أكدت مصادر مطلعة أن قطر أجرت في الآونة الأخيرة اتصالات مع نظام بشار الأسد، وأنها تسعى إلى تحسين العلاقة معه في إطار خطتها للتحالف مع إيران وتركيا ردا على خطط عزلها خليجياً وعربياً بعد سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة.
وكشفت المصادر أن الدور القطري كان محوريا في إطلاق "جبهة النصرة" سراح راهبات معلولا، وأن ذلك تم في مقابل إطلاق سراح 153 معتقلة في سجون الأسد. وأكدت المصادر أن قطر دفعت مبلغاً مالياً كبيراً للجهة الخاطفة تراوح بين 4 و16 مليون دولار.
وأوضحت المصادر أن الوساطة القطرية تكللت بالنجاح بعد جولات مكوكية قام بها الوسطاء القطريون بالتنسيق مع المدير العام للأمن العام اللبناني.
ووصلت راهبات معلولا إلى لبنان فجر أمس الاثنين واستلمهن وفد الوساطة القطري اللبناني بعد أن أخرت عقبات لوجستية وأخرى تتعلق بتفاصيل الإفراج عن المعتقلات السوريات بسجون النظام، إتمام صفقة الإفراج.
ووجهت رئيسة دير مار تقلا في بلدة معلولا الأم بيلاجيا سياف، بعد لحظات من وصولها وراهبات الدير المختطفات إلى معبر جديدة يابوس الحدودي السوري مع لبنان، الشكر إلى جبهة النصرة، الجهة الخاطفة، كما شكرت "الرئيس بشار الأسد وتواصله مع أمير قطر ومساعدتهما لنا".
دمشق تنفي دور قطر وفيما ذكر وزير الخارجية القطري، خالد بن محمد العطية، أن "الوساطة القطرية" نجحت في إطلاق سراح 13 راهبة أرثوذكسية، تم اختطافهن من دير "مار تقلا"، فقد نفى وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، أي دور مباشر أو غير مباشر لقطر، بإطلاق هؤلاء الراهبات.
وقال العطية، في تصريحات أوردتها وكالة الأنباء القطرية أمس الاثنين: "بتوجيهات من أمير البلاد.. الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.. قامت الأجهزة المعنية في الدولة بجهود حثيثة، منذ شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، للتوسط من أجل إطلاق سراح راهبات معلولا."
إلا أن وزير الإعلام السوري أكد أن "العدد الحقيقي للذين أطلق سراحهم، مقابل الإفراج عن راهبات دير مار تقلا في معلولا، واللواتي كانت العصابات الإرهابية التكفيرية المسلحة قد اختطفتهن من الدير، هو 25 شخصاً، ممن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب السوري."
وشدد الزعبي على أن "عملية تحرير الراهبات جرت من دون أي اتصالات سورية قطرية، مباشرة أو غير مباشرة على الإطلاق.. بل كانت الجهات الأمنية اللبنانية، والتي مثلها اللواء عباس إبراهيم، المدير العام للأمن العام اللبناني، على اتصال مع الأجهزة المختصة في سوريا."
واعتبر وزير الإعلام، في تصريحاته للتلفزيون السوري، والتي أوردتها وكالة الأنباء الرسمية "سانا"، أن "كل حديث عن اتصالات سورية قطرية، مباشرة أو غير مباشرة، ليس صحيحاً على الإطلاق.. بل هو محاولة لترويج بعض الأفكار، وتسميم الأجواء، وتحريض الرأي العام."
وأضاف الزعبي أن "عملية تحرير الراهبات لم تكن لتحدث لولا الجهود الكبيرة التي بذلت من قبل المراجع المختصة في سوريا، بناء على توجيهات من الرئيس بشار الأسد"، وتابع أن "كل كلام بأن أحداً من الذين أطلق سراحهم قد غادر سوريا ليس صحيحاً"، على حد قوله.