شركة التوصية البسيطة في القانون المصري
الناقل :
elmasry
| الكاتب الأصلى :
مدونة معلومات تجارية
| المصدر :
eltgarainfo.blogspot.com
ما هى شركة التوصية البسيطة :
تنص المادة 23 من القانون التجارى على أن شركة التوصية البسيطة هى " الشركة التى تعقد بين شريك واحد أو أكثر مسئولين ومتضامنين, وبين شريك واحد أو أكثر يكونون أصحاب أموال فيها وخارجين عن الإدارة ويسمون موصين".
-
يتضح من هذا التعرف الخصائص المميزة لشركة التوصية البسيطة والتى تفرقها عن باقى شركات الأشخاص .
-
والجدير بالذكر أن هذه الشركة – بإعتبار أنها شركة من شركات الأشخاص – تقوم على الإعتبار الشخصى بين الشركاء المتضامنين والشركاء الموصين أيضاً . ومن ثم تتأثر حياة الشركة بتأثر هذا الإعتبار الشخصى بين الشركاء.
خصائص شركة التوصية البسيطة :
تتميز شركة التوصية البسيطة بالخصائص الأتية :
1- وجود نوعين من الشركاء .
2- المسئولية المحدودة للشركاء الموصين .
3- خصوصية عنوان شركة التوصية البسيطة .
4- عدم اكتساب الشريك النوصى صفة التاجر .
5- عدم جواز تداول الحصص .
أولاً : وجود نوعين من الشركاء
:
تتميز شركة التوصية البسيطة بأنها تضم نوعين من الشركاء:
1- شركاء متضامنون ,
ويكون هؤلاء الشركاء فى نفس المركز القانونى الذى يتواجد فيه الشركاء المتضامنون فى شركة التضامن . ومن ثم يُسئل هؤلاء الشركاء عن ديون الشركة مسئولية شخصية وتضامنية , ويظهر إسمهم فى عنوان الشركة ويكون لهم حق إدارة الشركة . وبمعنى أخر , يخصع هؤلاء الأشخاص لنفس الأحكام التى يخضع لها الشركاء فى شركة التضامن .
2- شركاء موصون ,
وهذا النوع من الشركاء هو الذى يميز شركة التوصية البسيطة عن باقى شركات الأشخاص . ويخضع الشركاء الموصون لنظام قانونى مختلف عن النظام القانونى الذى يخصع له الشركاء المتضامنون . فمسئوليتهم عن ديون الشركة مسئولية محدودة بقدر ما قدموا
من حصص , كما أنهم لا يتدخلون فى إدارة الشركة ولا تظهر أسماؤهم فى عنوان الشركة .
ثانياً المسئولية المحدودة للشركاء الموصين
:
أولا القاعدة :
تتحدد مسئولية الشريك الموصى عن ديون شركة التوصية البسيطة بقدر ما قدمه من أموال أو حصة فقط . ويترتب على ذلك أنه متى قدم هذا الشريك حصته فى الشركة . برئت ذمته ولا يجوز لدائنى أو مديرى الشركة مطالبته بها كما يجوز لدائنى الشركة أيضاً المطالبة بها عن طريق الدعوى غير المباشرة بإسم الشركة.
-
هذه المسئولية المحدودة تنص عليها المادة 27 من القانون التجارى القديم بقولها " الشركاء الموصون لا يلزمهم من الخسارة التى تحصل إلا بقدر المال الذى دفعه أو الذى كان يلزمهم دفعه إلى الشركة". وتقرب المسئولية المحدودة للشريك الموصى بينه وبين المقرض الذى يقرض الشركة أموالاً يستفيد بقدرها ويسأل فى حدودها .
-
ويظهر وجه التشابه بين الاثنين فى أن كلاً من الشريك الموصى والمقرض يقدم أموالاً إلى الشركة ويكون مسئولاً فى حدودها. ومع ذلك يبدو الفارق بين الإثنين فى وجود نية المشاركة لدى الشريك الموصى وتخلفها عند المقرض. فالشريك الموصى يستحق أرباحاً ويتحمل خسائر بقدر حصته فى الشركة .وإذا منيت الشركة بخسائر , فلا يستحق أرباحاً .
-
أما المقرض فيأخذ فائدة فى مقابل إستغلال أمواله فى جميع الحالات حتى ولو لم تحقق الشركة أرباحاً. هذا بالإضافة إلى أنه فى حالة إفلاس المقترض , يدخل المقرض بإعتباره دائناً فى تفليسة المقترض مع باقى الدائنين ويشترك معهم قسمة غرماء. أما الشريك الموصى فلا يسترد حصته من الشركة إلا بد التصفية وتحديد موجودات الشركة بعد الوفاء بديونها جميعاً. ولا يعتبر الشريك الموصى من جماعة الدائنين .
-
والشريك الموصى شريك فى الشركة مثله فى ذلك مثل الشريك المتضامن . ومن ثم يتمتع بكافة الحقوق التى يتمتع بها الشريك المتضامن . ويلتزم الشريك الموصى بتقديم حصته إلى الشركة . ومع ذلك تختلف حصة الشريك الموصى فى شركة التوصية البسيطة عن حصة الشريك المتضامن فى أنه من الممكن أن تكون حصة هذا الأخير حصة نقدية أو حصة عينية أو حصة بالعمل , أما حصة الشريك الموصى فلا يمكن أن تكون حصة بالعمل . ويرجع ذلك إلى أن الشريك الموصى ممنوع من الإدارة الخارجية للشركة , ولو سمحنا له بتقديم حصة بالعمل فى الشركة , فهناك خشية الظهور أمام الغير على أنه شريك متضامن مما يوقع الغير فى خلط ووهم
ثانياً : الإستثناءات :
تتحول مسئولية الشريك الموصى من مسئولية محدودة إلى مسئولية غير محدودة ويتشابه فى ذلك بالشريك المتضامن فى إحدى حالتين:
1- إذا تدخل فى أعمال الإدارة الخارجية بأن يمثل الشركة أمام الغير.
2- إذا دخل إسمه فى عنوان الشركة بإذن منه أو بعلمه وعدم إعتراضه على ذلك.
-
وترجع العلة من تقرير هذين الإستثناءين إلى حماية الغير المتعامل مع هذا الشريك . ففى الحالتين يظهر هذا الغير على أنه شريك متضامن يتعامل معه على هذا الأساس ومن ثم يخلق إئتمان زائف للشركة .
ثالثاً خصوصية عنوان شركة الوصية البسيطة :
-
تنص المادة 24 من القانون التجارى القديم على أن " تكون إدارة هذه الشركة بعنوان ويلزم أن يكون هذا العنوان اسم واحد أو أكثر من الشركاء المتضامنين"
-
وتطبيقاً لهذا النص يكون لشركة التوصية البسيطة عنوان تتعامل به مع الغير ويميزها عن غيرها من الشركات ويتم التوقيع به على الأعمال التى تمارسها الشركة, وذلك كله على غرار شركة التضامن.
رابعاً عدم إكتساب الشريك الموصى صفة التاجر
:
لا يكتسب الشريك الموصى فى شركة التوصية البسيطة صفة التاجر بعكس الشريك المتضامن .
- ويرجع السبب فى عدم اكتساب الشريك الموصى صفة التاجر إلى ما يلى :
1- أن هذا الشريك بخلاف الشريك المتضامن مسئوليته محددة بقدر ما قدم من أموال للشركة . وبمعن أخر تنقسم أموال هذا الشريك إلى قسمين : قسم يقدمه حصة فى الشركة , وقسم أخر بعيداً عن الشركة , وهو مسئول بقدر القسم الأول فقط . هذا التخصيص فى أموال الشخص وتحديد مسئوليته يتنافى مع صفة التاجر , فالأصل أن التاجر مسئول مسئولية مطلقة عن نتائج الأعمال التى يباشرها .
2- أن الشريك الموصى لا يتدخل فى أعمال الإدارة كما أن اسمه لا يظهر فى عنوان الشركة . وهذا يعنى أن الأعمال التى تباشرها الشركة لا تعتبر صادرة منه , بعكس الحال بالنسبة للشريك المتضامن. ويترتب على ذلك أنه لا يحترف القيام بالأعمال التجارية لأنه لا يمارسها بنفسه , ومن ثم لا يعد تاجراً.
خامساً : عدم جواز تداول الحصص
:
-
شركة التوصية البسيطة إحدى شركات الاشخاص التى تقوم على الاعتبار الشخصى للشركاء . ويترتب على هذه الحقيقة كافة النتائج المترتبة على الاعتبار الشخصى فى شركات الأشخاص . وحسبنا فى هذا المقام أن نشير إلى خصية عدم تداول حصص الشركاء سواء كانوا شركاء متضامنين أو شركاء موصين إلا بإتفاق الشركاء . والسبب فى ذلك ألا يفاجأ الشركاء بوجود شريك جديد غير مرغوب فيه أو لا تتوافر فيه كل الاعتبارات الشخصية التى إتصف بها الشريك القديم .