حوار: مفهوم التقويم التربوي وأهدافه وأدواته

الناقل : mahmoud | الكاتب الأصلى : محمد عيد العباسي | المصدر : www.almurabbi.com


 فضيلة الشيخ المربي محمد عيد العباسي يقول:

لكل مرحلة عمرية طرائق وأساليب و طرق قياس يجب أن تراعي نفسية المتعلم وطريقة تفكيره، ولذلك تختلف الاختبارات في كل مرحلة عن الأخرى.
======================================
البيت ركن من أركان التربية والإدارة كذلك، فحينما تجتمع هذه الأركان مع المعلم والمنهج وتتعاون وتؤدي دورها الصحيح لاشك أنّ نجاحنا التربوي سيكون باهراً.
======================================
الاختبار أحد وسائل التقويم التربوي وليس كلها، وإذا أُدي بالشكل الجيّد والناجح يمكن أن يقيس ما حصّله الطالب فعلاً في فترة زمنية معينة، ويستطيع أن يساعد على إصدار حكم.
======================================
التقويم عملية خطيرة ومهمّة تحتاج إلى إعداد طويل وإلى أهلية خاصة ولا يصلح كلّ إنسان ليقوم بهذا، فهو أمر يحتاج إلى صفات خاصة.
=================================
اعتاد كثيرٌ من المدرّسين أن يجعل أمر الاختبارات أمراً ثانوياً، فإذا كانت الاختبارات بعد أسبوع فإنه يؤجل تهيئة الاختبار لليوم الأخير، ثم في نصف أو ربع ساعة يفتح الكتاب ويقوم باختيار بعض الأسئلة ويضمن أنه يُكفى المئونة! وهذا شئ غير معقول! وهو من خيانة الأمانة!
====================================
من الواجب أن يُعلّم الطالبُ حرفةً في المرحلة المتوسطة، فإذا لم يتهيأ له أن يتوظف فيمكنه أن يشتغل بالحرفة التي تعلمها فينفع الإسلام والمسلمين بحرفته.
==================================
إن لم ينجح الطالب أو كانت نتيجته سيئة فيجب أن لا نهمله ونتركه، بل يجب أن نلومه ونعاتبه ونتلطف في ذلك بلا قسوة، بشرط أن يكون قد بذل جهده وتوجه الوجهة الصحيحة، أما إذا رأيناه قد أهمل فيجب أن نقول له: ( هذه نتيجة إهمالك، ولذلك يجب أن تأخذ درساً من هذا الأمر ).

==================================

 

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
محاورة فضيلة الشيخ المربي محمد عيد العباسي أمر محفوف بالفائدة الغزيرة، فالرجل يعدّ من أبرز تلاميذ علامة الديار الشامية محمد ناصر الدّين الألباني عليه رحمة الله وفوق هذا فهو رجل ضليع في العلوم التربوية العصرية، وهو بهذا يتناول هذه العلوم الحديثة وينظر إليها من منظار الأصالة ويسوقها على خطاها.
وقد سعدنا كثيراً في موقع المربي بمحاورة فضيلته، يسوقنا في هذا الحرصُ على عكس قَدْرٍ من معارفه، لينهل منها متصفحو موقعنا، سائلين الله أن نكون قد وُفقنا.
 وحوارنا هذا مع فضيلته يدور في مضمونه حول مسألة التقويم التربوي وأهدافه وأدواته وما يلحق بها من اختبارات وقضايا متعلقة بها، فإلى مضابط الحوار:


 

 س1: بدايةً نود أن نسأل عن مصطلح التقويم التربوي، فهو مصطلحٌ نسمع به كثيراً، خاصّة في فترات الاختبارات، فما معناه وما هو المراد به؟
ج: إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له.
أمور التربية في زماننا تشغل حيزاً كبيراً من اهتمام الناس وحُقَّ لها ذلك، فإن التربية هي الوسيلة لتغيير مجتمعاتنا من سيئ إلى حسن بحسب المناهج والمقررات وهو أمر مهم، وكما يقال: أعطني تربية صحيحة أعطك أمة صالحة وقوية، فالتربية غرضها إنشاء جيل بمواصفات معينة يحقق أهداف الأمة، ويحقق عاداتها وعقائدها، والصورة التي تطمح إليها في حياتها وفي مستقبلها.
التقويم التربوي.. كلمة تقويم تفيد إعطاء الشيء قيمة، وبصورة أو بتعبير آخر إصدار أحكام. فأنت حينما تُقَوّم شيئاً ما فأنت تصدر عليه حكماً، فالتقويم إصدار أحكام، وهو في موضوع التربية: إصدار أحكام تربوية، فمثلاً حينما تصدر نتائج آخر العام الدراسي نكون بهذا قد أصدرنا حكماً على الطلاب فتبيّن من هو ناجح ومن هو راسب وهكذا.
إن التقويم هو إصدار أحكام، ولإصدار الأحكام أدوات ووسائل، وككل هدف فالتقويم له أدوات ووسائل، ومن أهم وسائل التقويم القياس، والقياس يؤدي في الاختبار. مثلاً نتعرف أولاً ونقيس: ماذا عن الطالب في أول العام؟ ثم نقيس: ماذا حصّل في آخر العام؟ وبهذا نعرف: ما هو المدخل عليه؟ وما هو المُخرج منه؟ ما هي الحصيلة؟ والمفروض في القياس أن نقيس أموراً معينة: أهداف تعليمية، أو معرفية أو مهارية، بل وحتى الوجدانية يمكن أن تقاس بحسب الظاهر. ونعنى بالوجدانية: الشعورية. يعني: هل تغيرت مشاعره وتوجهاته؟ فتوجه الإنسان في حياته نحو الأهداف يتغير بحسب قناعاته.
إذن فالتقويم التربوي له أدوات ووسائل منها القياس، والقياس يكون بالاختبارات بأنواعها، وبالملاحظة وبالتجارب، وكتابة التقرير، فهذه كلها وسائل للتقويم وكما قلنا: فالتقويم حكمٌ على الطالب، أو على المتعلم الذي يخضع لعملية التربية.


 

س2: ذكرتم أنّ للتقويم التربوي أدوات، ونحن نعلم أنّ هناك فروق بين المواد والأهداف المعرفية والسلوكية التي يتلقاها الطالب في مختلف المراحل، فهل تظل هذه الأدوات ثابتة، أم أنها تتغير تبعاً لتباين المراحل الدراسية؟.
ج: نعم هي تتغير، وهذا يعني أن تقويم كل مرحلة عمرية يجب أن يراعي نفسية المتعلم وطريقة تفكيره.. كل مرحلة لها طرائقها ولها أساليبها ولها طرق قياسها.
في بعض المراحل مثلاً.. في المرحلة الأولية نقيس مهارة التلميذ في إمساك القلم، فهي مهارة أساسية يجب أن يكتسبها في هذه المرحلة حيث لن نعطيه معلومات كثيرة وإنما مهارات يميزها، مثلاً: هذه لام قمرية أو شمسية، هنا حرف مشدّد أو غير مشدّد، فالاختلاف بين كل مرحلة وأخرى قضية واضحة فيجب مراعاة كل مرحلة وصفاتها، مثلاً صفات ونفسية الطالب في المرحلة الابتدائية غير صفات الطالب في المرحلة المتوسطة، وغير صفاته في المرحلة الثانوية والجامعية.. وهكذا، ولذلك فالاختبارات في كل مرحلة تختلف عن الأخرى، فمثلاً من أنواع الاختبارات: هناك اختبارات موضوعية، واختبارات مقالية، واختبارات شفوية. في المرحلة الابتدائية الأولية مثلاً.. في الصفوف الثلاث الأولى والرابعة أيضاً.. في كثير من أمور التقويم ألغوا الاختبارات وجعلوا التقويم المستمر الذي ليس فيه اختبارات وإنما في كل حصة يدخل المدرس فيقيس بعض الطلاب، ومن مجموع القياسات يحكم على الطالب.
فمثلاً الأسئلة الموضوعية في المرحلة الابتدائية تكون هي الأكثر - وكذا يجب أن تكون هي - فمثلا يعطيه سؤالاً جوابه من عدة اختيارات، فمثلاً من التاريخ: فُتحت القسطنطينية سنة (1520م - 1490م- 1630م - 1453م).. وهكذا، فأقول مثلاً في المرحلة العليا من الابتدائية والمتوسطة وأول متوسط يجب أن تكون مناسبة، يعني من المصلحة أن تكون الأسئلة الموضوعية هي الغالبة، والأسئلة المقالية هي الأقل، أمّا في المرحلة الثانوية فيجب أن تكثر الأسئلة المقالية، وتقل الأسئلة الموضوعية، وفي الجامعات تزيد أكثر.
المهم أن الاختبارات لها صفات في كل مرحلة لابد من مراعاتها.


 

س3: قطعاً كل عملية تربوية لها أركان تعين على نجاحها؟ في هذا الصدد نود التطرّق لأهم الأركان المساعدة لنجاح عملية التقويم التربوي؟.
ج3: أي عملية تربوية لها أركان: المتعلّم، والمعلّم، والمنهج المقرر، ثم النشاط. الأنشطة المختلفة غير المدرسية، والإدارة، فكل هذه لها تأثير في عملية التربية، ولكي نطبق هذا على التقويم التربوي، وحينما نريد أن نخرج بنتيجة، أو نريد أن نقّوم طالباً في سنة دراسية معينة، فيجب أن تتعاون هذه الأركان كلها على المضي بالطالب نحو تحصيل أحسن، وصولاً للنتائج المرجوة فتساعده على ذلك.
البيت أيضاً ركن من أركان التربية، والإدارة كذلك، فحينما تجتمع هذه الأركان وتتعاون وتؤدي دورها الصحيح فبلا شك سيكون نجاحنا باهراً.


 

س4: قضية الجدولة والتوقيت الزمني، هل تساعدان في عملية التقويم؟ وهل يقسم التقويم على فترات زمنية أم هو عملية تقويم بلا توقيت؟.
ج4: طبعا لا، فلابد من جدولة زمنية، فمثلاً الاختبارات: هناك اختبارات شهرية أو فصلية أو نهائية، وهناك اختبارات تحصيلية في أول العام لتحديد المستوى، ويُفَضَّل أن تبدأ في أول السنة تمهيديةً لتحديد المستوى العام للطلاب، حتى إذا قسناهم بعد فترة من أخذهم عدداً من الموضوعات أو الوحدات الدراسية لنستطيع أن نقيس وأن نعرف ماذا حصّلوا؟
وكما قلنا فالأسرة من الأركان المهمة، ففي البيت يجب على الأسرة أن تقوم بعمل مساند للمدرسة فمثلاً يوجه الطالب أو الطالبة على تنظيم وقته، ويجب أن يعي الوالدان لمسألة مراعاة نفسيات (الابن والابنة)، فبعض الآباء والأمهات يفترضون في الولد أن يأتي من المدرسة فيأكل ثم يباشر الدراسة وكتابة الواجبات طول الوقت، ولا يسمحون له بشيء من الوقت للعب أو اللهو أو الراحة، وهذه طبعاً تربية سيئة ستعود بالنتائج المدمرة! وقد تؤدي إلى أن يكره الدراسة من أساسها! فيجب على الوالدين أن يفهموا نفسية الولد فالحاجة للعب جزء منه، ومن الممكن أن يقوم الوالدان بتنظيم أوقات أبنائهم بحيث يقضون حاجتهم من اللعب ويرشدونهم مع تشويقهم وتحفيزهم بالحوافز المختلفة كي يقبلوا على الدراسة، ويتابعوا كتابة واجباتهم.
أيضا من الأخطاء أنّ أحد الوالدين قد يأخذ بعض الواجبات ويمليها عليه، أو يكتبونها له، وبهذا يكونوا قد أفسدوه بتعليمه الغشّ.
أيضا من الأخطاء أنهم قد يهملونه، فلا يهتمون به: كتب أم لم يكتب؟ يقولون له: اكتب. ثمّ تذهب المرأة لاستقبالاتها، ويذهب الأب في شغله! وبالطبع الابن في هذه السن مفطور على اللعب، فهو سيضيع وقته في خاصة مع كثرة الملهيات والمغريات في هذا الزمان.
إذن فالبيت له أمر عظيم، فهو يشجع ويساعد. فمثلاً إذا كانت المسألة حسابية فيمكن أن يعطوه طرفاً من الجواب إذا استصعب عليه، ثم يتم تشجيعه ليكمل الباقي، يعني تُفْتح له بعض المغاليق مثل بعض العلامات مع الحوافز والتنشيط، فإذا كان متعباً يريد أن يستريح فلا يتم تكليفه ما يرهقه، لا يُكَلّف القيام بشيء يخصّ الدراسة، وكذلك لا يتركونه يلعب ويهملونه الساعات الطوال ثمّ يأتي بعد ذلك ليحل الواجبات بسرعة، وقطعاً لن تكون صحيحة ولن تكون جيدة، فالحقيقة البيت له دور كبير.


 

س5: نلاحظ أن مسألة التقويم التربوي في بعض المدارس- وأنا أتكلم على نطاق وقفت على بعض أفراده- فيها شيء من النقص، فقد يتم التركيز على الاختبارات فقط، فهل يصلح الاختبار ليكون وحده منفرداً معياراً للتقويم التربوي الصحيح؟.
ج5: الاختبار هو أحد الوسائل وليس كلها، فالاختبار إذا أُدي بالشكل الجيّد والناجح يمكن أن يقيس ما حصّله الطالب فعلاً في فترة زمنية معينة، ويستطيع أن يساعد على إصدار حكم.


 

س6: لكن ألا ترون أن هذا الحكم يظل قاصراً؟ خاصّة وأنكم ذكرتم - حفظكم الله – مجالات أخرى مثل القناعات والسلوكيات وما يشابهها. ألا تُقاسُ هذه بطرق ووسائل أخرى؟.
ج6: من المؤسف الآن أن المدارس وأجهزة التعليم تهتم وتجعل الهدف من التعليم زيادة المعلومات! وليتها أيضاً تزيد المعلومات على الأساس الصحيح! فالجانب الوجداني وقضية القيم والاتجاهات قلّما تعيره اهتماماً، ولذلك نجد هذا الانحراف الكبير والفساد في التربية.
إننا نقوم بتمليك الطالب مهارات ومعارف لكنها غير مُوَجَّة! ولذلك فقد يستخدمها في الشر، فهذه المهارات أسلحة تستخدم في الخير وفي الشر، فإذا لم يترافق معها توجيه كانت مدمرة! وهذا الذي يحصل الآن في أكثر بلاد الغرب، بل قد غزانا في البلاد الإسلامية!.. فالتعليم منفصل عن الدين إلا ما ندر، هنا مثلاً في المملكة العربية السعودية ولله الحمد هناك توجيه، لكن في البلاد الأخرى...؟!
مثلاً هناك مقررات تدرّس معلومات علميّة وبعضها يخالف الدين، وبعضها مما ينسف العقيدة فلا يرافقها توجيه أو تعليق أو رد. مثلاً خذ نظرية فرويد أو نظرية ماركس أو نظرية داروين فهي تُدَرّس ويعلمونها للطالب على أساس أنها حقيقة علمية ثابتة، وهذا يجعله يشكك في دينه، بل قد ينكره وينطلق إلى الإلحاد!.
إذن لابد من أن نهتم بالجانب الوجداني، وجانب الاتجاه في تربيتنا، وهذا في الحقيقة لبّ التربية، يعني أن تقوم أو تثمر تربيتنا في أن نوجّه المتعلّم التوجيه الصحيح، وهذا أفضل من أن يحصل على معلومات من غير توجيه، لأنها سلاح ذو حدين، فالآن إذا قارنا بين لصّين: جاهل ومتعلم! سنجد أنّ اللص المتعلم يفتك ويفسد ويفعل ما يفعل، وبسبب علمه لا تتمكن أجهزة الأمن من القبض عليه!. والعصابات التي تفتك الآن بالعالم لها طرق منظمة في الخطف والسرقة والإجرام والقتل فهي خطيرة جداً. ورحم الله شوقي الذي يقول:
إنما الأرض الفضاء لربي  وملوكها في الحقيقة الأنبياء
أي الكون وخلقه وكل شيء مخلوق لله ومملوكٌ له، والأنبياء هم الملوك الحقيقيون للبشر فهم الذين هدوا الناس وأرشدوهم إلى الخير، وقادوهم إلى الهداية والسلوك المستقيم، وإلى الخير والرحمة والنفع للآخرين والسعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، بينما الآخرون وللأسف إمّا فلاسفة وأصحاب نظريات وخيالات لا ينتجون شيئاً في الحياة، أو أصحاب أفكار مدمرة واتجاهات باطلة! والبشرية الآن تعاني أنواع الشقاء بسبب هذه الترتيبات الفاسدة والتربية اللادينية أوالتربية الحيادية التي تتدخل في المعلومات فقط أو تدل عليها.
المهم: التقويم له وسائل يعتمد كثيراً عليها، والاختبارات أحدها، وهناك الملاحظة، وهناك التجربة، وهناك الدراسات والإحصائيات، وهكذا أيضاً المهارات لها وسائل تُقاسُ بها.


 

س7: تطرقكم لقضية التوجيه الصحيح يقودنا لسؤال آخر: هل يصلح كلُّ أحد للقيام بمهمّة التقويم؟ أم أنَّ هناك صفات وسمات معينة ينبغي أن تتوفر فيمن يقوم بهذه المهمّة؟
ج7: التقويم عملية خطيرة ومهمّة تحتاج إلى إعداد طويل وإلى أهلية خاصة وليس كلّ إنسان يصلح أن يكون مربياً، ولا يصلح كل إنسان ليقوم بهذا التقويم، فهو أمر يحتاج إلى صفات خاصة، يحتاج إلى: صبر.. وذكاء.. وجد.. وانتباه شديد.. وقوة ملاحظة.. ومعرفة بنفسيات كل مرحلة من مراحل المتعلم.. ثم يجب أن يكون المكلف بها عارفاً ملمّاً بالناحية الفنية في التقويم.
الآن مثلاًً قضية وضع الأسئلة: اعتاد كثيرٌ من المدرّسين أن يجعلها أمراً ثانوياً، فإذا كانت الاختبارات في اليوم التالي أو بعد أسبوع فإنه يؤجل تهيئة الاختبار لليوم الأخير، ثم في نصف أو ربع ساعة يفتح الكتاب ويقوم باختيار بعض الأسئلة ويضمن أنه يُكفى المئونة! وهذا شئ غير معقول! وهو من خيانة للأمانة! وقد قال الله عز وجل: (إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا) النساء: 58، وفي الحديث حينما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن أوان الساعة قال: " فإذا ضُيِّعَتْ الأمانة فانتظر الساعة! " قال: كيف إضاعتها؟! قال: " إذا وُسِّدَ الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة ". رواه أحمد (8512) والبخاري (59).
فمثل هذا لا يصلح أن يكون مقوّماً! ولا أن يكون الذي أعده اختباراً! فالاختبار يحتاج إلى ساعات طويلة، على الأقل عليه أن يجعل أسبوعاً لإعداد الاختبار وإعداد الأسئلة، وأن يعني بدراسة المنهج المقرر والذي يريد أن يختبر فيه الطلاب، فهذه الأربعة أو الخمسة أبواب الدراسية يجب أن يلم بها وبأفكارها الأساسية، ويلم بالموضوعات المهمة فيها ثم يختار الأسئلة، والتي يجب أن تتصف بصفات معينة.
من أهم صفات تقويم الاختبار الناجح:
الصّفة الأولى: أن تكون الأسئلة شاملة، فلا يمكن أن يكون عنده في المنهج عشر وصايا دراسية يريد أن يختبرهم فيها، ثم يأتيهم بسؤال أو سؤالين من الوحدة الأولى، وسؤال من الوحدة الثانية... وهكذا! والسؤال: أين الثمان وحدات الأخرى؟! كيف لا يحضّر فيها ولا سؤال؟! كيف تستطيع أن تُقَيّم أنَّ هذا الطالب ناجح؟ وأضف لهذا: فقد يكون الطالب قد درس هذه الوحدات الثمان جيداً، لكنّه لم يدرس هاتين الوحدتين جيداً فكيف تهملها؟
فيجب إذن أن تكون الاختبارات شاملة، فيتم اختيار عناصر من كل وحدة دراسية يسأل عنها الطلاب، كما يجب أن تكون الخيارات مركّزة على الأشياء المهمّة ولذلك فالشمولية هي الصّفة المهمّة.
الصّفة الثانية في أن تكون متنوعة: فتجد فيها أسئلة مقالية، وأسئلة موضوعية، ولكل منها حسنات، ولكل منها وظيفة، فالمقالية تختبر العمق، ويجب ألا يتخطى عمق معرفتها مساحة كبيرة بل يكون في إطار بسيط، فالمهم أن تكون الأسئلة من كلا النوعين.
الصّفة الثالثة أن تقيس القدرات العقلية المختلفة: وللأسف فأكثر الأسئلة في اختباراتنا - نحن العالم الإسلامي والعالم العربي والعالم الثالث كما يسمونه – لا نقيس القدرات العقلية، وإنما نقيس قدرات الذاكرة! وهذا أمرٌ سيء.
إنّ أسئلة الاستيعاب والاستدراك والتقويم هي الأسئلة التي يجب أن نستخدمها، فيجب أن نعود الطالب على القدرات العليا التي هي في التفكير، وللأسف فتطبيق هذا النوع من الأسئلة - وهي أسئلة الذاكرة - له سلبيات، فالذي تصبح ذاكرته ضعيفة سيرسب في الامتحان ومع ذلك فقد يكون مؤهلاً ليصبح من أعظم المفكرين!
إذن فيجب أن تكون الأسئلة شاملة لجميع القدرات العقلية.
ومن الصّفات: أن تكون الأسئلة واضحة، وأن يكون السؤال من جزء واحد، وأن يخلو من التعقيد، وخصوصاً في الأسئلة الموضوعية. ومن الصفات المهمّة أيضاً: الخلو من الأخطاء بجميع أنواعها.


 

س8: إذن فضيلة الشيخ؛ هل نستطيع القول أن طريقة وضع الاختبار قد تؤدي إلى نتيجة صادقة وحقيقية للتقويم، وقد تؤدي للعكس أيضاً، وقد تقود إلى إيجابية أو سلبية في أداء الطالب؟
ج8: طبعاً، فمن الصّفات التي يجب توفرها في الأسئلة التوسّط بين الصعوبة والسهولة، فيجب ألا تكون الأسئلة سهلة كما يفعل بعض المدرسين، وألا تكون صعبة كما يفعل البعض الآخر، فإنّ جعل الأسئلة سهلة قد يكون دافعاً لترك الجد والاجتهاد والحرص، مما يعوّد الطلاب على الكسل والخمول، والنوع الآخر من الأسئلة الصعبة جداً قد يسبب إحباطاً للطالب وقد يحرّضه على عدم المذاكرة. فكلا هذين النوعين غير صالح في قضية الاختبارات حيث يجب أن يكون الاختبار متوسطاً بين هذين النوعين، ونستطيع أن نقسم الأسئلة على النحو التالي: 60% أسئلة متوسطة، 20% أسئلة صعبة، 20% أسئلة سهلة.
 ويجب على المدرّس أن يعدّ الأسئلة قبل الاختبار بوقت طويل كي يراجعها ويضيف عليها بعض التعديلات. قال الأصفهاني ما معناه: ما كتبت شيئاً ورجعت إليه إلا وجدتُ فيه خطأ، أو ألفيتُه يحتاج إلى تعديل. وأكبر نصيب لتوجيه الطالب هو الاختبار.
ومن السلبيات في هذا النوع من الأسئلة أنّه يهدم القدرات العقلية فهي لا تُوجِدُ شباباً من هذه الأمة يظهرون عبقريةً وقدرات عقلية كبيرة في مقابل هذه الثروات التي بذلت في جانب التعليم، وهي لا تُوجِدُ شخصاً يرفع أمر الأمة في جانب من جوانبها.


 

س9: للاختبار جوانب وأهداف معرفية لكن هناك أهداف سلوكية ينبغي العمل على تحقيقها من خلال الاختبارات، باعتقادكم ما هي أهم هذه الأهداف؟.
ج9: من أهم الأهداف السلوكية هي شعور المواطن بالانتماء إلى وطنه والاعتزاز بدينه وعقيدته، والشعور بقيمة المهنة فيشعر أنه أحد الذين أُرسلوا لإنقاذ البشرية بعلمه وبمعرفته في مجال ينفع الإسلام والمسلمين. ويجب أيضاً أن نوثّق في الشخص احترام العلم وعدم الانتماء للتقليد وعدم اليأس، وألا يتعلم أنّ العلم الذي تعلّمه قد مضى عليه زمن، أو أنّ أشخاصاً آخرين قد سبقوه في هذا المجال الذي يتعلمه، فيجب على الشخص ألا يضع حواجز تعيقه عن العلم كأن يقول: ( أنا أريد أن أتميّز، وهذا العلم قد دخل فيه شريحة كبيرة من الناس! ) فالمقياس الحقيقي هو المقياس الذي تقوم عليه مصلحة المسلمين، فهذا هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن تمتنع عن العلم بسببه.
ومن أهم المناهج والسلوكيات التي يجب التركيز عليها: كلمة لا إله إلا الله إذا فهمناها حق فهمها وطبقناها حق تطبيقها. فمعناها يحدّد أن الله هو الخالق، هو الحاكم المعبود، وهو الذي يجب أن يكون تشريعه وأمره هو المطبّق، ونهيه هو النهي وغير ذلك من الحقائق والدلالات التي تثبتها هذه الكلمة.
والشهادة الثانية – أي محمد رسول الله - هي الطريق إلى معرفة حكم الله وتشريعه، بواسطة الرسول صلى الله عليه وسلم، لا بواسطة أحد غيره، فيجب أن يوجه الناس إلى معرفة المعنى الصحيح لهاتين الشهادتين لأن فيهما العديد من الفضائل.


 

س10: قطعاً تحديد نسب أسئلة الحفظ إلى أسئلة الفهم في الاختبارات مسألة تختلف من مرحلة إلى مرحلة فتتغير من الثانوية إلى الابتدائية.. وهكذا، ماهي العوامل المتحكّّمة في هذه المسألة؟.
ج10: لإنشاء المتعلم الصالح لابد أن يكون لديه مخزون معين من حفظ الآيات والأحاديث التي تعينه على التعلّم، ومن غيرها من العلوم النافعة وبذلك يكون عند الشخص معلومات سطحية، فلا نطالب الشخص أن يتعمق ذلك التعمّق الكبير، وإنما يأخذ الشيء اليسير المهم، وبذلك تكون معلوماته شاملة في جميع النواحي، لأنه قد تحدث للإنسان ظروف لا يستطيع فيها مراجعة حفظه، كأن يكون مسافراً فلا يستطيع أن يأتي بجميع المصادر كي يطالع الشيء الذي يريد مراجعته.
من الأمور الخاطئة: أن يتعمق الإنسان في الحفظ فإن هذا الشيء له سلبيات عديدة منها أنه يستغرق الوقت الطويل، وكما هو معلوم لدينا أنّ الحفظ لابد له من مراجعة حتى لا يُنسى، وهذا يستغرق الوقت الطويل مما قد يمنعه من الاطلاع على العلوم الأخرى النافعة! وهنا تقابلنا مشكلة، وهي أن بعض الناس يتوجهون إلى بعض العلوم ويتعمّقون فيها وينسون العلم الأهم وهو القرآن، فينشغلون عن حفظه وعن ضبطه، فيجب للإنسان أن يرتب الأمور بحسب الأولوية والأهمية. ويجب على الإنسان أن يحرص على الفهم لا أن يجعل جميع وقته في الحفظ لأن الله عز وجل حرص في آيات كثيرة على الفهم أكثر ن الحفظ منها: ( أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا ) محمد: 24. ولذلك فمن الواجب علينا تقديم جانب الفهم على جانب الحفظ وبشكل كبير، وأن نحفظ الأشياء لأجل أن نفهمها، لا من أجل أن نذرها هكذا فقط، فإن فعلنا كذلك فقد تضرّنا لأننا قد نستدل بها على وجه خاطئ لأننا لم نفهم معانيها!
ومن المعروف أن أفضل سن للحفظ عند الصِغَر، فمن الواجب علينا أن نستغل هذه السنّ في تخزين ما ينفع الصغار عندما يكبرون.


 

س11: نودُّ أن نتناول معايير تحديد نسب أسئلة الحفظ وأسئلة الفهم، وهل لنوع وطبيعة المادة تأثير في هذا التحديد.
ج11: هذه المعايير تختلف على حسب عمر الشخص ففي مراحله الأولية وجب علينا الإكثار من مسألة الحفظ، أما مسألة الفهم فتأتي تدريجياً، فكلّما كبر الشخص فإنه يُعطى قدراً أكبر من الفهم وذلك أيضاً على حسب نوع المادة، وقد يتبقى بعض ما يلزم أن يحفظه، فهناك مثلاً قوانين فيزيائية وقوانين رياضية يجب عليه حفظها، لكن في مراحل الإنسان المتقدمة يجب أن تكون نسبة الاستيعاب والاستنتاج أكبر من نسبة حفظه.


 

س12: جانب الشحن الزائد وتهويل أمر الاختبارات من الأسرة هل له أثر على الطالب؟ وخصوصاً ذاك الذي يجلس للاختبارات لأول مرة؟.
ج12: نعم، جانب الشحن الزائد يؤثر على مستوى الطالب الدراسي ويساهم في تكوين شعور بأن قضية الاختبارات مسألة صعبة، فيبدأ الطالب بالسهر وتناول الأدوية التي تزيد من نسبة الاستيقاظ، وهذا يجعل الطالب يأتي إلى الاختبار متعباً ومنهكاً في قواه العقلية والجسدية، ولذا يجب على المدرسين أن يأتوا بالعبارات الجميلة التي ترفع نفسية الطالب عندما يهم بحلّ هذه الأسئلة أوهذا الاختبار مثل: (اقرأ السؤال جيداً ثم اجب مستعيناً بالله)، وأن يأتوا بمثلها كذلك في آخر الاختبار مثل: (وفقك الله)، وأن يبدأ الاختبار بالأسئلة السهلة ومن ثم الأصعب فالأصعب وعلى هذا التدرج. وأيضاً قضية تنظيم جدول الاختبارات لها دور في خفض مستوى الطالب أو رفعه.
لذلك يجب على الآباء ألا يشحنوا أبناءهم هذا الشحن الزائد، وبنفس القدر لا يهملونهم، وإنما يتوسطون بين ذلك، وألا يقيّدوه بل يجعلونه على راحته، ويعملوا على توجيهه ويقدموا له النصح والإرشاد.


 

س13: إذا وجد أحد الطلاب يرسب سنة وينجح في التي تليها وهكذا دائماً، هل يرى فضيلتكم أن يتجه للمجال العملي ويترك الدراسة؟.
ج13: نعم! ويجب أن نؤازره على ذلك الجهد الذي بذله، لا أن نحطّمه لأنه لم يكمل الدّراسة كما فعل أخوه أو ولد جاره، ومن الأفضل له اختصار المرحلة الدراسية لأنه إذا قضى الطالب شأنه في الدراسة فإنه سيقضي نصف عمره تقريبا!ً فكيف به إذا أخذ تخصّص؟! متى سيبدأ بتكوين نفسه؟!
وأيضاً من الواجب أن يُعلّم الطالبُ حرفةً في المرحلة المتوسطة، فإذا لم يتهيأ له أن يتوظف فيمكنه أن يشتغل بالحرفة التي تعلمها فينفع الإسلام والمسلمين بحرفته.


 

س14: مسألة تحفيز الطالب مسألة مهمة، ما هي المعززات التي يجب أن نستخدمها معه كي يحقق النجاح والتفوّق؟
ج14: هناك أنواع من الحوافز، منها ما هو ماديّ ومنها ما هو معنويّ، وهذه الحوافز لو أُعطيت للطالب لكانت سبباً بإذن الله في جده واجتهاده، وهذه الحوافز وإن كانت رمزية إلا أن لها أثرها النفسي على الطالب، ومنها الكلمة الطيبة، أو شهادة التقدير.
ومن الواجب أن تكون هذه الحوافز مناسبة ومنطبقة على عمر الشخص، فإن كان صغيراً تمدحه، وإن كان كبيراً تعطيه شهادة تقدير، ولا ينبغي للمدرس أن يكثر من هذه الحوافز لأنها قد تُذهِب احترام الطلاب له، ولا يصح للمدير أن يعطي الحوافز لجميع الطلاب لأن هذا فيه تضييع للجهد الذي يبذله المجتهدون، كما أنّ الإكثار من الحوافز يذهب بقيمتها فلا تَعُد لها قيمة أمام الطلاب.
وفي ظل عدم وجود الضرب، فإننا نستطيع استخدام الحوافز كنوع من العقاب، بحيث إذا أحدث الطالب فعلاً مرفوضاً تتم معاقبته بعدم إحضاره إلى الرحلة الشهرية التي تقيمها المدرسة، وهذه القضية مناسبة من ناحية العقاب الإيجابي وهو أمر ينفع ولايضر.


 

س15: هناك تساؤل بشأن الدروس الخصوصية. هل هي أمر لا بد منه لتحصيل النجاح؟.
ج15: الدروس الخصوصية يجب أن تكون بمقدار الحاجة لها، فقد يكون الطالب ضعيفاً في مادة، ومن المعلوم أن المدارس تسير على جدول معين، وقد يتغيب الطالب فترةً لمرضه، وقد يحدث أنّه لم يهضم بعض المعلومات ولم ينتبه إليها، ففي هذه الحالة قد يحتاج للدرس الخصوصي، لكن.. العمدة يجب أن تكون ما يتلقاه الطالب في المدرسة. ومن الممكن أن يكون الدرس الخصوصي بمقدار وليس يومياً لأن الطالب قد يسأم، كما أن من عيوب الدرس الخصوصي أنّ المدرس قد يقوم بحلّ الواجبات للطالب، وقد يقوم بقضاء جزء كبير من وقته في الكلام والتسلية.
إذن فلا الحرمان الكلي مفيد ولا الإكثار مفيد، فالدرس الخصوصي وسيلة تعزيز تستعمل على فترات لتقوية جوانب الضعف فلا ينبغي الإكثار منها، وذلك حتى لا يتعلم الطالب الكسل والاتكال عليها، مع العلم بأن هناك مواد سهلة لا تحتاج لدرس خصوصي.


 

س16: في ختام هذا الحوار نرجو من فضيلتكم تقديم كلمة، ونصيحة جامعة للمراقبين وللأسر وللطلاب؟.
ج16: أقول للمراقبين قوموا بواجبكم ولا تتساهلوا أو تسمحوا بالغش أو النقل، وأيضاً لا تكونوا في حالة عبوس حتى لا تثيروا الرعب في نفوس الطلاب، ولا تجابهوهم بكلام محبط، بل قابلوهم بالتشجيع وبالكلام الذي يبعث الأمل في نفوسهم، وإذا أراد أحد الطلاب اللجوء للغش فعليكم بالوقوف في وجهه بحزم لكن بشرط ألا يتعدى ذلك إلى غيره، أما إذا ارعوى فيجب الكفّ عنه لأننا نريد إصلاحه، فيجب على المراقب أن يؤدي دوره حتى لا نخدع أنفسنا أو نخدع الطالب.
 وأقول للوالدين عليكم أن تولوا الابن اهتمامكم، وأن تهيئوا له الجو مثل خفض أصوات التلفاز وغيره، وعليكم أن تساعدوه على تنظيم وقته وأكله وشربه ونومه وما إلى ذلك من التشجيع.
وعلى المدرسة أن تقوم بدورها في فترة الاختبارات على أحسن ما يرام من جهة تهيئة الجو، ومن جهة الترتيب الإداري، فالإدارة لها دور ومسئولية كبيرة في النظام وانضباط الزمن، خاصّة وأنه قد يمضي زمن كبير من وقت الاختبار ولم توزع الأوراق، كما أن على الإدارة العناية بالاختبارات من ناحية كتابتها الواضحة ومن ناحية تصوير الأوراق وغير ذلك، حتى تمر هذه الفترة بسلام ويؤدي الامتحان دوره في قياس تحصيل الطلاب.
أما الطالب فأقول له: عليك أن تتوجه إلى الله عز وجل بقلب صادق ليوفقك فالله عز وجل يقول في الحديث القدسي: " أنا عند ظن عبدي بي ". رواه البخاري (7405).
ثم أقول إن لم ينجح الطالب أو كانت نتيجته سيئة فيجب أن لا نهمله ونتركه، بل يجب أن نلومه ونعاتبه ونتلطف في ذلك بلا قسوة، بشرط أن يكون قد بذل جهده وتوجه الوجهة الصحيحة، أما إذا رأيناه قد أهمل فيجب أن نقول له: ( هذه نتيجة إهمالك ولذلك يجب أن تأخذ درساً من هذا الأمر ).
ويجب علينا أن نذكره بالحديث: "... احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز وإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كان كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان ". رواه مسلم (2664). وبهذا نساعده على أن ينطلق من جديد بهمّة وعزيمة متوجهاً بالتوجيهات الإسلامية النبوية، فلننظر إلى هذا التعليم الناجح كيف خرّجَ خير أمة أُخرِجَت للناس؟! كيف كان؟! في طرقه التعليمية وفي وسائله، في اللّطف والحكمة مسترشداً بآيات الله الجامعة للجوانب الإيجابية كلها.


 

ختاماً لا نملك إلا أن نتقدم بجزيل شكرنا لفضيلة الشيخ المربي الأستاذ/ محمد عيد العباسي الموجه التربوي بمدارس بدر الأهلية في الرياض ونقول له: جزاك الله خيراً وبارك فيك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
وآله وصحبه أجمعين.