عصفور موسيقى

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

صبحٌ لشيرينَ الصغيرة‏

فوقَ سطحِ البيتِ،‏

شلحُ "بلابلٍ" زرقاءَ‏

تلعبُ في دراج النومِ،‏

أغنيةٌ ملفّعةٌ بشالِ اللوزِ‏

تصحو تارةً وتنامْ‏

عصفورُ موسيقى بشبّاكِ الحبيبةِ‏

راحَ مثل الأرزِ‏

يوقظُ بالغناءِ العذبِ‏

امرأةَ الحمامْ‏

ذهبتْ بسلّتها الصغيرةِ في طريق الحقلِ‏

باحثةً عن الرمانِ‏

سمّاها البنفسج غيمةً للعيد،‏

والناطورُ سمّاها على الأزهار‏

سوسنةَ الكلامْ‏

قالتْ لها الأزهارُ كوني‏

"أمّنا البيضاءَ"!‏

نادتها حفافي القمحِ‏

كوني أختنا في الخبزِ!‏

والينبوعُ أسمعها خريره‏

لكنّ شيرينَ الصغيرهْ‏

سمعتْ حفيفَ الحورِ‏

يأتي من خريفِ الريحِ‏

فانتبهتْ لأجراسِ الخريفِ،‏

وضوءِ قنديل الغروبِ‏

على جذوع السنديانْ‏

فتأمّلتْ قمرَ الغيابِ‏

بطيفهِ النائي‏

يطالعُ من وراءِ الغيمِ‏

دنياهُ الحزينةَ بالرحيلِ؛‏

فأجهشتْ وبكلِّ ما في الروح من ألمٍ‏

على صدرِ الكمانْ!‏

كانَ الحمامُ يتيمها بالدمعِ،‏

والليمونُ توأمها بأزهارِ الحنانْ.‏

كتبتْ رسائلها إلى الأشجارِ‏

وارتحلتْ لمملكةِ الأغاني؛‏

كي تزوّجَ قلبها للغيمِ،‏

والقمرِ الجميلْ.‏

كانَ الخريرُ رفيقها في الدربِ،‏

والأجراسُ جوقتها الكفيفةَ،‏

والمحارمُ فوقَ غصنِ الصبحِ‏

تمعنُ بالهديلْ.‏

مدَّتْ يديها للغيومِ‏

فسالَ حزنُ حليبها المكسورُ..‏

نادتْ راهبَ الكرمِ البعيدِ‏

فلوَّحَ الناطورُ‏

وانهمرتْ على أيلولَ أوراقُ الرحيلْ‏

* *‏

شيرينُ يا شيرينْ!‏

يا وردةَ العالي‏

كانَ الحمامُ ببيتنا ومضى‏

والآنَ لا عنبٌ ولا ذكرى‏

أوّاه لو تدرينْ!‏

والبيتُ خالي.