الخصائص الأسلوبية وتشمل مهارة المربّي في استخدام الأساليب غير المباشرة في التعليم، وقدرته على استخدام المقدّمات والمداخل والأساليب التمهيدية عند نقل المعلومات والخبرات إلى المتربّي. الأساليب غير المباشرة: فالأسلوب التأثيري غير المباشر، مثل تقبّل شعور المتعلم، وإلقاء الأسئلة، والاستبشار عند حدوث التّجاوب من المتربّي، وإظهار المدح له، كل ذلك له أثر في زيادة مشاركة المتربّي وفي تحسّن عاداته وفي إيجابيته التعليمية . كذلك إتاحة الفرصة للمتربّي ليشارك بطرح آرائه ووجهات نظره، وليقوم بالأبحاث المقالية التي يكتب عليها المعلم تقويماً تفصيليّاً، وملاحظات تشرح إيجابيّات وسلبيّات تلك الأبحاث، كل ذلك يعد أسلوباً مفيداً في إيجاد الانسجام والتفاعل، وفي بناء علاقة قوية خارج الإطار الرسمي التقليدي . والمربّي – عموماً - إذا اتسم بالحصافة والنّباهة اللتين تهديانه إلى إيصال التوجيه والخبرة للمتربّي بطريقة عفوية نابعة من ذات البيئة التربوية وظروفها، وبأسلوب غير مباشر ولا ممل، فإنه يستطيع بناء علاقة أوثق، وتفاعل تربوي أعمق. أمّا إذا كان مباشراً في النّصح والتوجيه والتعليم؛ فإنه يفتقد التفاعل بقدر المباشرة. ومما يلفت النظر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكثر من استخدام التربية غير المباشرة، فهو أحياناً يقوم بالتوجيه والتعليم مستثمراً أحداثاً معينة لكن دون تخصيص، وبأسلوب: ( ما بال أقوام ) إشارة إلى أناس وقعوا في أخطاء وله عليهم ملاحظات، فينبه إلى ما يريد دون جرح لمشاعر أحد، وبهذا يستفيد الناس عامّة عن طريق التعليم بالحدث، وأحياناً بالمدح مع لفت الانتباه وبأسلوب: ( نعم الرجل عبد الله لو كان يقوم من الليل ) وأحياناً بالتنويه بالرّجل بما فيه، وفي هذا جذب وكسب وتأنيس وتدريس، وذلك مثل قوله لأشج عبد القيس، وكان سيد قومه: " إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله: الحلم والأناة " رواه مسلم (17). المداخل والأساليب التمهيدية: يجب إعداد المتعلم ذهنّياً للأفكار الجديدة والأنشطة التعليميّة المستحدثة، وقد يتم ذلك ببعث الرغبة في التعلّم، أو بشرح الغرض من النشاط التربويّ المعيّن، ولابد للمعلّم الفعّال من معرفة الوضع الذهني للمتربّي، فإذا كان في ذهن المتربّي غرض ينوي تحقيقه، فإنّ أيّ تدخل يعوق هذا الغرض لن يحظى منه بغير الرفض، إلا أن يكون النشاط التربويّ من نوع يخدم غرض المتعلم أو مما يهتم به . وإذا كان المربي ناجحاً في جلب ذهن المتعلم، ومُجيداً في استخدام الأساليب التمهيديّة كان أقرب إلى ذهنيّة المتربّي وأحب إلى نفسه، وأكثر تقبّلاً وانسجاماً. ومن المداخل المهمّة أن نلفت انتباه المتعلم إلى الموضوع عن طريق القصة أو الحادثة المناسبة، وعن طريق الأمثلة المستثيرة للذهن مما له ارتباط بالنشاط التربوي المقصود، وعن طريق استخدام المعلومات السابقة لدى المتعلّم وخصوصاً السارة والمحببة لديه. أما دخول المربّي في الموضوع المطروح والخبرة التربوية الجديدة، دون مقدّمات ومهيّئات فإنه يثير مقت التلميذ، ويؤدي إلى انصرافه وسلبيته، ويغلق على المربّي باب التفاعل والانسجام من بداية العملية التعليميّة، وهو سلوك يثبّط همة المتربّي، ويجعل استيعابه وإقباله محدودين.