(ومن رأى) أنه غرز إبرة في إنسان فإنه يطعن ويقع فيه من هو أقوى منه والإبرة سبب صلاح الأمر وكذلك لو كان اثنتين أو ثلاثة أو أربعة فما كان منها بخيط فإن تصديق التئام أمر صاحبها أقرب ومبلغ ذلك بقدر ما خاطبه وما كان من الإبر قليلاً يعمل به ويخيط خير من كثير لا يعمل منها وأسرع تصديقاً وإن خاطها ثياباً للناس فإنه ينصحهم ويسعى بالصلاح بينهم لأن النصاح هو الخياط في لغة العرب والإبرة المنصحة والخيط الناصح وإن خيط ثيابه استغنى إن كان فقيراً واجتمع شمله إن كان مبدداً وانصلح حاله إن كان فاسداً وأما إن كان رفي بها قطعاً فإنه يتوب من غيبة أو يستغفر من إثم إذا رفاه صحيحاً متقناً والاعتذار بالباطل وتاب من تبعته ولم يتحلل من صاحب الظلامة ومنه يقال في المثل من اغتاب فقد خرق ومن تاب فقد رفأ.