قمر في البستان

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : طالب همّاش | المصدر : www.adab.com

 

صوتُ نايٍ في حجازِ الليلِ‏

أم أجراسُ موسيقا‏

وأكوازُ خريرٍ‏

وغمامْ.‏

أم غناءٌ (أبيضٌ) للهدهدِ الشاميِّ‏

في أسحارِ صوفيٍّ‏

بشهرِ الصومِ‏

يصعدُ سلّمَ الإنشادِ أُميّاً‏

ويلهو في سماواتِ الهزامْ؟‏

أم سلاطينُ من الحزنِ‏

يطلّونَ على الخمرةِ‏

واللَّيلُ قناديلُ من المسكِ‏

وأنفاس الخزامْ؟‏

فتعلّمْ أيُّها العاشق‏

أن تصغي إلى هذا المقامْ!‏

ستجيءُ امرأةٌ‏

تلبسُ قمصانَ الهديلِ البيضَ،‏

تُرخي شعرها الأسودَ‏

شلاّلَ حمامْ!‏

قمرٌ يسهرُ في البستانِ‏

فالديجورُ يجري شمعداناتٍ،‏

وأنهارَ شموعٍ‏

وكلامْ!‏

قمرٌ يغرقُ في بحرٍ من الحنّاءِ‏

في ديّارةِ الشهرِ الحرامْ!‏

فتعلّمْ أيُّها العاشقُ‏

إيقادَ الشموعْ!‏

وتعلّم أن تسمّي في غروبِ الشمس‏

أحزانَ اليسوعْ!‏

واسكبِ الخمرَ ولا تسألْ نديماً:‏

ما الذي يجعلُ أرواحَ السكارى‏

في هيامْ!؟‏

إنه السكرُ‏

حمامُ الليلِ في الشهوةِ‏

والحزن‏

وأمطارٌ من النرجسِ‏

في ليلةِ صيفٍ ذهبيهْ!‏

وأباريقُ من الفضّةِ‏

واللؤلؤِ والدّمعِ‏

وأجراسُ النبيذ الصدفيّهْ.‏

هوَ ما يجعلُ من ريحانةِ الروحِ‏

رياحينَ،‏

وما يجعلْ من بيّارةِ العشقِ‏

حساسينَ زجلْ.‏

فلتكنْ يا أيُّها الشاربُ ماءً‏

كي تشفَّ الخمرُ عن حزنكَ‏

فالعشاقُ يجرونَ ظماءً‏

حولَ نبع الكوثرِ الصافي‏

ويحسونَ نبيذاً، وقبلْ.‏

ولتكنْ يا أيُّها العاشقُ ناياً‏

يجعلُ اللَّيلَ فراديسَ أملْ!‏

فأنا أسكرني الليلُ‏

وأبكتني المواجيدُ‏

وأشجاني الهدلْ!‏

فاشربِ الخمرَ ولا تسألْ نديماً‏

ما الذي يجعلُ من دمعِ الأباريقِ‏

نوافيرَ بكاءٍ، وخزامى،‏

ودواوينَ غزلْ!‏

إنه السكرُ من الدنيا‏

التي تذهبُ بالعمرِ‏

ويحلو طعمها المرُّ ساعاتِ الأجلْ