إلا التوحيد يا هؤلاء

الناقل : heba | الكاتب الأصلى : رياض بن محمد المسيميري | المصدر : www.islamlight.net

لم يكن أكثر الناس تشاؤماً يظن أنَّ أحداً من الزنادقة سيجرؤ على البوح بما في صدره من الاعتقادات الباطلة, والأفكار المنحرفة علناً في جزيرة الإسلام!

فالعقيدة السلفية, ومعالم التوحيد ظلت إلى عهد قريب في مأمن من السهام الطائشة, والآراء المارقة في بلادنا الغالية.

حتى نبتت نابتة, ومرقت مارقة من حثالة المجتمع, وأصحاب السوابق فخاضوا على حين غفلة من الناس في مسلمات العقيدة وثوابت الملة, بصوت مبحوح ما لبث أن ارتفعت حدته, وظهرت نبرته حين تواكل الأخيار بعضهم على بعض, وانشغل العلماء بمناصبهم ووظائفهم, وتطاحن الدعاة فيما بينهم شتماً وتجريحاً، وتحزباً وتصنيفاً؛ فاستغل الرويبضة هذه الأوضاع الغريبة, واهتبلوا تلك الفرص السانحة فتكلموا في أمر العامة بلا تحفظ أو حرج!!

لقد ألقى أولئك المنحرفون أكثر من بالون اختبار لامتحان ما لدى المجتمع وصفوة القوم من غيرة على التوحيد والثوابت, فلم يجدوا ما يعكر صفو مزاجهم, أو يبعث القلق في نفوسهم حتى تصدى أحد كبار منظريهم لإلقاء بالون من وزن ثقيل, زعم في كلّ خسة وجرأة أن الله تعالى والشيطان وجهان لعملة واحدة فكانت برداً وسلاماً على أنامله المجرمة وقلبه المريض!

 وبعد ذلك أدرك أكابر القوم وأصاغرهم أنهم في مأمن من العقوبة الشرعية والجزاء الصارم أو هكذا خيل اليهم!

فتطاول كلُّ ناعق وخبيث, على كل مقدس وشريف, من معتقد وثابت حتى خاض آخر مجرميهم في «لا إله إلا الله» وأبطل معناها, ووأد مفهومها بشكل غير مسبوق!

وحين تصدى لهذا الآفاك الظالم لنفسه حبر من أحبار الأمة, وواحد من أبرز علمائها فكشف عواره, وهتك أستاره بكلام مختصر ومفيد ؛ جُنّ جنون الباغي الأثيم, وأخذ كعادته وعادة أمثاله في تحريف الكلم عن مواضعه, واستعداء الولاة على أهل الحق والعلم على طريقة: رمتني بدائها وانسلت!

إننا في هذا الموقع المبارك نبراً إلى الله من هذه الأطروحات الخبيثة, ونحذر الأمة من آثارها السيئة في العاجل والآجل, وندعو العلماء والأمراء إلى القيام بدورهم المأمول في التصدي لهذه الفئة الباغية, وعرضها على القضاء الشرعي وتطبيق أحكام الله فيهم بكل عدل وإنصاف حماية للأمة من شرهم وقطعاً لدابرهم واستئصالاً لشأفتهم, والله المسؤول أن يكفي المسلمين شرهم ويحفظ البلاد والعباد من كيد الكائدين وفتنة الظالمين.