حزن صيفيّ

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

ليلٌ وجيتارٌ‏

لسيدةِ الغناءِ‏

ويبزغُ القمرُ الجميلُ‏

وحنينُ أغنية على الموّال‏

تحملنا إلى بصرى‏

فيملؤنا حنيناً ذلك الوترُ العليلُ‏

إملأْ فراغَ الليلِ بالألحانِ!‏

طيّرْ في جهاتِ الصبحِ‏

ريشَ حمامةٍ بيضاءَ!‏

ينتشرِ الغناءُ على صدى إيقاعنا العالي‏

ويشتاقُ الهديلُ‏

لمستْ خيوطَ الحزنِ في جسدي‏

وهبّتْ نسمةٌ من حزنها‏

لتنامَ في حزني‏

فأشجاني النخيلُ‏

أأظلُّ أكذبُ يا هديلُ،‏

أقلّمُ الليمونَ خلف غيابنا،‏

وأقولُ ليْ أمٌّ وداليةٌ‏

وينكرني الرحيلُ؟‏

أأظلُّ أكذبُ يا هديلُ؟‏

رفعتْ محارمها إلى قمر التلالِ‏

وزمّلتهُ بحزنها الصيفيّ‏

كانَ البحرُ يبكيها على مطرٍ وحيدْ‏

لو كان لي جرسٌ لأتبعهُ‏

تبعتُ النايَ للجزرِ البعيدةِ‏

وابتعدتُ إلى البعيدْ‏

لكنني عبثاً أحاولُ شقّ هذا‏

الليلَ بالموّالِ‏

طارَ الهدهدُ النهريُّ‏

يحملُ في جناحيهِ الأغاني،‏

والكنارُ الحرُّ يحمل من نوافذنا‏

إلى القمحِ البريدْ‏

يا ليتها امرأة تحطُّ على قبورِ حدادنا‏

عندَ الغروبْ!‏

يا ليتنا شجرٌ لأحزانِ الجنوبْ!‏

يا ليتنا..‏

ظلّ الغريب إلى الغريبِ‏

فيا هديلُ ترفّقي بالناي‏

قد بُحّتْ أغانينا‏

على البحرِ الشريدْ!‏

وحدي ووحدكِ‏

إننا ظلاّنِ للزيتونِ‏

ظلٌّ حارسٌ أحزانَ مريمَ في ضريحْ،‏

ظلٌ على بابِ الكنيسةِ‏

كي يطلَّ على المسيحْ‏

ظلانِ للزيتونِ‏

تنتظرينَ قربَ البرتقال حزينةً‏

وأقودُ للأحزان قلبيْ!‏

كانَ موعدنا على بابِ الكنيسةِ‏

قلتُ:‏

أنتِ الروحُ والحزنُ المشاعُ!‏

اللوزُ زهرُ الحزنِ‏

والرمانُ قربَ الأرزِ‏

والطيرُ المسافرُ والضياعُ‏

أأتوبُ من جمعِ الرسائلِ؟‏

يا هديلُ!‏

وكلما أحببتُ غالبني الهوى،‏

ويظلّ يربكني الوداعُ‏

ما عادَ للعشاقِ بدرٌ‏

كي نحبّ حنينهُ العالي،‏

ونرفع روحنا ليديهِ أغنيةً‏

ولم يعدِ الهلالُ نبيّنا لنراهُ‏

والرؤيا اتساعُ‏

**‏

ليلٌ وجيتارٌ‏

لسيدةِ الغناءِ،‏

وكأسُ خمرٍ‏

عتّقتهُ الريحُ في دمنا‏

وضاعوا!