مركز الهوايات الصيفي (مركز بلا أسر)

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : إبراهيم بن عبدالعزيز الخميس | المصدر : www.almurabbi.com

مقدمة:

قبل البدء:
كثيرة هي الدعوات الموجَّهة للمراكز الصيفية بضرورة التجديد، وتطوير البرامج والآليات.. ومع أن المراكز الصيفية بتوفيق الله خطت خطوات رائعة، وخاضت تجاربها في نماء مستمر وتطور متزايد؛ ومع ذلك فقد حافظت طيلة تلك السنوات على نمطية واحدة (إدارة، إشراف ثقافي واجتماعي..، أسر)، ونحن في مركز ثانوية المذنب الصيفي ومن خلال تجربتنا المتواضعة العام الماضي نعتقد أنه قد آن الأوان لتغيير هذه النمطية، والانطلاق به انطلاقة جديدة تواكب ما يعيشه الطلاب في ظل الانفتاح الإعلامي وكثرة الملهيات.. 
وقد كان لنا في العام 1424هـ تجربة جديدة حاولنا من خلالها تغيير تلك النمطية، ومع أننا العام الماضي لم نتمكن من إتقان مشروعنا التجديدي، إلا أننا اكتسبنا بفضل الله وتوفيقه خبرة جيدة وتصوراً مقبولاً لمركز "الهوايات".. وحسبنا أن خطونا الخطوة الأولى .
مركز بلا أسر:
من أوائل من طرح هذا المصطلح على ما نعلم الأخ/عبد الرحمن الدريهم في موقع المربي، ومع أننا نحينا منحىً آخر غير ما أراد الكاتب إلا أننا استفدنا من الأطروحة في الجملة.
تقوم فكرتنا (مركز الهوايات) باختصار على إلغاء الإشراف (الثقافي، الرياضي،..) وتوزيع تركته على الأسر وتسميتها لجان، وإعطاء كل لجنة تخصص معين وعمل محدد. ويختار الطالب اللجنة التي توافق ميولاته ورغباته. يشرف على هذه اللجان هيئة تنسيقية تتكون من (مدير المركز"المشرف العام"، الشؤون الإدارية والمالية"المشرف على النشاط"، الشؤون الطلابية والتربوية"المشرف على المستوى التربوي للأنشطة").
ما الفائدة التي نجنيها؟
سنحقق من خلال هذا الطرح عددا من الفوائد:
1- تغيير نمطية المركز: وهذا أمر مهم في ظل كثرة المغريات والتحولات في مجتمعنا، وربما سمعنا من يشكو ضعف الإقبال على المراكز الصيفية، لعل من أسباب ذلك: جمود المراكز على الطريقة نفسها منذ أكثر من عشرين سنة!!
2- إدارة العمل إدارة مؤسسية: ونحن نتحدث دائما عن العمل المؤسسي وأهميته، إلا أننا في الحقيقة نمارس المركزية في مشروع من أهم مشاريعنا التربوية، ونعاني من ضعف القدرات الإدارية لدى عدد من مشرفي المراكز.. والسؤال: ألا نستطيع إدارة مؤسسة طلابية؟!.
3- إخراج طاقات جديدة والاستفادة من قدرات الطلاب: إذ أننا سنستفيد من الطلاب من خلال مساهمتهم في إدارة أنشطة المركز.
4- وهو تابع لما قبله، زرع الإيجابية في الطالب: لأن الطالب في مركز الهوايات ما هو إلا موظف يؤدي أعمالا محددة!، أما في السابق فربما كانت الصورة بالشكل التالي: (عدد من الطلاب يحضرون إلى المركز ليستمعوا، ويشاركوا فيما يطرح لهم.. دون أن يكون لهم دور فاعل في صناعة البرامج وإدارة النشاط). وننبه هنا: أن عددا غير قليل من الطلاب سيبقى ضعيف التفاعل، لكننا أعددنا له ما يناسبه!.
5- ممارسة الطالب للهواية التي يرغبها، وتوجيه طاقته وفق توجهاته ومهاراته: وأي فائدة في إشغال الطالب المهتم بطلب العلم مثلاً بنشاط مسرحي؟!.. ومما يلاحظ أحيانا أن إبداعات الطلاب ربما وئدت في خضم انشغال رئيس الأسرة بالأنشطة المختلفة، لكن إذا جمعنا محبي الحاسب الآلي في بوتقة واحدة، والمهتمين بالعلم الشرعي في مجلس واحد، وهواة التمثيل، والإنشاد..... وهكذا؛ أعتقد أننا سنستثمر الطاقات بشكل كبير، ونوجهها التوجيه الأمثل، وسنستقطب طائفة من الطلاب بسبب تلك الهواية...    
6- إزالة الفوارق بين المشرف (المربي) والطالب (المتربي): فليس ثمة إشراف ولا مشرفون إلا هيئة التنسيق والمتابعة.
7- الراحة النفسية لدى مشرفي المركز، وذلك لزوال الضغط النفسي بسبب المنافسات التي كانت تجرى بين الأسر.
هذه جملة من الثمرات التي ستتحقق – بعد توفيق الله – من خلال (مركز الهوايات)، ولا يعني عدم وجود سلبيات لهذه الفكرة، إذ الكمال عزيز ، والله الموفق.
تنبيهات:
من خلال تجربتنا العام الماضي اتضح لنا ما يلي:
1- حاجة مشرفي المركز إلى الفقه الإداري: يلزمنا إذا أردنا تطبيق الفكرة بشكل جيد إعطاء مشرفي المراكز دورات إدارية: في التخطيط وتكوين فرق العمل، وإدارة الأفراد، بالإضافة إلى تطويرهم في إدارة أنفسهم وأعمالهم،وتنظيم أوقاتهم، وتنمية مهاراتهم في الاتصال، وتعزيز سلوكياتهم.
2- حاجة المركز إلى طلاب ذوي مهارات متنوعة: وقد لاحظنا اعتماد المركز العام الماضي على أشخاص معدودين خاصة فيما يتعلق بتقنيات الحاسب الآلي، ونرى أنه لابد من التعرف على توجهات الطلاب وهواياتهم ومهاراتهم لتطويرها وتدريبهم قبل بداية المركز الصيفي بوقت كافٍ.
3- حاجة المركز إلى من يهتم بسلوكيات الطلاب: إذ في غمرة النشاط تضيع "التربية"!! وقد عالجنا هذا من خلال تخصيص معلم داخل الهيئة التنسيقية كمشرف تربوي يراقب المستوى التربوي لأنشطة المركز، ويطرح خطة تربوية مبنية على الأهداف التربوية المدروسة، ولايترك هذا الأمر لاجتهادات رئيس اللجنة، بالإضافة إلى تواجد هذا المرشد داخل المركز كمرجعية تربوية للطلاب.  
4- غياب التنافس بين اللجان، مما يشعر البعض بوجود برود في نشاط المركز: ويمكن التغلب على هذه السلبية من خلال النقاط التالية:
أ‌- نقل التنافس إلى داخل اللجان، وإيجاد حوافز لتنافس أعضاء اللجنة فيما بينهم.
ب‌- إعداد خطط مفصلة تفصيلاً دقيقاً ومحددة زمنياً في وقت مبكر، يجعل اللجنة مضطرة لتنفيذ ما خططت له تنفيذا دقيقاً.
ت‌- تدريب رؤساء اللجان وتطويرهم إدارياً، وتدريب الطلاب؛ سيساعد بإذن الله على تجاوز هذه المشكلة.
ونشير أخيراً إلى أن أنواع اللجان وعددها يختلف من مركز لآخر، وهو قابل للتطوير والتغيير؛ إنما المهم هو تغطية أكبر قدر ممكن من الهوايات..
خاتمة:
الأفكار مع النقاش والحوار تتطور وتتحسن، والتجارب مع الأيام تنضج وتسمو.. وتوفيق الله وتسديده للمخلصين فوق كل شيء.
(وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ)(الأحزاب: من الآية4)


تنزيل الملف كاملا