السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نتطرق في موضوعنا هذا الى مهارة من المهارات الاجتماعية مهارة اكتساب الشخصية القوية . فماذا نعني بالشخصية ؟ ولكاذا الاهتمام بالشخصية ؟ وما شروط التنمية الشخصية ؟ وهل هناك مبادئ لتمنية الشخصية ؟ وكيف ننمي الشخصية على صعيد العلاقات مع الآخرين خطوات نحو امتلاك شخصية قوية خلال هذه النقاط المطروحة .. فإلى الموضوع : .... ماذا نعني بالشخصية ؟ اختلف علماء النفس كثيراً في تعريف الشخصية ، حتى وصل عدد تعاريف الشخصية إلى أربعين تعريفاً. ويحددها بعض الباحثين على أنها: ( مجموعة الصفات الجسمية والعقلية والانفعالية والاجتماعية التي تظهر في العلاقات الاجتماعية لفرد بعينه وتميزه عن غيره ) لماذا الاهتمام بالشخصية ؟ بسبب الواقع العالمي المنكوس حيث بات الإنسان يعيش غريباً معزولاً عن أعماق ( ذاته ) ، ويحيا مقهوراً من أجل الوسط المادي الذي يعيش فيه . إن خلاص ( البشرية ) الأكبر لن يكون إلا بالنمو الروحي والعقلي للإنسان ، وتحسين ذاته وإدارتها على نحو أفضل ، وليس فــــــي تـنـمــيــة الـــمـــوارد الــمــحـــدودة الــمــهـــددة بــالــهـــلاك . إن تنمية الشخصية لا يحتاج إلى مال ولا إمكانات ولا فكر معقد ، وإنما الحاجة تكمن في الإرادة الصلبة والعزيمة القوية . تعلمنا تجارب الأمم السابقة أن أفضل طريقة لمواجهة الخارج وضغوطه الصعبة هي تدعيم الداخل وإصلاح الذات واكتساب عادات جديدة ثم يأتي بعد ذلك النصر والتمكين . ما شروط تنمية الشخصية ؟ 1 ـ لا تنس هدفك الأسمى ونقصد ذلك الهدف الأعلى الذي يسمو فوق المصالح المادية والغايات الدنيوية ، ولا يواجه المسلم مشكلة في تحديد الهدف الأكبر في وجوده ، ولكن المشكلة تكمن في الغرق في تفاصيل الحياة وتعقيداتها ، وبالتالي يصبح إحساسنا وشعورنا للهدف ضعيفاً رتيباً ، مما يجعل توليده للطاقة التغييرية لا تصل إلى المستوى المجدي لتنمية الذات. 2 ـ القناعة بضرورة التغيير يظن كثير من الناس أن وضعه الحالي جيد ومقبول أو أنه ليس الأسوأ على كل حال ، وبعضهم يعتقد أن ظروفه سيئة وإمكاناته محدودة ، ولذلك فإن ما هو فيه لا يمكن تغييره !! ، والحقيقة أن المرء حين يتطلع إلى التفوق على ذاته والتغلب على الصعاب من أمامه سوف يجد أن إمكانات التحسين أمامه مفتوحة مهما كانت ظروفه ... 3 ـ الشعور بالمسؤولية حين يشعر الإنسان بجسامة الأمانة المنوطة به ، تنفتح له آفاق لا حدود لها للمبادرة للقيام بشيء ما ، يجب أن يضع نصب عينيه اللحظة التي سيقف فيها بين يدي الله عز وجل فيسأله عما كان منه ، إن علينا أن نوقن أن التقزم الذي نراه اليوم في كثير من الناس ما هو إلا وليد تبلد الإحساس بالمسؤولية عن أي شيء !! 4 ـ الإرادة الصلبة والعزيمة القوية وهي شرط لكل تغيير ، بل وشرط لكل ثبات واستقامة ، وفي هذا السياق فإن ( الرياضي ) يعطينا نموذجاً رائعاً في إرادة الاستمرار ، فهو يتدرب لاكتساب اللياقة والقوة في عضلاته ، وحتى لا يحدث الترهل فإن عليه مواصلة التدريب ، وهكذا فإن تنمية الشخصية ما هي إلا استمرار في اكتساب عادات جديدة حميدة . ما هي مبادئ تنمية الشخصية ؟ تنمية الشخصية على الصعيد الفردي : 1 ـ التمحور حول مبدأ إن أراد الإنسان أن يعيش وفق مبادئه ، وأراد إلى جانب ذلك أن يحقق مصالحه إلى الحد الأقصى ، فإنه بذلك يحاول الجمع بين نقيضين !! ، إنه مضطر في كثير من الأحيان أن يضحي بأحدهما حتى يستقيم له أمره الآخر ، وقد أثبتت المبادئ عبر التاريخ أنها قادرة على الانتصار تارة تلو الأخرى ، وأن الذي يخسر مبادئه يخسر ذاته ، ومن خسر ذاته لا يصح أن يقال أنه كسب بعد ذلك أي شيء !! 2 ـ المحافظة على الصورة الكلية إن المنهج الإسلامي في بناء الشخصية يقوم على أساس الشمول والتكامل في كل الأبعاد ، وليس غريباً أن نرى من ينجذب بشكل عجيب نحو محور من المحاور ويترك باقيها دون أدنى أدنى اهتمام ، وحتى لا نفقد الصورة الكلية في شخصياتنا يجب أن نقوم بأمرين : أ ـ النظر دائماً خارج ذواتنا من أجل المقارنة مع السياق الاجتماعي العام ب ـ النظر الدائم في مدى خدمة بنائنا لأنفسنا في تحقيق أهدافنا الكلية 3 ـ العهود الصغيرة إن قطرات الماء حين تتراكم تشكل في النهاية بحراً ، كما تشكل ذرات الرمل جبلاً ، كذلك الأعمال الطيبة فإنها حين تتراكم تجعل الإنسان رجلا عظيماً ، وقد أثبتت التجربة أن أفضل السبل لصقل شخصية المرء هو التزامه بعادات وسلوكيات محددة صغيرة ، كأن يقطع على نفسه أن يقرأ في اليوم جزء من القرآن أو يمشي نصف ساعة مهما كانت الظروف والأجواء ، ليكن الالتزام ضمن الطاقة وليكن صارماً فإن ( أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل ) 4 ـ عمل ما هو ممكن الآن علينا أن نفترض دائماً أننا لم نصل إلى القاع بعد ، وأن الأسوأ ربما يكون في الطريق ! ، فذلك يجعل الإنسان ينتهز الفرص ولا ينشغل بالأبواب التي أغلقت ، ويجب أن تعتقد أن التحسن قد يطرأ على أحوالنا لكننا لا ندري متى سيكون ، ولا يعني ذلك أن ننتظر حنى تتحسن ظروفنا بل ليكن شعارنا دائماً : ( باشر ما هو ممكن الآن ) 5 ـ المهمات الشخصية يجب أن تكون لدينا مجموعة من الوصايا الصغرى تحدد طريقة مسارنا في حركتنا اليومية ، وهي بمثابة مبادئ ثابتة : اسع لمرضاة الله دائماً استحضر النية الصالحة في عمل مباح لا تجادل في خصوصياتك النجاح في المنزل أولاً حافظ على لياقتك البدنية ، ولا تترك عادة الرياضة مهما كانت الظروف لا تساوم على شرفك أو كرامتك استمع للطرفين قبل إصدار الحكم تعود استشارة أهل الخبرة دافع عن إخوانك الغائبين سهل نجاح مرءوسيك ليكن لك دائماً أهداف مرحلية قصيرة وفر شيئاً من دخلك للطوارئ أخضع دوافعك لمبادئك طور مهارة كل عام .