التسويق الدولي 2
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
إبـن إســـكندريــة
| المصدر :
www.egyptsons.com
-III
التـوزيـع
:
كل منتج يسعى إلى إيجاد نوع من الترابط مع جميع المؤسسات التسويقية
,
التي تساعده على توزيع منتجاته
,
و تحقيق أهدافـه
,
و هذه المؤسسات التسويقية يطلق عليها منافذ التوزيع و التي هي عبارة عن مجموعة من الوحدات التنظيمية التي يتم عن طريقها تسويق السلع
.
أ
-
ماهية قنوات التوزيع
:
لا يمكن لعملية بيع المنتوج الذي يتميز بخصائص فنية متميزة من حيث الجودة
,
السعـر أو طريقة ترويجه
,
ما لم تتوفر منافذ توزيع لها أهمية كبيرة في المشروعات الحديثة
.
لذلك يقول عفيفي
:"
إختيار منافذ التوزيع يعد من الفرارات الهامة التي تواجه المؤسسات الحديثة في اختيار مشروع ما
,
لأحد قنوات التوزيع فإنه يؤثر حتماً على القرارات التسويقية الأخرى
,
الخاصة بالمزيج التسويقي
".
فقناة التوزيع هي الطرق الذي تمر به السلع من المنتجين إلى المستهلكين النهائيين
,
أما منافذ التوزيع فهي
مجموعة من التنظيمات و المؤسسات المترابطة التي وظيفتها هي توفير السلعة للاستهلاك و الإستخدام
.
فحقيقة السوق الإقتصادية هي الفجوة التي تفصل بين المنتج و المستهلك
,
و بسبب هذه الفجوة لا بد من القيام ببعض الأنشطة بهدف الجمع بين مراكز الإنتاج و الإستهلاك
.
و يركز المهتمون بالتسويق على خمسة أهداف مشتركة لقرارات التوزيع
,
و هي كما يلي
:
تحقيق تغطية مناسبة للسوق
.
إبقاء السيطرة و الرقابة على قنوات التوزيع
.
جعل تكلفة التوزيع مقبولة
.
تأمين استمرار العلاقات بين أعضاء القناة
.
تحقيق أهداف التسويق
,
ممثلة بالحجم و الحصة السوقية و العائد على الاستثمار
.
إلا أنه من الصعب تحقيق كل هذه الأهداف على المستوى الدولي
,
و ذلك بسبب سلوك قنوات التوزيع الدولية
,
و اختلاف البيئات و كذا نتيجة التغيرات الإقتصادية و الإجتماعية
.
ب
-
طرق التوزيع الدولية
:
إن نظام التوزيع في دولة ما
,
يتأثر بدرجة التطور الإقتصادي للدولة و الدخل الشخصي المتاح للإنفاق
,
بالإضافة إلى عوامل بيئية أخرى
,
كما أن الطبيعة المميزة لهيكل التوزيع الدولي تنشأ لاختلاف وظائف قنوات التوزيع
,
و تنوع المتغيرات و العوامل السوقية
,
المؤثرة على قرارات القناة
,
فالمؤسسة التي ترغب في تسويق منتجاتها في الأسواق الدولية
,
أمامها طريقتين
:
أولاً
:
الطريقة المبـاشـرة
:
وجدت العديد من المؤسسات أن بناء نظام توزيعي داخلي خاص بها
,
هو الطريق الوحيد المرضي للوصول إلى الأسواق الخارجية
,
فالمؤسسة التي ترغب في تصميم نظامها التوزيعي الخاص بها دون التعامل مع الوسطاء
,
و تصريف منتجاتها إلى الأسواق الخارجية من خلال إدارات التصدير من أجل
:
ارتباط المؤسسة بصفة مباشرة بأسواقها الخارجية
.
زيادة حصتها في السوق
.
و المؤسسة التي تهدف إلى الاعتماد على مثل هذه القرارات
,
يجب أن توافر على مجموعة من الإمكانات كقدرة المؤسسة على توزيع خبرتها في الأسواق الخارجية
,
و حجم نشاطها في السوق
,
الخارجي الذي يلعب دوراً مهما في القيام بإدارة و تنظيم التوزيع الخارجي
.
ثانيـاً
:
الطريقة الغيـر مباشـرة
:
هي التي لا يقوم فيها المنتج بتوزيع منتجاته مباشرة إلى المستهلك
,
و التي يمكن فيها اختيار وسطاء لتوزيع السلع
,
حيث يتحمل الوسيط المسؤولية في نقل المنتجات إلى الأسواق الخارجية و هذا ما يوفر للمؤسسة العديد من المزايا كانخفاض تكاليف التصدير
,
و سهولة التعامل من خلال هذه القنوات
.
-
قنوات التوزيع الدولية
:
إن تصميم هيكل قنوات التوزيع في أي دولة يتأثر بدرجة التطور الاقتصادي للدولة
,
و بالدخل المتاح للإنفاق
,
بالإضافة إلى العوامل البيئية
,
مثل البيئة الثقافية
,
القانونية
,
السياسية
,
كما أنه يخضع للأهداف
و الاستراتيجية التسويقية التي تسعى المؤسسة إلى تحقيقها في الأسواق التي ترغب العمل فيها
,
و السياسة التي تتبعها المؤسسة في تصميم هيكل قنوات التوزيع
,
عادة ما تكون نابعة من ظروفها و ظروف السوق المستهدف
,
و عدد من العوامل الأخرى المؤثرة على قرارات التوزيع
.
و هذا يتطلب من المؤسسة دراسة مكثفة لجميع احتمالات البدائل المناسبة بقنوات التوزيع
,
و للسوق المستهدف
,
من أجل بناء أو تعديلا قنوات التوزيع
,
فإذا قررت المؤسسة الاعتماد على الوسطاء في التوزيع
,
فإن عليها تحديد نوع الوسطاء و عددهم
,
و تحديد المعايير التي يتم على ضوئها اختيار الوسطاء المحتملين التعامل معهم
,
و أهم هذه المعايير هي
:
القدرة المالية للوسطاء
.
القدرة الإدارية
طبيعة الوسيط و سمعته
.
التغطية السوقية
.
حيث تقوم بعد ذلك المؤسسة تجميع البيانات و المعلومات من الوسطاء المحتمل التعامل معهم
,
من عدة مصادر
,
و أهمها
:
الغرف التجارية
,
الملحقين التجاريين في سفارات الدول
,
النشرات الاقتصادية
,
و غيرها من المصادر الموثوقـة
.
و في الأخير تقوم المؤسسة بالاتصال بالوسيط و التفاوض معه لقبول بيع منتجاتها
.
د
-
مشاكل التوزيع الدولية
:
يمكن حصر المشاكل التي تتعلق بالتوزيع الدولي في الآتي
:
عدم توفر قنوات التوزيع المناسبة
,
و استحالة تغطية السوق عن طريق قناة بسيطة
,
و كذا عدم وجود قنوات توزيع مناسبة
.
العوائق القانونية و المنافسة
,
فكثيرا ما يصادف المسوقون بعض العوائق في قنوات التوزيع التي يختارونها
,
و يعود سبب هذه العوائق إلى المنافسين الذين أنشأوا خطوطا لمنتجاتهم في قنوات التوزيع الدولية
.
مقارنة التغير و التطور
,
فالمؤسسات التي تكون وجهتها الدول النامية
,
هي مجبرة على إتباع أساليب تناسب طبيعة الدولة المستهدفة
,
و هذا لقلة تقبل هذا الأخير للتطور و التغير كما في الدول المتقدمة
.
مشاكل السيطرة و الرقابة
,
و هذا يعود إلى درجة السيطرة و التحكـم التي ترغب المؤسسة في ممارستها على الوسطاء الدوليين
,
و مدى تقبلهم لسياسات المنتج
.
و نصل في النهاية إلى أن اختيار قنوات التوزيع ذا أهمية كبيرة في نجاح استراتيجية التسويق الدولية
,
كما أن للأسواق الخارجية أثر في تحديد القنوات و ذلك راجع لاختلاف البيئة التسويقية
.
-4-III
الترويج
:
هو الترويج هو العنصر الرابع من عناصر المزيج التسويقي
,
و الذي يقصد به اتصال المؤسسة بمستهلكيها المختلفين
,
بهدف الحصول على المعلومات و دراسة يلوكهم الاستهلاكي
.
و كذلك يعرف المزيج التسويقي بأنه
:"
التنسيق بين جهود البائع في إقامة منافذ المعلومات
,
و في تسهيل بيع السلعة أو الخدمة أو في قبول فكرة معينة
".
و كذلك هو خلق الوعي
,
إثارة الاهتمام
,
خلق الرغبة و حث المستهلك على طلب السلعة
,
و يسعى الترويج عموماً إلى تدعيم صورة المؤسسة و منتجاتها في الأسواق الدولية
.
و عليه فهو نشاط أساسي لكل مؤسسة و خاصة في ظل المنافسة
,
فلا يمكن لأي مؤسسة تقوم بالبحث عن العملاء و المستهلكين الاستغناء عنه
,
و كذلك يجري اختلاف مواقف المؤسسات ومنتجاتها و أسمائها من سوق إلى سوق آخر
,
و هذا يجرنا إلى توقع اختلاف في طبيعة عناصر المزيج الترويجي
(
الإعلان
,
البيع الشخصي
,
تنشيط المبيعات
...
إلخ
)
باختلاف الأسواق
.
أهداف الترويج
:
هناك ثلاث أهداف رئيسية للترويج في الأسواق الدولية
:
أ
-
إظهار الصورة الذهنية المناسبة عن الشركة
:
تسعى الشركات التي تقوم بتسويق منتوجها دوليا إلى إظهار صورة ذهنية لها لكافة المتعاملين معها
,
وهي أول مهمة للترويج في السوق الدولية
,
حيث قبل أن يبدأ الترويج بتعريف المستهلك الأجنبي بمنتوج الشركة
,
من الضروري أولاً أن يعرفه بالشركة ذاتها و بأهدافها السابقة في الأسواق الأخرى
,
علما أن
المستهلك الأجنبي دائماً ينظر إلى الشركة المصدرة
(
أو المستثمرة
)
على أنه كيان مادي أجنبي يستوجب التعامل معه بحذر و عدم الثقة الكاملة
.
و يكون هذا هدف الترويج
,
خاصة في المراحل الأولى لدخول الشركة للسوق الأجنبية
,
هو إعطاء صورة ذهنية جيدة عن الشركة حتى تشجع المستهلك الأجنبي على التعامل المستمر معها
.
ب
-
التعريف بمنتوج الشركة
:
إن المهمة الرئيسية للترويج هي تعريف المستهلك بالمنتوج و مواصفاته و سعره و أماكن توزيعه وكيفية استخدامه وأماكن مراكز الخدمة و الصيانة التي يمكن اللجوء إليها
,
و تعتبر هذه المهمة من أصعب المهمات في السوق الأجنبية
,
حيث لابد من دراسة المستهلك الأجنبي و خصائص العوامل الثقافية المؤثرة في سلوكه
,
حتى يتم تصميم الحملة الترويجية باللغة و الشكل الذين يثيرا رغبة المستهلك الأجنبي للإقبال على شراء المنتوج
.
وتجدر الإشارة إلى أنه أية أخطاء في العناصر الترويجية قد تؤثر سلبا على الحصة التسويقية التي ستحققها الشركة في السوق الأجنبي
,
فمثلاً تصميم رسالة إعلانية تحتوي على لغة لا يفهمها المستهلك الأجنبي
,
أو قد يفهمها بعكس ما تهدف إليه قد يؤدي إلى آثار سلبية على مبيعات المنتوج
.
ويعرف الإعلان على أنه
:"
يتضمن الإعلان عن المنتوج في الأسواق الأجنبية
,
جميع الأنشطة التي يقوم بها مصدر ما لشد انتباه المستهلك المستهدف
".
و حسب رأي فإن الإعلان أداة تساهم مساهمة فعالة في تحقيق أهداف الخطة التسويقية للمؤسسة
,
وطبقاً لتعريف السابق الذكر
,
فإنه يهدف إلى حثّ المستهلك النهائي على شراء السلعة المعلن عنها
,
وكذلك يعتبر طريقة البيع غير الشخصية
,
إلا أنّ لهذه الطريقة محددات في الأسواق الدولية
.
ج
-
تنمية الحصة التسويقية للشركة
:
يعتبر الترويج أحد الأدوات الرئيسية التي تعتمد عليها الشركة لتنمية حصتها التسويقية في السوق الخارجية
,
فمن خلال الترويج يمكن إقناع المستهلك الأجنبي بالميزات التي تتوافر في منتوج الشركة و تجعله متميزاً بشكل أفضل على المنتجات المنافسة له
,
و النتيجة الطبيعية لذلك هو زيادة إقبال المستهلك الأجنبي على منتوج الشركة
,
بالإضافة إلى تحول بعض المستهلكين من شراء المنتجات المنافسة إلى شراء منتوج الشركة
,
الأمر الذي يزيد من الحصة التسويقية التي تحصل عليها
.
الخاتمة
:
إن أي محاولة لفهم النشاط التسويقي بصفة عامة
,
و التسويق الدولي بصفة خاصة
,
لابد أن تتم من خلال دراسة علاقته بكل من التجارة الدولية و العمال الدولية
,
و فلسفته التي يقوم عليها
,
لأن التصدير يعتبر من أهم استراتيجيات التوغل في الأسواق الدولية
,
الذي يستمد بعض مبادئه من التجارة الدولية
,
كما أنه يشاركها في تفسير أسباب قيام التبادل الدولي
,
و يستفيد من نظرياتها ويساعد على تنشيط عملياتها
.
أما فلسفته فهي نفسها فلسفة التسويق
,
و تختلف فقط من حيث تأثرها بنظرة الشركة الدولية للمستهلك الأجنبي
,
أما من حيث تجانس سلوك المستهلكين في الحاجات الأساسية في كل الدول
,
أو تشابه سلوكهم في كل الدول
,
أو اختلاف سلوكهم في السوق الواحد
,
أو تشابه شرائح منهم لدرجة التجانس في أسواق العديد من الدول
...
و من أجل هذا يعرف التسويق الدولي بأنه كافة النشطة التي تسهل تدفق السلع والخدمات و الأفكار و عوامل الإنتاج من المنتج إلى المستهلكين في دول أجنبية
,
والقائمة على أساس نظرة دولية حين إرضاء حاجاتهم و رغباتهم بشكل يؤدي إلى خلق علاقة شبه دائمة معهم
,
بهدف تحقيق توافق مصلحي بين المنتج و حكومته
,
و دولة المستهلك الأجنبي
.
كما يمارس التسويق الدولي أنشطته من خلال البيئة التي تحيط بالشركة الدولية
,
و لذلك فإن البيئة تحدد نماذج و طرق تصرف اللازمة لنجاح هذه الأنشطة في تحقيق أهداف الشركات
.