حراسة هيكل الذئب

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

ولم ينتهِ الحزنُ‏

مازلتُ أسمعُ صوتَ ربابٍ ضريرٍ‏

يرجّعُ في وحشةِ الليلِ‏

رجعَ مراثي الحياةِ،‏

وريحاً طشاشينْ!‏

تشرّدُ أحزانَهُ الهاشلاتِ بأشباحها،‏

وترحِّلُ أرديةَ الروحِ‏

قارعةً بالضجيجِ المجوّفِ‏

كلَّ المواعينْ.‏

وأسمعُ قلباً وحيداً‏

يحدّقُ في ظلمةِ الأرضِ من فرجةِ البابِ‏

أسمعُ نوحَ القبورِ المشرّدَ‏

يشتدُّ عبرَ مهبِّ المناحاتِ،‏

والليل يسودُّ تحتَ سياطِ الخماسينْ.‏

شتاءٌ من الدمعِ‏

تحتَ جناحيهِ يهدلُ طفلٌ مريضْ..‏

وتحدبُ أمٌّ على قبرها في العراءِ،‏

ووحشةُ موتى بعيدين.‏

ووحدي أخوضُ مثلَ الجنازةِ‏

في عزلةِ الغابِ،‏

أرجمُ بالشؤمِ صدرَ القرى كالغرابِ‏

أنا الذئبُ، قلبُ الحياةِ المهيضُ،‏

وجدولهُ المرُّ‏

والانتحابُ المريرُ لحزنِ المساكينْ.‏

أشقُّ ضريحَ النعاسِ‏

بصوتي المحدَّبِ فوق الهضابِ:‏

أغيثوا حدادي الطويلَ!.‏

وأعوي على فطرةِ الأنسِ‏

مثل المجانينْ.‏

ولم ينتهِ الحزنُ‏

مازلتُ أطوي سوادَ الليالي‏

على ندميْ،‏

وأرامحُ فزّاعةَ الانتظارِ العجوزِ‏

أنا الذئبُ أنحتُ من خشبِ الحورِ‏

تمثالَ حزني‏

وأهجعُ خلفَ خريفِ السلاطينْ.‏

أنا المتألمُ في الريحِ‏

من دون إثمٍ ولا أملٍ،‏

والأشدُّ نحيباً على نطفةِ الثلجِ‏

أعبدُ هذا العراءَ المعفّرَ بالثكلِ‏

لكنني لا أرى حملاً واحداً‏

ليذكّرني بالنبوّةِ‏

كلٌّ يحاولُ ليلى‏

ليقتصَّ من ضلعها‏

ماجناهُ عليهِ أبوهُ‏

ووحدي أصيحُ بريئاً من الدمِّ‏

إني بريءٌ!!‏

فلا ليلَ يسمعُ رجعَ ندائي فيأوي دميْ،‏

أو تبرّئني من عذابي الطواسينْ