* نجاح الأبوة والأمومة: - هل أنت أب أو أم؟ ... أم أنك مقبل علي الزواج وتكوين أسرة؟ أو هل لديك طفل في الأشهر الأولي من عمره؟
إذا كنت أي من هؤلاء فستجد هنا ما تحتاج إليه من نصائح واقتراحات تساعدك علي فهم طفلك بطريقة أفضل ... والهمسة الأولي من هذه الهمسات موجهة لكل أب وأم حول موضوع "فن الوالدين". نسمع دائماً أن الأبوة مهنة فطرية لا يحتاج الفرد لتعلمها أو التدريب عليها، ولكن كل ما يحتاج إليه هو مجرد الاستعداد الفطري الذي يتحرك مع القيام بالدور الفعلي لمهام الأب أو الأم. ولكن .. ماذا حدث في هذه الأيام؟!! ... لقد تعقدت الحياة وزادت الضغوط والمشاكل الاجتماعية والنفسية، وكثر غياب الآباء عن الأبناء والأسرة ... وعلي الجانب الآخر زاد الاهتمام بالطفولة والأطفال وأكدت الدراسات والبحوث علي أن الطفل يتأثر بكل ما يقع علي حواسه الخمس منذ اللحظة الأولي لميلاده حيث يختزن في قاع ذاكرته كل ما يصل إليه عن طريق حواسه ليسجله "عداد" غير قابل للزوال ليظل يتأثر به طوال حياته وليستخدمه في تفسير وتحليل المواقف الحياتية التي يتعرض لها والتي تتطلب منه اتخاذ القرارات بالإقدام أو الإحجام والابتعاد عنها ... والأهم من ذلك هو أن الطفل يتأثر بكل ما يتعرض له منذ اللحظة الأولي لخروجه من رحم أمه، ويؤثر ذلك في تكوين صورته لذاته التي تنمو لتكون ايجابية تظهر في إطار شخصية متزنة قوية جذابة أو لتكون علي العكس من ذلك لتظهر في شخصية ضعيفة، مترددة، لا هوية لها ... كل ذلك يرجع إلي البصمات التي تتركها لمسات أصابع ونبرات أصوات وسمات وجوه المحيطين بالطفل بعامة وأبواه بخاصة. ذلك لأن الأبوة مهنة ووظيفة يرغب في ممارستها الجميع، ويسعى إليها كل زوج وزوجة ... والأبوة هي الشغل الشاغل للآباء والعمل المتصل الذي يجب أن يستغرق معظم ساعات يومهم. ذلك لأنها مهنة كل يوم ... فإذا احتاج طفلك إلي الرضاعة أو إلى تغيير ملابسه فلابد أن تستجيبين له علي الفور، وإذا شعر بالملل أو الضيق وأخذ في البكاء فينبغي عليك تهدئته وتشويقه وإزالة الملل عنه. إن الأبوة مهنة تتطلب العطاء الدائم والمرونة ... كما أن الأبوة مهنة تحتاج إلي لباقة وسرعة بديهة وسعة أفق وقدرة علي استيعاب الأمور وفهمها والتريث قبل البت فيها، ثم التمكن من اتخاذ القرار المناسب. والأبوة تحتاج إلي رعاية وحنان وحب وعطف وطمأنينة واستقرار ودفء ورغبة في إسعاد الآخرين. ويمكن للآباء التواصل مع أطفالهم حديثي الولادة بالرغم من عدم تمكن صغار الأطفال من النطق والكلام، إلا أن التواصل يكون من خلال نبرات الصوت الحنونة والهادئة والمطمئنة، وتعبيرات الوجه المريحة والمبتسمة الفرحة السعيدة، ولمسات الأصابع الدافئة والحانية التي تشيع الطمأنينة في نفس الطفل ... والأبوة بالإضافة لهذا كله تكنيك ونظام وطريقة تتبع في التعامل مع الأبناء وتربيتهم وفقاً لخطة واضحة ومحددة ومدروسة وغير عشوائية أو متخبطة أو مترددة، بل ثابتة، وعادلة. ولما كانت الأبوة مهنة ووظيفة أبدية دائماً، لذا أعتقد بأنك لن تقبل عليها إلا إذا علمت أهم مسئولياتها ومهامها، وأدركت ما لها وما عليها وعرفت مردودها ومكتسباتها. ولا تتوقع أن هذه المهنة ستكون علي طول الخط ممتعة وبراقة وإلا كنت خيالياً، وسرعان ما أصبت بخيبة أمل بعد أن تكون قد فقدت أحلامك وآمالك. ولتعلم أن عائد الأبوة ومردودها يعطيك الكثير ويشعرك دائماً بالسعادة والرضا وتحقيق الذات وخاصة إذا علمت شيئاً عن الأطفال قبل أن تقبل علي هذه المهنة الصعبة. وإلي اللقاء في همسة قادمة ...