الشخصية النمطية في المجتمع العربي – الإسلامي

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : لنبأ | المصدر : www.tarbya.net

شبكة النبأ المعلوماتية الأربعاء 17 مارس 2004 - 26 محرم الحرام 1425هج ما هي الظروف التي تلعب دوراً حاسماً في تشكيل الشخصية النمطية العادية في مجتمع ما وهل تختلف هذه الشخصية بين مجتمع وآخر؟ مثل هذه الأسئلة قد لا يجد المرء لها جواباً متكاملاً شافياً لكن في بعض الجواب نسبة من العزاء ومداراة النفس. طبيعي.. ليس المقصود هنا إدانة كل شخصية نمطية وكيفما أتفق بأي مجتمع فقد تكون لتلك النمطية ضرورات كونتها حتى أمست بما هي عليه من عادات وتقاليد وتوجهات واهتمامات أيضاً، وبمعنى آخر فإن الشخصية النمطية لها صورتان الأول الإيجابية والثانية سلبية وما بينها هي شخصية مزدوجة لا تمارس حياتها بحرية مسؤولة وبمعنى آخر أكثر تقريباً للفكرة فإن الشخصية النمطية السلبية والشخصية النمطية المزدوجة تلعبان الدور المؤثر على أذهان الجمهور ويحرفان مزاجه وربما انطباعاته حول أمر ما. ومما قد يكون موضوعاً قابل للنقاش أن الالتقاء في الحياة اليومية مع نماذج من الشخصية النمطية اللامحببة في النفس عند الإطلاع على بعض آراءها السياسية تحدث ردة فعل في النفس المقابلة فهي شخصية ليست نمطية فحسب بل شخصية عديمة المنهج من الناحية المعنوية إذ تساهم هذه الشخصية بفتر العزائم إذا يرى الشخوص من ذوي النمطية السائدة أنهم يؤيدون شخصية سياسية ما حتى دون سبب وأحياناً بسبب غير معقول. وعلى أية حال فالشخصية النمطية السلبية هي شخصية.. يغلب عليها طابع الوجوم وإذا ما تكلمت فإنها تفتقر إلى المعلومة المضبوطة وهي من ناحية ثانية ليست شخصية تمتلك من الرؤيا الواضحة المستشرفة للمستقبل بصورة جلية. لذا.. فإن أعداء أي مجتمع يوجهون جل اهتمامهم إلى الأشخاص النمطيين لكونهم فريسة سهلة للانسياق نحو المواقع المشوهة للحقائق فالإسلام العظيم بصفته الدين الأكمل الذي ختمت به الأديان السماوية في نظر النمطيين التوفيقيين كونه (دين قديم!) ولم يعد صالحاً تماماً للحياة وبذا فطرح مثل هذه الخلاصة من قبل الشخصية النمطية فيها إساءة لمعنى الوجود الإنساني قبل أن يكون يتعلق بالإسلام كدين لا تبنى الحياة بدونه والدليل في ذلك ليشاهد الناس الأوضاع الاجتماعية لما وصلت إليه المجتمعات البعيدة دين الإسلام في حالات الضياع والتشرد الروحي. بديهي أن الشخصية النمطية السلبية أو المزدوجة بحاجة فعلية لتجدد أفكارها وأحكاماتها بما (يتصل أي التباس ولكن ليس على حساب الأنفاس المقرة اجتماعياً أو عرفياً. ولعل طرح أي موضوع من قبل الشخصية النمطية السلبية التقليدية حول الأخطاء التي يرتكبها بعض المسلمين أو الحضاريين وليتم تسميتها هكذا ومحاولة إلصاق ذلك بالدين الإسلامي أو الحضارة الراقية هي مسألة مرفوضة لكونها تنم عن عدم استيعاب حقيقي ليوميات الحياة. ولعل ترك مساحة للحوار بين النمطيين من الأشخاص غير المستقلين أصلاً عن العمل السياسي في داخل بلدانهم فيها ما توصل إلى نقطة أو أكثر بأن فلسفة الحياة تقضي وعياً محيطاً بما يحدث ما حولنا ولا شك من التطرق بهذا المجال أن تردي الأوضاع المعيشية بالنسبة للشخصية النمطية السلبية والمزدوجة تؤثر على ما تحمله من آراء ربما لا تنسجم مع التوجهات المرحلية التي يتطلع إليها المجتمع لذلك يلاحظ أنها شخصية تدور في محيط الدائرة الأخطر على ذاتها قبل أي ذات أخرى. إن الكثير من جوانب الحياة السياسية والفكرية والاجتماعية والثقافية أحياناً قائمة على أساس التضليل وقلب الصورة (رأساً على عقب) أمام الجمهور المتطلع دوماً إلى إحداثيات اليوم تدعم الحالة السلبية عند الشخصية النمطية السلبية وهذا ما يؤدي مؤكداً بماهية الخطاب الشخصي نحو اتجاهات غير مطلوبة. وإذا كانت السلوكيات مجبرة أن تكون بصورة وأخرى لها من النية من تقبل الدخول إلى بيت الطاعة الاجتماعية، فهذا يتطلب أن لا تكون هناك حلة من الانبهار بكل ما تعرفته الشخصيات غير النمطية أو الشخصيات النمطية الإيجابية قبل معرفة أبعاد وكوامن أي طرح أو رأي إذ أن العديد من الأمور المختلف عليها حوارياً هي في قبضة من هو ليس جدير أن يحوز على الوجاهة الأولى في عالم اليوم. وحيث يرى العديد من الناس المعانون من مآسي السياسات المغرضة على مجتمعاتهم سواء من داخل بلدانهم أو من خارجها أو من قبل كليهما معاً إن الأمل بالظفر بيوم أكثر إشراقاً لاستعادة بعض الآمال التي أبعدها الزمن عن الأذهان مسألة لا يفضل تركها على الغارب بل أن يتم العمل لأجل أن لا يضيع شيئاً من الحقوق الثابتة للإنسان وغير القابلة للمصادرة تحت أي ظرف عادي أو مفروض