على شجرة الأرز

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

سَمِعْتُ بكاءَ الغزالَةِ‏

في الليلِ..‏

ما زلتُ أسمعُهَا في الأقاصيْ‏

تنوحُ على وَتَرِ الحزنِ‏

رافعةً روحَهَا مثلَ أيقونةٍ‏

لهلالِ الحسينْ!‏

***‏

سمعتُ هديلَ الحمامةِ‏

في شَجَرِ الأرزِ‏

قبلَ الغروبِ..‏

سمعتُ تنَهَدَّ أجراسِهَا‏

تتأمَّلُ في عتمةِ الليلِ عَشْرَ شموعٍ،‏

وتبكي على قَمَرِ الرافِدَيْنْ!‏

***‏

سمعتُ نداءَ السنابلِ في الحقلِ‏

ما زلتُ أسمعُ أغنيةَ القمحِ‏

تدخلُ شبَّاكَ فلاّحةٍ كالنجومِ،‏

وتسقطُ مثلَ الرسَالَةِ‏

في الراحتينْ‏

***‏

سمعتُ نُوَاحَ اليمامةِ فوقَ النخيلِ‏

تَصُوتُ على نجمةٍ في الجنوبِ..‏

وتلكَ النُّصُوبُ تصلّي إلى الغيمِ..‏

ما زلتُ أسمعُ‏

في آخر الصيفِ‏

طفلَ الفقيرِ‏

يغنِّي لسنبلتينْ‏

***‏

سمعتُ غناءَ المغنيِّ‏

لأرملَةِ النهرِ‏

لا تَقْطَعِي وتَرَ العودِ!‏

كيما أعمِّرَ أيلولَ حبٍّ جديدٍ‏

بشَتْلَةِ لوزٍ،‏

وريحانَتِيْنْ‏

***‏

سمعتُ الفقيرَ يغنيِّ‏

على صَخْرَةٍ في المساءْ:‏

تجيءُ الغزالةُ منْ نومنا الأبديِّ‏

كما الحُلْمِ،‏

والبدرُ يهبطُ أدراجَهُ كالنبيِّ‏

لِيَضْفَرَ إكليلَ قمحٍ‏

على شرفةِ الفقراءْ‏

***‏

وتأتي الأيائلُ من حزنها‏

أولَ الصيفِ‏

شاردةَ البالِ‏

تسألُ عن بيتها طائرَ الأقحوانِ..‏

فيركضُ نايٌ "إليها،‏

ويفلتُ مهرُ الغناءْ‏

***‏

سَمِعْتُ غِنَاءَ الصبيَّةِ:‏

أَوَّلُ عاشقةٍ‏

رَفَعَتْ رُوْحهَا للنجومِ أنَا،‏

أوَّلُ امرأةٍ أثَكَلَتْهَا الغيومُ..‏

وأوَّلُ أنثى تنامُ على النَّايِ‏

بينَ النساءْ