مفتاح الحل
قال الراوي : هذا حوار شائق ممتع .. يصب في قضية محبة الله سبحانه
كان الطرف يشكو شيئا من جفاف القلب ، ووحشة ..
فاستعنت بالله واجتهدت أن أحرك في قلب أخي بعض المعاني السماوية
- - - -- - - -
أخي اعلم أن نعم الله علينا كثيرة جدا لا تحصى ..
ولا يسعنا إلا أن نلهج بحمد الله سبحانه ليل نهار لا نفتر ..
نعم .. الحمد لله على نعمه الظاهرة والباطنة ..
وأيضا .. حين نتأمل اسماءه الحسنى وصفاته الحسنى ،
فإننا لا نملك إلا أن نلهج بالحمد له والثناء عليه ليل نهار وصباح مساء ..
فله سبحانه الحمد حمدا طيبا كثيرا مباركا فيه
فما عرفنا الخير إلا منه
ولا عرفنا الإحسان إلا منه
ولا وجدنا نسيم الحياة إلا بفضله
وإني أعجب كل العجب .. أعجب أشد العجب
كيف لا تمتلئ قلوبنا بحب ربنا سبحانه
كيف لا تشغف قلوبنا بحب ربنا
سبحانه
أحيانا حين أفكر في هذه القضية .. لا أملك إلا دموعي
لأنه شيء عجيب .. وعجيب .. وعجيب ..
سبحان الله .. أوضح يرحمك الله
نعم .. فانتبه يرحم الله والديك :
أن يحسن الله إلينا كل هذا الإحسان ..
ويكرمنا كل هذا الكرم
ويعطينا كل هذا العطاء
ويتفضل علينا كل هذا التفضل
ثم .. ثم ..ثم ماذا أقول ...:؟؟
ماذا ؟
أخي أرى دائماً أننا ندعي محبة الله سبحانه ..
ولكن هل حقا أحببنا الله جل في علاه ؟
صحيح .. قد ( نزعم أننا نحبه سبحانه )
ولكن هل على الكلام جمارك ..؟؟
الحب إذا استوطن القلب .. وغرس بذروه .. واروقت أشجاره ..
فإنه يحيل هذا الإنسان شيئا آخر
سبحان الله ... صدقت ..
ولذا قال بعض علماؤنا .. الحب إذا استقر في القلب .. أحدث انقلابا هائلا
ألا ترى ماذا فعل الحب بامرأة العزيز ( حين شغف قلبها )
وهي السيدة ... والأصل أن تكون عزيزة ...
خاصة وأن يوسف عليه السلام لم يكن سوى خادم لها .. تربى في بيتها
ولكن حين ( شغف ) قلبها بحبه .. لم تتمالك أن تهوي وتذل نفسها بين يديه ..
وتسعى جاهدة في طلب رضاه ..وإعطاءه من نفسها كل ما يرغب فيه ..
هذا في حب مخلوق لمخلوق ..
فسبحان الله .. سبحان الله .. سبحان الله
نعم .. والله .. سبحا ن الله
مما قرأته .. وسمعته أيضا ..
أن امرأة العزيز هذه .. تزوجها يوسف بعد أن صار إلى أعلى المناصب في مصر ..
( كما ذكرت بعض الإسرائليات .. )
ولكنها كانت قد اصبحت امرأة صالحة
مقبلة على الله تعالى
حتى أنها لم تكن تقبل عليه
فذكرها يوسف عليه السلام بما كان منها قديما
فقالت : يا يوسف كان ذلك مني قبل أن اعرفه .. أما بعد أن عرفته فإن قلبي لا يعرف غيره
لا إله إلا الله ... سبحانك يا رب..
حتى أن الرويات تقول أنه قال لها : فقد أوحى الله لي أن عليك أن تطاوعيني ليخرج الله من أصلابنا من يوحده ... وهنا فقط استجابت وهي تقول : أما إذا كان هذا ما يريده .. فليكن ما يريد
الشاهد هاهنا .. أنه في الصورتين ... لنا درس وعبرة :
حين صدقت في حب يوسف عليه السلام .. انقلبت حياتها ..!
وحين صدقت في حب ربها لم تقبل على يوسف الذي كانت مشغوفة القلب به!
سبحااااااااان الله
السؤال الآن ... وهو سؤال شديد المرارة
هل ( شُغفت ) قلوبنا بحب ربنا سبحانه
شغف القلب يقولون .. لا يجعل للإنسان فكرة إلا في من يحب
ولا حديث إلا عمن يحب
ولا هاجس إلا فيما يقرب إليه
ولا يجد متعته إلا في مزيد من التعب لأجل من يحب
وهو على استعداد أن يخرج من كل شيء معه إذا كان هذا يؤدي لرضا من يحب
فلسانه لا يدور إلا عن من يحب ... وهو يتحدث عنه بحرارة لا ببرود
وبانفعال وفرح وابتهاج .. لا مجرد حديث عابر
الله أكبر .. الله أكبر .. استمر رحمك الله .. لكلامك صدى واضح على قلبي
تكاد كل جارحة من جوارحه تنقلب لسانا يحكي ، ويعبر ، وينطق
ولا يجد متعته في اللإصغاء إلا إلىمن يحدثه عن من يحب
وأحب الأحبة إلى قلبه من يحدث عن حبيبه
وهو يصغي إليه بشغف كبير جدا
الله أكبر .. سبحان الله ..
بل تصبح كل جارحة من جوارحه أذنا تسمع وتتابع وتصغي
وهذا بالضبط ما عبر عنه قيس المجنون بليلى حين قال : ( وتأملي ما قال )
إن حدثوا عنها ، فكلي مسامع **** وإن حدثتهم ، فكلي ألسنٌ تتلو
يعني حين يتحدثون عنها .... فكل جارحة فيه تنقلب اذنا تصغي وتابع
وحين يتحدث هو عنها .. فكل جارحة تنقلب لسانا :
يحكي ويتكلم وينطق ويعبر في فرح ، وفي ابتهاج .. !!!
لا أدري ماذا أقول لك : لكني اسأل نفسي :
بالله عليك .. هل نحن كذلك مع ربنا سبحانه
يا ويلاه ...
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآه ثم آآآآآآآآآآآآه
من هذه القلب القاسي الغافل الزاعم انه يحب مولاه
ثم هو متشاغل بغيره عنه
يا رب عفوك ولطفك ورحمتك لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ..
الواحد منا ..يزعم أنه محب لسيده المحسن إليه ،
ثم هو يعطيه فضلة أوقاته فقط .. أما بقية الوقت فهو لغير ما يحب سيده !!!
على كل حال ..
أرجو أن يكون لهذا الحوار صداه في قلبك
هو كذلك والله . هذا ما أشعر به ..
أحسلب أن الله سبحانه فتح علينا بهذا الحديث
الذي اشعر وأنا أكلمك أنه يهز قلبي
ويهيج عيني ..
ويرج روحي ..
فهو حديث في القمة كما ترى ..
سبحان الله .. حتى أنت !!
ولذا ارجو أن تحتفظ بهذا الحوار .. وأن تعود إليه كثيرا
حرك به قلبك .. بل حرك به قلوب الآخرين من حولك ..
ومن يدري لعل الله ينفع بك خلقا كثير من خلال هذه االمعاني
فاحرص على نقل الخير لغير .. وسأكسب معك الأجر !
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك