ويهدف هذا العمل إلى وقف معاناة المريض الذي يكون قد فقد في الغالب الغضروف الذي يحمي عظام الركبة من الاحتكاك.
وكانت أول عملية استبدال للركبة جرت في العام 1968، وكانت الحدث الأهم في عالم جراحة العظام في القرن الماضي. وفي الواقع فإن أكثر من 300 ألف مريض يخضعون لعمليات جراحية لتركيب ركب اصطناعية كل عام في الولايات المتحدة وحدها.
إن الركبة هي المفصل الأكثر أهمية في الجسم حيث تكون الحاجة ماسة إلى نشاطها في أي عمل يقوم به الإنسان يوميا. وتتكون الركبة من الطرف السفلي بعظمة الفخذ التي تدور وتتحرك على الطرف العلوي بعظمة القصبة وعلى كأس الركبة (الصابونة) في ثلم يقع في طرف عظمة الفخذ. وتتصل أربطة ضخمة بعظمة الفخذ والقصبة من أجل ثبات الركبة. وتمنح عضلات الفخذ الطويلة القوة لها. وتغطى السطوح حيث التقاء العظام الثلاث بمادة غضروفية خاصة ناعمة الملمس تقوم بلعب دور الوسادة التي تستند إليها تلك العظام لتمكنها من الحركة السهلة.
أما كل السطوح المتبقية من الركبة فهي مغطاة بغشاء ناعم رقيق. ويطلق هذا الغشاء مادة سائلة خاصة تقوم بعملية تشحيم الركبة مما يقلل احتمالات الاحتكاك في الركبة الصحية إلى صفر. وعلى الأغلب فإن تلك الأجزاء الثلاثة المتصلة بالركبة تقوم بأداء أدوارها بتناغم ودقة كبيرين، لكن إصابة تلك المنطقة بالأمراض أو بحادث ما يضر بها تكون من نتائجه أن يعاني المريض من الألم وتضعف عضلاته وتتقلص وظيفة الركبة إلى أدنى حد.
التهاب الركبة من أكثر الإصابات شيوعا وهي حالة تجعل المريض غير قادر على تحريك ركبته التي تصبح عاجزة عن القيام بوظائفها. ومن الحالات المرضية الأخرى الإصابة بالروماتيزم المؤلم، والالتهاب العظمي المفصلي يحدث في العادة بعد سن الخمسين وفي هذه الحالة تصبح عظام الركبة طرية وتتآكل وينجم عن ذلك حدوث تآكل تدريجي نتيجة لاحتكاك العظام الواحدة على سطح الأخرى، وهو ما يؤدي إلى التسبب في نشوء ألم شديد وإلى تيبس في حركة الركبة.
الروماتيزم وهو المرض الذي يجعل الأغشية الناعمة الزلالية تصبح كثيفة نتيجة للالتهاب، وهو ما يؤدي إلى زيادة إفراز السائل الزلالي بصورة مفرطة مما يؤدي إلى ملء الفراغات الموجودة في الركبة. ويؤدي ذلك إلى حدوث التهاب يعمل على إلحاق التلف بالغضروف، وفي نهاية المطاف إلى التسبب في تلاشي ذاك الغضروف يتبعه ألم شديد في الركبة.
الأسباب التي تجعلك تستفيد من عملية استبدال الركبة بالكامل تشمل الأمور التالية :
ويلاحظ أن معظم المرضى الذين يخضعون لعمليات تبديل الركبة، تتراوح أعمارهم ما بين الستين والثمانين.
يتكون التقويم العظمي الجراحي من مكونات عدة :
ينبغي أن يفهم المريض طبيعة الإجراءات الجراحية التي يمكن أن تجعل العملية ناجحة أو قد تجعلها غير ذلك، وهي عناصر مهمة في اتخاذ القرار فيما إذا كان المريض يرغب أو لا يرغب في إجراء العملية. ويمكن ملاحظة أن 90% من الأشخاص الذين يخضعون لعمليات استبدال الركبة يشعرون بتحسن خاصة تراجع الألم وبتحسن كبير في القدرة على القيام بالأنشطة الشخصية اليومية.
لكن لا بد للمريض أن يعي أن الركب الاصطناعية لا تعني أن يقوم المريض بعد الشفاء بأنشطة رياضية من الدرجة الأولى كما كان في السابق أي قبل أن يصاب بحالة بالتهاب المفصل. في أعقاب العملية الجراحية ينصح المريض بتجنب بعض أنواع الأنشطة بما في ذلك القفز لمسافات عالية وتستمر تلك الاحتياطات حتى آخر حياة المريض.
ويلاحظ أيضا أنه مع الاستخدام العادي والنشاط تطور كل ركبة مستبدلة بعض الاهتراء في الركبة. كما أن النشاط المفرط أو الوزن قد يسرع هذا الاهتراء الطبيعي ويؤدي إلى التسبب في أن تصبح الركبة رخوة ويبدأ الألم بالعودة من جديد. ولكن مع قيام المريض بنشاط يتناسب مع الوضع الصحي الجديد فإن الركبة المستبدلة يمكن أن تعيش لسنوات طويلة.
يتم القيام بفحوصات عدة مثل أخذ عينات للدم وتخطيط القلب وأخذ عينة من البول، وذلك قبل أن يخطط جراح العظام القيام بالعملية الجراحية.
كما ينبغي ألا تكون هناك أية أمراض جلدية أو حساسية على الجلد عند الركبة والساق. وكذلك في حال وجود ورم مزمن في الجزء السفلي من الساق. ويفضل إبلاغ جراح العظام بمثل تلك التفاصيل قبيل العملية الجراحية، وفي حال وجود أي من تلك الحالتين فإن الأفضل إعداد البشرة للعملية. وقد تنصح بالتبرع بدمك قبل العملية وسيتم تخزين الدم الذي ستحتاج إليه بعد الجراحة.
وينبغي على المريض أن يبلغ طبيب الجراحة العظمية بالعلاجات الطبية التي يخضع لها، وسيبلغ الطبيب المريض أي من تلك العلاجات التي ينبغي إيقافها وأي منها التي يمكن الاستمرار في تناولها بعد الجراحة.
وعلى الرغم من أن حوادث العدوى بعد استبدال الركبة نادرة الحدوث فإن العدوى المرضية قد تأتي عن طريق البكتيريا التي تدخل من الفم عن طريق تيار الدم إلى الركبة. وينبغي التفكير بجدية في خلع السن المتسوس وينبغي تنظيف الأسنان تماما قبل إجراء عملية استبدال الركبة.
وعلى الرغم من أن المريض سيكون قادرا على المشي مستعينا بعكازين أو جهاز المشي (مشاية) بعد فترة وجيزة من إجراء العملية، إلا أنه ينبغي أن يعفى لبضعة أسابيع من الطهي، التسوق، الاستحمام والقيام بأعمال الغسيل وحده، كما أن على المريض قبل الخروج من المستشفى أن يعد ترتيبات مقدما لمعرفة من سيأخذه من المستشفى، وينبغي أن يعد نفسه للإقامة لفترة قصيرة في مركز للرعاية إذا لزم حتى يحظى بالرعاية والعناية خلال فترة التعافي.
ويعتمد ذلك على حجم القطعتين، ويمكن للركبة الاصطناعية أن تستمر تعمل بكفاءة ما بين 15 إلى 20 عاما بنسبة 95 %، ما أن يحضر المريض إلى المستشفى حتى نقوم بإعطائه مهدئات حتى ينام وعلى الأغلب نقوم بتخدير الجزء السفلي من جسمه، وعند انتهاء العملية ويزول مفعول التخدير لن يشعر المريض بالألم الذي كان يشعر به دائما في السابق.
وخلال العملية تظل الركبة في وضعية الثني حتى تبرز كل القطع التي سيتم استبدالها، وفي العادة يلجأ الطبيب إلى البدء بالعملية من الجانب الأمامي للركبة أي أمام كأس الركبة مباشرة ويتم فتح شق وتزاح العضلة الرباعية إلى الجانب لكشف أسطح العظام. وبعد أخذ مقاسات عدة لضمان أن الركبة الجديدة ستتخذ موقعها بالصورة المناسبة.
وعقب ذلك نقوم بتقليم أطراف العظم التالفة والخشنة سواء في رأس عظمة الفخذ أو عظمة القصبة ويتم التخلص من الأجزاء الضعيفة، ويقوم الطبيب بتجويف جزء من رأس عظمة القصبة حتى يمكن إدخال وتد المفصل المعدني ليصبح على نفس مستوى المفصل الطبيعي قبل العملية الجراحية، ويقوم الطبيب الجراح بإعادة الأربطة المنكمشة إلى وضعها الطبيعي حتى تقوم باستعادة دورها العادي في تحريك الركبة.
وبعد ذلك يقوم الطبيب باختبار القطعة البديلة، ويفحص توازنها وفي معظم الحالات نقوم باستخدام مادة أسمنتية خاصة لتقوية الأماكن التالفة من العظم حيث بعملية ترميم شاملة. وتتكون المواد الاصطناعية البديلة من مواد قوية قادرة على مقاومة التآكل لفترات طويلة، ونقوم بوضع غطاء بلاستيكي صغير على «الصابونة» أو كأس الركبة، تلك هي عملية استبدال الركبة.
وبعد العملية يبقى المريض في المستشفى لبضعة أيام، وغالبا ما يستغرق الشفاء من 4-3 أسابيع، ويشعر المريض بتحسن مباشرة بعد العملية، ويعطى الأدوية المناسبة حتى يشعر دائما بالراحة ومن المهم أيضاً بعد العملية أن يبدأ المريض بتحريك ركبته مباشرة.
وقد يصف الطبيب أدوية خاصة لمنع حدوث التجلط ولتقليل احتمال ورم الركبة، ويفضل أن يحرك المريض ركبته حتى وهو مستلق في السرير، وتقليل الورم برفع الساق وتحسين الدورة الدموية بتحريك عضلات الساق.