شهي إلى الأيام تقليلها وفري
الناقل :
mahmoud
| الكاتب الأصلى :
البحتري
| المصدر :
www.adab.com
شَهيٌّ إلى الأيّامِ تَقْليلُها وَفْرِي،
وَخِذْلاَنُها إيّايَ إنْ سِمْتُها نَصرِي
أرَى وَكْدَ دَهْرِي أنْ أُقلّ، وَلاَ أرَى
لدَهْرِي جَمالاً ظاهراً مثلَ أن أُثْرِي
لأكدَيتُ حتّى خِلتُ دِجلَةَ شُبّهَتْ،
وَقُلتُ السّرَابُ في مَنَاقعها يَجرِي
لَئنْ غَرّني مَطْلُ البَخيلِ لَقَبْلَهُ
غُرِرْتُ بإسعافِ الخَيالِ الذي يَسرِي
فَهَلْ في أبي بَكْرٍ أداءُ رِسَالةٍ
إلى السّيّدِ الضّخْمِ الدّسيعةِ من بَكْرِ
وَمَا عَنْ أبي الصّقْرِ ارْتيَادٌ لمُوجَعٍ
منَ الكَلْمِ لا يأسُوهُ غَيرُ أبي الصّقْرِ
تأمّلَ منهُ مُبْتَغو النَّيلِ طَلْعَةً،
إذا كَلّفُوها البَدرَ شَقّتْ على البَدرِ
وفي القَصرِ والشّهرِ الجَديدَينِ نَرْتجي
جَداً منهُ يَتلو جِدّةَ القَصرِ والشّهْرِ
وقد ورده وارد البحر بيته
فما ظنهم بالبحر زيد إلى البحر
علا مرتقى طرق طرق العفاة، وإنما
تعمد أن يهدى له طارق السفر
أعَمْرُو بنُ شَيبانٍ، وَشَيْبانُكُمْ أبي،
إذا نُسبَتْ أُمّي، وَعَمْرُكُمُ عَمرِي
شَكَتْ مَدَّها كَفّي وَكانتْ حَقيقةً
بإبدالها تلكَ الشكيّةَ بالشّكرِ
مَتى لا تَسُدّوا خَلّتي لا تُصِبْكُمُ
شَذاتي، ولا يَسلُكْ سوَى نَهجه شعرِي
وَهَلْ يُرْتَجَى عندي اتّساعٌ لمَغرَمٍ،
إذا ضَاقَ عنكم عند مَسخَطةٍ عُذرِي
أرَاقَبْتُمُ إجْلاَءَ عُسْرِي، وَإنّما
ثَنَى رَغْبَتي تلقاءُ يُسرِكُمُ عُسرِي
إذا ما استَوَتْ أقدامُنَا عندَ ثَرْوَةٍ،
قَنَيْتُ حَيَائِي، أوْ رَجعتُ إلى قَدْرِي