في هذا الشهر يتأكد وجود الحمل، رغم عدم حدوث زيادة في الوزن أو تغيير في الشكل. وتظهر الشكوى بوضوح من الغثيان والدوخة في الصباح. لكنّ إقبال الحامل على تناول غذاء صحي بكميّات كافية ، خاصة من خلال وجبة الإفطار ، والتزامها بأخذ قسط كاف من ساعات النوم والاسترخاء يمنع إلى حدٍ كبير من الإحساس بهذه المتاعب. كما يُفضّل أن تأكل الحامل شيئا قبل مغادرة الفراش في الصباح للوقاية من هذه المتاعب، مثل: البسكويت أو البقسماط.. كما ينبغي عليها ألآ تُغادر الفراش على الفور، وإنّما بعد حوالى ربع ساعة منذ تناول هذه الوجبة الخفيفة، ولتكُن حركتها بطيئة على مهل. وقد تظهر كذلك الشكوى بين الحوامل من جفاف البشرة، أو ربّما زيادة الإفرازات الدهنيّة بها، وعليها إذ ذاك أن تلتزم بطرق العناية الخاصة وفقا للنصائح الطبيّة و التجميلية الملائمة. أمّا بالنسبة للجنين، فإنه خلال هذا الشهر الثاني يبدأ العمود الفقري في التكوّن، وتظهر اليدان والرّجلان، وتكون الأصابع ملتصقة، ويصبح للجنين ذيل كامل التكوين. وببلوغ الأسبوع السابع يتحدد شكل الوجه على نحو أكثر وضوحًا، وتتكوّن الأذنان والجفنان. كما تتخذ الأعضاء الداخليّة وضعها الثابت بالنسبة إلى بعضها البعض. كما يستمرّ تكوّن المشيمة، وتبدأ في القيام بوظيفتها ، إلا أن نموها لا يكتمل تماما حتى بلوغ الأسبوع الثاني عشر. ووظيفة هذا العضو المهم هو أن يصل الجنين بأمّه، ومن خلال هذا الاتصال يتمكن الجنين من الحصول على غذائه، وعلاوة على ذلك فمن خلال المشيمة تمر النفايات المفرزة من جسم الجنين لتصل إلى مجرى الدم عند الأم فيتم التخلّص منها. ويستقر الجنين داخل الرّحم محاطًا بجراب من المياه، وهذا عبارة عن كيس من أغشية رقيقة تبدأ من أطراف المشيمة وتحيط بالجنين كل الإحاطة. وهذا الجيب أو الجراب ممتلئ بسائل مائي قليل الكثافة. ولهذا السائل فوائد عظيمة، فهو يحفظ الجنين في درجة حرارة ثابتة، كما أنّه يكون بمثابة وسادة تقي الجنين أذى الصدمات والهزّات التي قد تصيبه أثناء قيام الحامل بأنشطتها المختلفة. وجدير بالذكر أن الجنين يمكنه أن يعيش مغمورًا داخل هذه المياه دون أن يختنق، لأنه في الواقع لا يستخدم رئتيه في التنفس قبل ولادته، وإنّما يتنفس من خلال دم الأم. وبعد الولادة تمتلئ رئتاه بالهواء لتبدأ القيام بوظيفة التنفس.