قمح

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

مع القمحِ ترحلُ ريحُ الهديلِ،‏

وتهدلُ سبعُ ضفائرَ في شجر الحورِ‏

حينَ يمرُّ الغريبُ‏

فقطّعْ بنايكَ إني كئيبُ!‏

**‏

وخذني إلى امرأةٍ‏

لا تُسمّي غنائي حماماً عليها‏

وإن كبرَ الليلُ في دفترِ الحزنِ‏

نادتْ:‏

تعالَ إلى غربتي يا حبيبُ!‏

**‏

فتبكي الرباباتُ رجْعَ الخريفِ‏

على راحةِ الروحِ..‏

تبكي اليمامةُ: خذني إلى شجني‏

فريشي حنينٌ،‏

وجنحيْ نحيبُ!‏

**‏

مع القمحِ‏

نتركُ أرواحنا للحفيفِ،‏

وتتركُ امرأةٌ شعْرها‏

ليطيرَ مع الغيم:‏

طِرْ يا حمامُ إلى الشامِ‏

واحمل سلامي!‏

فيأتي إليها الجنوبُ‏

**‏

مع القمح نرحلُ يوماً‏

ونتركُ في وحشةِ الدارِ‏

زوجاتنا الباكياتِ‏

فيطعمنا القمحُ،‏

يمسحُ أهدابنا بالدموعِ‏

وتبكي علينا النصوبُ‏

**‏

مع القمحِ‏

ترحلُ قصّةُ حبٍّ‏

لتصبحَ بعدَ الغيابِ ربابهْ..‏

وترحلُ قطعةُ خبزٍ‏

لتطعمَ طيرَ الكآبهْ‏

وتمضي الصبيّةُ ذاهلةَ الياسمينْ‏

**‏

فقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!‏

**‏

ستسمعُ حزني الغماماتُ‏

ثم ستمطرُ فوق دروبِ الأحبّةِ،‏

والحور سوف يذرُّ رذاذَ الدموعِ‏

على تربةِ الحبّ‏

لا تتركوني بعيداً عن القمحِ‏

أبكي!‏

فقلبي شهيدُ الطحينْ‏

**‏

وقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!‏