الإدارة النموذجية للفصل

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : علي السيد | المصدر : www.almurabbi.com

إدارة الفصل هي مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها المعلم داخل الفصل طوال الحصة الدراسية؛ لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه الحصة.
أو بتعريف آخر هي: قدرة المعلم على إيجاد بيئة مناسبة للتدريس داخل الفصل مع المحافظة عليها طوال زمن الحصة.

• أنماط إدارة الفصل:

1. الإدارة الفوضوية.
2. الإدارة التسلطية.
3. الإدارة الشورية (وهي أفضل الأنماط) .

• العوامل المعينة على إدارة الفصل:

= عوامل تتعلق ببيئة الفصل الطبيعية أو بعبارة أخرى (تهيئة غرفة الفصل):
1- تنظيم مقاعد الطلاب.
2- مراعاة التهوية الجيدة.
3- مراعاة الإضاءة المناسبة للفصل.
4- الاهتمام بنظافة الفصل.
5- نظافة السبورة وترتيبها.

= عوامل تتعلق بالمعلم واستعداده للدرس:
1- التخطيط الكامل للدرس ذهنياً وكتابياً.
2- الحضور إلى الفصل في الوقت المحدد دون تأخير، ويمكن أن يكون المعلم موجوداً داخل الفصل قبل الطلاب وهنا عليه استقبالهم، وإجلاسهم في أمكنتهم، وكتابة الأمثلة على السبورة قبل دخولهم.
أما إذا حضر في الوقت المحدد فعليه ألا يدخل غرفة الصف إلا بعد التأكد من صمتهم، وعدم حركتهم، وعدم انشغالهم، واستعدادهم للبدء في الدرس.
كما أن على المعلم إذا دخل أن يبدأ بالسلام، والاستماع منهم، إذا كانت هناك مشكلات يريدون حلها، فمثلاً: إذا كان هناك أوراق إجابات لأسئلة طرحت عليهم في الدرس السابق على المعلم أن يعطيهم الدرجات حتى لا تنشغل أذهانهم عن الدرس.
3- إحضار جميع الأدوات التي يحتاجها المعلم (أقلام، كراس التحضير، سجل متابعة الدرجات) .
4- الاستثارة للطلاب كل درس قبل التمهيد له، أي التهيئة للدخول في الدرس، كأن يقول: درس اليوم مهم جداً، وكثيراً ما تأتي الأسئلة منه.
أو يقول هذا الدرس إذا ركزت انتباهك فيه، ستصبح لديك قدرة على إعراب المبتدأ والخبر في أية جملة.
أو يقول: في داخل هذه اللوحة شيء مهم، سأعرضه عليكم في حينه، وهذا إذا كان يحمل لوحة عند دخول الفصل.
5- استخدام السبورة بشكل مستمر من حيث المضمون والشكل (المادة العلمية، التنظيم، حسن الخط).
6- استخدام الوسائل التعليمية المتنوعة، إذ أنّ الوسيلة أداة معينة على فهم الطالب للدرس أياً كان، فهي:
أ‌- تختصر الزمن: فمثلاً كتابة المعلم للخلاصة أو الأمثلة على السبورة يأخذ من وقت الدرس الكثير، فإذا كانت هناك وسيلة مكتوبة فإنّها تختصر زمن الكتابة.
ب‌- كذلك فالوسيلة تبعد عن الدرس الرتابةَ التي اعتادها الطلاب في الدروس، وتجدّد في أساليب شدّ انتباه الطالب إلى الدرس المراد فهمه.
وكلما كانت الوسيلة فيها من الجدة والإتقان والعلاقة بموضوع الدرس، والعرض في الوقت المناسب، وإبعادها عن أنظار الطلبة حال الانتهاء منها، كلما كان أثرها في استيعابهم للدرس المعطى أكثر، وكذلك في تحقيق الأهداف التي وضعها المعلم نصب عينيه.
7- تجنّب الخروج من موضوع الدرس، إلا لضرورة ملحة.
8- عدم الجمود في مكان واحد داخل الفصل، وأن يكون المعلم وسطاً في التقليل من حركته داخل الفصل، وكذلك سرعته، حتى لا يشتت انتباه الطلاب.
9- تنويع نبرة الصوت وعدم جعله على مستوى واحد.
10-  استثمار زمن الحصة في الاستثارة، والتمهيد، والعرض، والتطبيق بشكل دقيق ومنظّم يكون قد دُرس سابقاً أثناء التحضير الذهني والكتابي، وعدم ترك الطلاب دون فائدة ولو لدقائق محدودة.
11- البعد عن الأسلوب الإلقائي المملّ، لأن هذا الأسلوب لا يتناسب إلا مع الطلاب ذوي التعليم العالي عادة.
12- القدرة على تنويع طريقة الشرح من حين لآخر.

= عوامل تتعلق بحفظ النظام داخل الفصل:
1- بث الطمأنينة في نفوس الطلاب.
2- إظهار السلوك المرغوب فيه عن طريق الثناء غلى فاعله، فللثناء والمديح مفعول لا يجهله عاقل.
3- البعد عن السخرية من أي طالب لما لهذا الأمر من أثر سلبي على مسيرة الطالب الدراسية، وهو أمر منهي عنه شرعاًً، يقول سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ). [الحجرات:11]. كذلك على المعلم أن يبتعد عن لوم الطالب المخطئ.
4-  4.عود طلابك على السلام عند دخول الفصل، والاستئذان بهدوء قبل دخول الفصل إذا جاءوا متأخرين، وكذلك قبل الإجابة عن أي سؤال تطرحه عليهم.
5- تشجيع الإجابة الفردية المنظمة، وترك الإجابة الجماعية غير المنظمة.
6- التزام الهدوء وضبط الأعصاب تجاه بعض الممارسات الخاطئة، أو الاستفزازات المقصودة من قبل بعض الطلاب.
7- تحديد مصدر الإزعاج فور حدوثه، ومن ثم معالجته بحكمة ورويَّة.
8-  العدالة في معاملة الطلاب، من حيث توزيع الأسئلة، ولهجة الخطاب، ووضع الدرجات، وغير ذلك من الأمور التي تنعكس على نفسية الطالب تجاه المدرس من حيث الحبّ والكراهة.
9- الابتعاد عن العنف في معاملة الطالب، فالرفق كما ورد في حديثه عليه الصلاة والسلام: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا ينزع من شيء إلا شانه". [رواه مسلم:2594] .
10- استخدام أساليب التشجيع المعنوي كالعبارات الطيبة (رائع، ممتاز، أحسنت،... )، وكذلك أساليب التشجيع الحسي: كالهدايا، وغير ذلك من فوزٍ برحلة، أو نزهة ... .
11-  مطالبة الطلاب بإبعاد الأقلام والكتب وغيرها أثناء الشرح (إذا لم تكن هناك حاجة لها).
12-  عدم الانشغال مع طالب، أو مجموعة من الطلاب دون متابعةٍ للبقية، إذ إن ذلك يؤدي إلى انتشار الفوضى في الفصل.
13- مراعاة الفروق الفردية بين الطلاب أثناء الشرح، وعند طرح الأسئلة.
14- مصادرة الأشياء التي تخل بالنظام داخل الفصل.
15-  عدم تحديد اسم الطالب قبل طرح السؤال، لأن ذلك قد يؤدي إلى اضطرابه، وتشتيت معلوماته.
16- إشراك جميع الطلاب في الشرح والمناقشة، ولا تنس أن تجعل الأسئلة السهلة من نصيب الطلاب غير المشاركين والمتدنية مستوياتهم؛ فذلك يرفع من معنوياتهم، ويدفعهم إلى الاستزادة كلما أثنيت عليهم.
17- التّغاضي عن بعض الهفوات البسيطة التي تصدر من بعض الطلبة، ومحاولة معالجتها بتوجيه نظرات حازمة من عينيك نحو فاعلها.
18- عدم التهاون أو التغاضي عن الأخطاء الجسيمة والفادحة، التي تؤدي إلى الإخلال بنظام الفصل، أو تمس شخصية المعلم.
19- عدم معاقبة الطالب المخطئ بإخراجه من الفصل، بل عليك إرساله إلى المرشد الطلابي أو الوكيل بمعيَّة أحد الطلاب الموثوق بهم.
20-  لا تصف الطالب بالمهمل، أو الفاشل، أو غير ذلك من الصفات التي قد تأتي بنتائج عكسية. وعليك أن توجه الوصف لسلوك الطالب وليس للطالب ذاته، كأن تقول مثلاً: الإهمال للواجب أمر غير مرغوب فيه، وقد يؤدي إلى أمر لا تُحمدُ عقباه.
21- استعمال سجلات المتابعة لرصد سلوك الطالب ودرجاته، فذلك يزيد من فاعلية الطلاب مع الدروس ويقضي على كثير من السلوكيات غير المستحبة.
22- اختم حديثك بكفارة المجلس: "سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك" وكن قدوة صالحة لطلابك.

= بعض العوامل المؤدية إلى الإخلال بإدارة الفصل:
1. تأخر المعلم عن الحضور إلى الفصل، إذ هو الشرارة الأولى في إثارة الفوضى داخل الفصل.
2. كثافة أعداد الطلاب داخل الفصل.
3. ضعف العلاقة بين المعلم والمتعلم.
4. الانفعال وسرعة الغضب.
5. التدني في مستوى المعلم العلمي (أي: عدم تمكنه من مادته العلمية).
6. ضعف التأهيل التربوي للمعلم.
7. إهمال الإعداد الذهني.
8. ضعف شخصية المعلم.
9. تهاون بعض إدارات المدارس في معالجة المشكلات السلوكية.
10. عدم معرفة بعض المعلمين لخصائص نمو طلاب المرحلة التي يدرسها.
11. انعدام التعاون بين المعلم وإدارة المدرسة (مدير، وكيل، مرشد).
وأخيراً لا يمكن أن تكون هناك إدارة نموذجية للفصل دون أن يكون هناك معلّم نموذجي.

= وهذا المعلم لابد أن يتصف بصفات أهمها:
1. أن يستشعر عظم المسؤولية الملقاة على عاتقه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كُلُّكُمْ راعٍ وكُلُّكُمْ مَسْئولٌ عَنْ رَعِيَتِه". [رواه البخاري:893] .
2. الإخلاص.
3. التقوى.
4. الحِلم.
5. العلم بمجال التخصص.
6. القدوة الحسنة في حديثه، وملبسه، وحضوره المبكر إلى المدرسة، وذهابه إلى الفصل دون تأخير، وهذه القدوة تجعل الطالب مدفوعاً برغبة لا يشعر بها نحو محاكاة هذا المعلم.
7. الإلمام بالخصائص النفسية للمرحلة التي يعلِّمها.
8. التفاؤل.
9. العطف.
10. حسن التصرف.
11. حسن الأسلوب.
12. حسن متابعة الطلاب.
13. ربط الموضوعات بالعقيدة الإسلامية.
14. الرحمة.
15. الموضوعية.
16. النشاط والحيوية.
17. مراعاة الفروق الفردية.
18. بناء العلاقات الجيدة مع زملائه، وطلابه، وأولياء الأمور.
19. استعمال الوسائل الحسّيّة، وشبه الحسّيّة.
20. التنويع في أساليب التدريس.
21. القدرة على إدارة الفصل.

 

 

 

• وختاماً أخي المعلم:
يمكن أن نختصر الكلام عن إدارة الفصل بالقول: الإدارة هي العلاقة بين المعلم والطلاب والوسائل التعليمية، فإذا أحسن المعلم الربط بين هذه الأشياء الثلاثة يكون قد أحسن إدارة الفصل.
* الفصل بدون إدارة نموذجية يكون في حالة لا تسمح بتحقيق أهداف التحصيل المعرفي والوجداني والمهاري المرجو.