربة الزهايمر. وهذه نقلة حقاً نوعية. في الأشهر القليلة المقبلة، ستبدأ الدراسات السريرية على عدد من المتطوعين لمعرفة تفاصيل أخرى حول الدواء "ايتانيرسيبت"، الذي قد يصبح أعجوبة القرن 21! وقد ظل مرض الخرف او الزهايمر من الامراض المجهولة لدى الاطباء الى ان كشف سره الطبيب الالماني اليوس الزهايمر قبل نحو مائة عام، لذا حمل المرض اسمه، ففي عام 1907 وبطريق الصدفة احضرت له جثة امراة في مطلع الخمسين كانت تعاني النسيان وفقدان الذاكرة حتى انها فقدت عادات حياتية كثيرة مثل طريقة الاكل واللبس والاغتسال، كما فقدت اي تفاعلات حسية او مشاعر. ولم يبادر الطبيب الالماني الى تشريح اي جزء في جسدها بل اكتفى بتشريح دماغها، وكانت تحوم الشكوك لديه ان احدى مناطق الدماغ تصاب بخلل يسبب بدوره خللا في ادراك الانسان لامور حياتية كان يقوم بها على اكمل وجه، وبالفعل وجد ان هناك نقطة داكنة في دماغها. وبعد العديد من التجارب اكتشف ان هذه النقطة او النقاط الغامقة هي تجمعات ليفية عصبية وحبيبات هرمة تسببها مادة تسمى بيتا املويد وهي تخزن نفسها في دماغ المصابين بالمرض بغض النظر عن عمرهم، الا ان استفحاله يتطلب سنوات لانه من الامراض البطيئة. ويشير كتيب اصدرته وزارة الصحة الاتحادية الى ان مرض الزهايمر او الخرف لم يعد من الامراض التي تصيب كبار السن فقط بل والشباب ايضا حتى ما دون الخمسين سنة، والبرهان على ذلك ان نسبة المصابين في المانيا في اعمار غير متقدمة يصل الى 4 في المائة حاليا، والسبب في ذلك نماذج الحياة التي نعيشها والاضطرابات التي تسود حياتنا، فهي من العوامل المسببة، لكنه في اغلب الاحيان فان الخرف من الامراض الوراثية. وحمل الكتيب بعض الارشادات للتقليل من مخاطر هذا المرض منها وقبل كل شيء المحافظة على ضغط عادي للدم، حيث اشارت عدة دراسات الى ان المصابين بالضغط المرتفع قد يكونون مهددين اكثر من غيرهم وعلى المدى البعيد بالاصابة بعوارض الخرف. ومع ان الطب لم يعثر بعد على حقيقة العلاقة التي تجمع ما بين الاثنين، لكن ما هو معروف حتى الان ان ارتفاع ضغط الدم يؤدي الى جلطات دموية صغيرة جدا لا يلاحظها المريض تؤثر في نشاط دماغه، وقد تسبب عوارض مبكرة للخرف. وطالب الكتيب بزيادة النشاط الذهني والجسدي ،ففي اغلب الحالات لا يقترب هذا المرض من النشطاء ذهنيا وجسديا. وكانت هذه النصيحة نتيجة تجربة اجراها معهد طبي في برلين على مدى سنوات على 700 راهبة في عدد من الاديرة، ومن المعروف ان الراهبات يعملن جسديا وذهنيا بشكل شبه متواصل، وكانت المحصلة عدم اصابة اي واحدة بهذا المرض. والنصيحة المهمة التي يحتويها الكتيب وجوب تناول الفيتامينات خاصة فيتامين AوC وE ويعتقد الاطباء بانها تشكل درعا واقيا ضد الخرف. ففيتامين C وفيتامينE يفرملان هجوم جزئيات الاوكسجين على الحامض الدهني في سائل الدماغ والنخاغ الشوكي وهذا الهجوم يكون عادة قويا لدى المصابين بالخرف.