الرجل والمرأة :تكامـل لا تضاد

الناقل : heba | المصدر : www.bab.com

قد يكون بعض النساء أحياناً أكمل من بعض الرجال، وأوفر عقلاً وأسد رأياً، وقد تكون المرأة هي الرجل في الحقيقة عزماً وتدبيراً وقوة نفس، ويتلين الرجل معها كأنه امرأة. وكثير من النساء يكن نساء بالحلية والشكل دون ما وراءهما، كأنما هيئن رجالاً في الأصل ثم خلقن نساء بعد، لإحداث ما يريد الله أن يحدث بهن، ما يكون في مثل هذه العجيبة عملاً ذا حقيقتين في الخير والشر. وإنما عم الحديث ليدل على أن الأصل في هذه الدنيا أن تستقيم أمور التدبير بالرجال؛ فإن البأس والعقل يكونان فيهم خلقة وطبيعة أكثر مما يكونان في النساء: كما أن الرقة والرحمة في خلقة النساء وطبيعتهن أكثر مما هما في الرجال، فإذا غلبت طاعة النساء في أمة من الأمم، فتلك حياة معناها هلاك الرجال، وليس المراد هلاك أنفسهم

 

، بل هلاك ما هم رجال به والحديد حديد بقوته وصلابته، والحجر حجر بشدته واجتماعه؛ فإن ذاب الأول أو تفلل وتناثر الآخر أو تفتت، فذاك هلاكهما في الحقيقة، وهما بعد لا يزالان من الحجر والحديد. والمرأة ضعيفة بفطرتها وتركيبها، وهي على ذلك تأبى أن تكون ضعيفة أو تقر بالضعف، إلا إذا وجدت رجلها الكامل، رجلها الذي يكون معها بقوته وعقله وفتنته لها وحبها إياه، كما يكون مثال مع مثال. ضع مائة دينار بجانب عشرة دنانير، ثم اترك للعشرة أن تتكلم وتدعي وتستطيل؛ قد تقول: إنها أكثر إشراقاً، أو أظرف شكلاً، أو أحسن وضعاً وتصفيفاً؛ ولكن الكلمة المحرمة هنا أن تزعم أنها أكبر قيمة في السوق...!