حوار نحو أسر قرآنية

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : أميرة أحمد عبيد | المصدر : www.almurabbi.com

الدكتورة الفاضلة ابتسام الجابري نرحب بك معنا في هذا الحوار عبر موقع المربي،والذي سيحمل عنوان ""نحو أسر قرآنية"،ونرغب بداية أن تعرفينا على نفسك وعلى بعض خطواتك وانجازاتك العلمية والدعوية أثابك الله.

 

 

 


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ،الاسم ابتسام بنت بدر الجابري أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية بكلية التربية بجدة ،تخصص تفسير وعلوم قرآن ،خبرة تدريس لمدة أربع عشر عاما في كلية التربية بجدة والرياض .


أولا: الأسرة في القرآن


1.  دكتورتنا الفاضلة من المعلوم أن لفظ الأسرة (بمعنى الأسرة النووية) لم يرد في القرآن الكريم،ووردت ألفاظ مرادفة مثل :أهل،عشيرة، رهط،..، فهل يحمل هذا دلالة خاصة على نظرة الإسلام للأسرة المسلمة؟.

 


صلاح الأسرة فيه صلاح المجتمع ومن ثم الأمة بأسرها،فالأسرة لب المجتمع وأساسه فلا بد من الاهتمام بإصلاحها.


2. كثير من أحكام الأسرة والعلاقات الأسرية في القرآن الكريم نجدها قد نزلت بسبب نزول (مثال:معالجة نشوز الزوج والزوجة ،الطلاق ،الظهار..)فهل يحمل هذا دلالة معينة يمكن أن نستشف منها منهج القرآن في تربية الأسرة ؟.
 

 

 

 

 

 

 

 

 


8. دكتورة ابتسام ما هي أهم ملامح الأسر القرآنية؟ أو ما هي أهم صفات الأسر التي تتعهد القرآن هدفاً وسلوكاً؟


إن القرآن الكريم خلق لأفرادهم،وهو منهج سلوكي في حياتهم.


9. رمضان شهر القرآن ،بين تلاوة وقيام اجتمعت الأسرة المسلمة على تناوله وختمه،ثم أنقضى رمضان ،كيف يمكن للأسرة المسلمة أن تثبت بعد رمضان على تعهد القرآن خاصة وعلى الطاعة عامة؟


تعاهد الأبناء من حيث قراءة القرآن وقيام الليل وصيام النوافل.


10. القرآن الكريم..كان خلق للرسول صلى الله عليه وسلم،ومهر للمرأة المسلمة ،و وصِفَ الجيل المسلم الأول بأنهم قرآن يمشي على الأرض ...،دكتورة ابتسام هذه المعاني الرائعة وهذا التمثيل الراقي للتفاعل مع القرآن منهجاً وسلوكاً لماذا اختفى أو قل في محيط الأسرة والمجتمع المسلم المعاصر؟ وما هي سبل الإصلاح؟


    قلّ التماثل مع القرآن لما ابتعدت الأسرة المسلمة _إلا ما رحم ربي _ عن القرآن قراءة وتدبر وعملاً،ولا سبيل للإصلاح إلا بالرجوع إليه.


11. دائما ما تذكر مقولة مشهورة لأعداء الدين توضح أن أحد أهم أهدافهم هو "نزع الحجاب من على المرأة المسلمة وتغطية المصحف به" ،دكتورة ابتسام ،المرأة المسلمة الملتزمة بحدود الله والقرآن الكريم المنهج القويم هما حصنان منيعان للمجتمع المسلم، كيف تحقق المرأة المسلمة المنهج القرآني سلوكاً وفكراً؟


   لابد أن تهتم المرأة بالسمت الحسن لأهل الصلاح الذي افتقدته كثيرا من النساء اليوم إلا ما رحم ربي،ولا يعني ذلك ترك الزينة المشروعة.


12. دكتورة ابتسام نرجو منك اقتراح عدد من الكتب التي يمكن أن تعين الأسرة على تحقيق التربية القرآنية ،وتنصحين أن تشتمل عليها مكتبة كل أسرة ؟

 

 


     مجموعة "رسائل في التربية" تأليف محمد الحمد ،وهو كتاب قيم في الزواج والحياة الزوجية والتربية والأخلاق والسلوك،وكتاب "وقفات تربوية" لعبد العزيز الجليل.

 

رابعاً:الأسرة القرآنية والتحديات


13. دكتورة ابتسام في ظل ما تعيشه المجتمعات الإسلامية من غزو فكري وعقدي وتدخلات خارجية؛نشهد بين الفينة والأخرى دعاوى للتقليل من المناهج الإسلامية ،أو إعادة صياغتها بما يتفق مع أهداف أصحاب هذه الدعاوى، وربما نال القرآن الكريم كمنهج وحلق التحفيظ القرآن جزء من هذه الدعوات،ما دور الأسرة المسلمة في مواجهة هذه الدعاوى الباطلة ؟


التسلح بالعلم الشرعي وتعليمه للأولاد ومتابعتهم في تطبيقه تطبيقاً سليماً.


14. هل توجد معوقات داخلية في مجتمعاتنا المعاصرة يمكن أن تعيق الأسرة المسلمة عن تحقيق التربية القرآنية ؟


بلا شك،ولعل أبرزها من وجهة نظري الإعلام.


15. يحرص الفرد المسلم القويم على تعاهد القرآن تلاوة وحفظاً،ولكن قد تمر فترات يصاب بها بالفتور ،كما يمثل النسيان مشكلة أخرى لمن يهدف لحفظ القرآن الكريم،دكتورة ابتسام كيف يمكن للأسرة –كعمل جماعي – أن تتغلب على مشكلة الفتور والنسيان؟


    إشعار أفرادها بأهمية تعاهد القرآن وبيان خطر نسيانه،عمل مسابقات،التسميع،جوائز على الحفظ،تكريم الحفظة منهم،التنبيه على عظم أثر المعصية على حفظهم للقرآن ،وحضهم على كثرة الطاعات.


ختام:
16. دكتورتنا الفاضلة ما أهم ثمار التربية القرآنية فكراً وسلوكاً على الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم ؟


الفوز والفلاح في الدارين،البر والصلة،الرقي،الألفة.


17. كلمة أخيرة تتكرمين بتوجيهها للأسرة المسلمة؟


    لن ترتقي أمة القرآن حتى تكون أهلاً للقرآن { إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ }وكوننا نكون من أهل الله وخاصته، والقرآن شفيع وحجة لنا مطلب عظيم وعزيز ينبغي أن ترقى ذواتنا إليه حتى تحظى به.
جعلني الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته...اللهم آمين

 

 

 عناية الله بالأسرة عامة وبسائر أفرادها ،ابتداء بالزوج والزوجة ثم الأبناء والبنات وكل ما له صلة بهم.
والكثير من القضايا الأسرية الحاصلة اليوم هي ذاتها ،أو بشكل آخر وقعت حين نزول القرآن ،فبادر القرآن إلى علاجها فنجحت الأسرة المسلمة حين امتثلت المنهج والعلاج القرآني.

 

ثانيا:القرآن وتربية الأبناء

 


3. دكتورتي الفاضلة كيف يمكن للأسرة أن تغرس حب القرآن الكريم في نفوس أبنائها ؟.


‌أ) أن تنشئهم على محبة القرآن منذ الصغر،واحترام المصحف منذ نعومة أظافرهم،وتربي هذه المحبة في نفوسهم.
‌ب) أن يكون الوالدان محبان للقرآن وممثلان لنهجه.
‌ج) يحرص الوالدان على المحافظة على وردهما من القرآن ،وقراءته باستمرار وعدم هجره،وحض الأولاد على ذلك.
‌د) كثرة الاستشهاد بالآيات القرآنية وربطها بالحياة وأمورها.


4. تحرص الكثير من الأسر المسلمة _ولله الحمد_ على أن ينتظم أبناءها في حلقات تحفيظ القرآن الكريم،فهل ترين أن ذلك كافٍ لتحقيق تربية قرآنية؟


لا يكفي انتظام الأبناء في حلقات التحفيظ بل لابد من متابعة الأبناء في البيت.


5. ترتبط التربية القرآنية بحلق تحفيظ القرآن الكريم،والتي تسهم بلا شك بدور كبير وبارز في هذا الجانب،د. ابتسام ماذا تتوقع الأسرة المسلمة من حلق القرآن في سبيل تحقيق تربية قرآنية متكاملة؟


حلق التحفيظ نعمة عظيمة على الأسرة المسلمة،وكان لها دور عظيم في تحفيظ أجيال القرآن الكريم ولله الحمد ولكن لعل بعضها ينقصه الاهتمام بالجانب التربوي،وذلك حين يفقد الجيل القدوة الحسنة الممتثلة للنهج القرآني من المعلم في الحلقة والمربي في الأسرة،فينشأ جيل يحفظ القرآن دون أن يتمثل هذا الكتاب الكريم_والله المستعان_ فلابد للأسرة من الاهتمام بالتربية وعدم الاتكال الكامل على الحلق دون عمل دورها نحو هؤلاء الأولاد.


6. هل هناك سلوكيات وآداب يجب أن يحافظ عليها الوالدين ؛لكي يكتسب الأبناء حب وتعظيم القرآن الكريم؟


هناك سلوكيات عديدة لعل أهمها:حب القرآن الكريم وإظهار هذا الحب بتعظيم أمر القرآن ونهيه،وكثرة قراءته،وربطه بحياتهم ،حسن الخلق والعدل بين الأبناء،وإشباع عواطفهم،وتفسيرهم لآياته،حسن تربيتهم،تنبيههم على الاهتمام بتدبره وتأمل معانيه،وإشعارهم أنه لا توجد سعادة ولا راحة إلا بإتباعه.