ملكوت الحزن والعاقول*

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

أيّهذا الشقيّْ!‏

لا تواطنْ سوى الخمرِ‏

في وحشةِ الليلِ!‏

واعسلْ كذئبِ الجزيرةِ‏

إذ يتشمّمُ في شهوةِ الريحِ‏

رائحةَ الدمِ‏

كالخنجرِ البدويّْ!‏

***‏

فخياركَ عزلتكَ الآنَ‏

فارفعْ بفأسكَ أعلى من الليلِ،‏

واضربْ بجمعِ يديكَ‏

على حجرِ الوحشةِ‏

الأبديّْ!‏

***‏

لن تصافيكَ غيرُ المواويلِ‏

في أمسياتِ الشمالِ الحزينةِ..‏

سوفَ يظلُّ أساكَ أميراً على النايِ‏

يا بنَ الطواحِ الشجيّْ!‏

***‏

فروحكَ أقوتْ، وساكنها الحزنُ‏

والليلُ رمّلَ قلبكَ‏

واليأسُ في آخرِ الأمرِ خانكْ!‏

***‏

يا بنَ آوى المهجّر تحت سماءِ البراري‏

الكئيبةِ‏

لم تبق غيرُ روائح حزنٍ قديم،‏

وأصداءَ تأتي وتذهبُ في آخرِ الليل‏

موجعةً‏

لتباكي زمانكْ!‏

***‏

سيخونكَ كلُّ الذينَ أحبّوكَ‏

يوماً،‏

ويختنقُ الذئبُ في صدركَ المرّ‏

بين العواءِ‏

وبين البكاءِ‏

ويعطشُ صوتُ المواويلِ لليلِ‏

حين يجمُّ كمانكْ!‏

***‏

هذهِ الخمرةُ الآن تهدأُ في الروحِ‏

مثل مياهِ الينابيعِ‏

فاشربْ على حزنِ قلبكَ كأسينِ،‏

واذهبْ على ساعةِ الحزنِ منفرداً!‏

فالمدى مقفلٌ،‏

والغيومُ محدّبةُ الحزنِ فوق الهضابِ‏

وأنتَ خسرتَ رهانكْ!‏