مع القمحِ ترحلُ ريحُ الهديلِ،
وتهدلُ سبعُ ضفائرَ في شجر الحورِ
حينَ يمرُّ الغريبُ
فقطّعْ بنايكَ إني كئيبُ!
**
وخذني إلى امرأةٍ
لا تُسمّي غنائي حماماً عليها
وإن كبرَ الليلُ في دفترِ الحزنِ
نادتْ:
تعالَ إلى غربتي يا حبيبُ!
فتبكي الرباباتُ رجْعَ الخريفِ
على راحةِ الروحِ..
تبكي اليمامةُ: خذني إلى شجني
فريشي حنينٌ،
وجنحيْ نحيبُ!
مع القمحِ
نتركُ أرواحنا للحفيفِ،
وتتركُ امرأةٌ شعْرها
ليطيرَ مع الغيم:
طِرْ يا حمامُ إلى الشامِ
واحمل سلامي!
فيأتي إليها الجنوبُ
مع القمح نرحلُ يوماً
ونتركُ في وحشةِ الدارِ
زوجاتنا الباكياتِ
فيطعمنا القمحُ،
يمسحُ أهدابنا بالدموعِ
وتبكي علينا النصوبُ
ترحلُ قصّةُ حبٍّ
لتصبحَ بعدَ الغيابِ ربابهْ..
وترحلُ قطعةُ خبزٍ
لتطعمَ طيرَ الكآبهْ
وتمضي الصبيّةُ ذاهلةَ الياسمينْ
فقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!
ستسمعُ حزني الغماماتُ
ثم ستمطرُ فوق دروبِ الأحبّةِ،
والحور سوف يذرُّ رذاذَ الدموعِ
على تربةِ الحبّ
لا تتركوني بعيداً عن القمحِ
أبكي!
فقلبي شهيدُ الطحينْ
وقطّعْ بنايكَ إني حزينْ!