قال تعالى :(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكم مِّنْ أَنفُسِكمْ أَزْوَاجا ً لتَسْكنُواْ إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لقَوْمٍ يَتَفَكرُونَ). [الروم: 21].
تبدأ العلاقة بين الزوجين عند العقد، فهذا العقد هو رباط وثيق بين الرجل والمرأة. وديننا الحنيف يريد لهذا الرباط القوة والدوام، لأنه إذا توثق هذا الرباط نشأ مع ذلك بيت سعيد موفق، يظله الأمن والسعادة.
ومن أهم دعائم السعادة في حياة الأسرة هي الزوجة والأم الصالحة، فإذا صلحت الزوجة والأم صلح البيت. عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلّم: "إنما الدنيا متاع وليس من متاع الدنيا شيء أفضل من المرأة الصالحة". [سنن ابن ماجه 1855].
فالزوجة التي تفهم أن الحياة الزوجية رباط مقدس من الله عزَّ وجلَّ، نزل به الأمر من السماء، هي التي تقوم بما عليها قياماً يكفل رضا النفس واستتباب الطمأنينة، فتكون بذلك حققت سعادتها العاجلة في الدنيا والآجلة في الآخرة، وحققت أيضاًً سعادة البيت الذي تعيش فيه مع زوجها وأبنائها؛ إذ أن الرجل الذي لا يجد في بيته ما يحتاج إليه من المودة والطمأنينة والسكينة - وهي الغاية التي خلق الله من أجلها الأزواج قال تعالى: (لتَسكنواْ إِلَيْهَا) . [الروم: 21] - سينفر عن بيته.
فهذه هي المقومات الأساسية للسعادة الزوجية والشعور بالاستقرار.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: "ليس على المرأة بعد حق الله ورسوله أوجب من حق الزوج". أهـ. فبعقد النكاح ترفع عنها الشريعة حق الأم والأب فيصبح لهما حق الإحسان فقط.
فعلى المرأة التي تحرص على أن تكون من نساء الجنة أن تفهم أحاديث النبي صلى الله عليه وسلّم والتي تؤكد وتُعظم حق الزوج
• الحديث الأول: عن عبد الرحمن رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلّم: "إذا صلت المرأة خمسها وصامت شهرها، وحصنت فرجها، وأطاعت زوجها؛ فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت". [ مسند أحمد 1664].
فقد أراد النبي صلى الله عليه وسلّم أن يبين أن طاعة المرأة لزوجها واجبة وإرضاءه هي سبب ومفتاح لدخول الجنة.
• الحديث الثاني: وقال صلى الله عليه وسلّم: "نساؤكم من أهل الجنة: الودود الولود العؤود على زوجها، التي إذا غضبت جاءت حتى تضع يدها في يد زوجها ثم تقول: لا أذوق غمضاً حتى ترضى". [شعب الإيمان 8732 ].
فالودود: المتحببة إلى زوجها بالقول الحسن والفعل الجميل والمنظر السار. والولود: الكثيرة الولادة.
والعؤود: التي تعود على زوجها بالنفع عموماً ومن ذلك النفع الأخروي الديني
• الحديث الثالث: وتقول عائشة رضي الله عنها: "يا معشر النساء لو تعلمن بحق أزواجكن عليكن ، لجعلت المرأة منكن تمسح الغبار عن قدمي زوجها بخد وجهها". [رواه بن حبان في صحيحه].
• الحديث الرابع: وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلّم: "أي النساء خير؟ قال: الذي تسره إذا نظر وتطيعه إذا أمر ولا تخالفه فيما يكره في نفسها وماله". [مسند أحمد 7373].
• الحديث الخامس: وفي حديث: "من ماتت وزوجها راضٍ عنها دخلت الجنة". [الترمذي].
فإذا أيقنت المرأة وفهمت هذه الأحاديث وعرفت حقوق زوجها رضي الله عنها وأرضى زوجها عنها وفازت بسعادة الدارين.