جنرال موتورز إحدى الشركات الأميركية العملاقة التي أوشكت على الإفلاس (الفرنسية-أرشيف)
الإفلاس في القوانين المنظمة للأعمال هو أن تعلن الشركة -صغيرة كانت أم كبيرة- أنها غير قادرة على الوفاء بالتزاماتها أمام الدائنين. وهذه القوانين ليست موحدة عالميا، لذا هناك اختلاف بين الدول في ما يتعلق بإعلان الإفلاس وما يترتب عنه من آثار قانونية ومادية. وماهية الإفلاس بوجه عام أنه حين تعلن الشركة أنها لم تعد قادرة على الوفاء بالتزاماتها إزاء الدائنين, يتعين عليها قانونا تصفية كل أملاكها وحساباتها البنكية لتسدد أقصى ما يمكنها تسديده من تلك الالتزامات في أجلها، ثم بعد هذا تخرج من سوق العمل إذ لم يعد لها وجود قانوني. وفي العادة يحدث الإفلاس نتيجة اقتراض الشركات لعدم توافر السيولة الكافية، مع الأخذ في الحسبان إمكانية تسديد هذه الالتزامات في موعدها المحدد عندما تبدأ مرحلة جني العائد. ولكن قد يحدث تغيير في الخطة أو لا يكون العائد المتوقع كافيا ليغطي التزامات الشركة، ما يضطرها لتصفية بعض أملاكها لتسديد الالتزامات، فإن لم تكف الأملاك المصفاة لتسديد حجم الالتزام، تعلن الشركة إفلاسها. وقد يحدث الإفلاس نتيجة التزوير في حسابات الشركة لإخفاء الخسائر، حيث تسجل الشركة في حساباتها أرباحاً وهمية لتخفي حقيقة أنها تتكبد خسائر، وغرضها من هذا أن لا تسقط أسهمها في البورصة وتنخفض بالتالي قيمة الشركة. غير أن هذا التصرف قد يؤدي في النهاية إلى فقدان الشركة رأس مالها شيئاً فشيئاً دون أن يظهر ذلك في العلن، وفجأة يحدث الإفلاس السريع حيث تجد الشركة نفسها مدينة بالكثير من المال لحملة الأسهم وتكون غير قادرة على تسديده فتفلس. وفي الولايات المتحدة -أكبر قوة اقتصادية عالمية- يتيح القانون للشركة المفلسة أن تواصل عملها بنفس الإدارة التي حدث الإفلاس تحت قيادتها بينما تعيد تنظيم ديونها. وتستمر الشركات المفلسة في النشاط بموجب الفصل الحادي عشر الذي يوفر لها -مؤقتا- الحماية من الدائنين بعدما تعلن إفلاسها إلى أن تعيد تنظيم ديونها. وفي المقابل يمكن ببساطة تصفية أصول الشركات التي بلغت مرحلة العجز والإفلاس بموجب الفصل السابع من القانون المنظم للأعمال واستخدام إيرادات مبيعاتها لصالح الدائنين. ومقارنة بالقوانين المعمول بها في أوروبا, توصف قوانين الإفلاس الأميركية بالمتساهلة. ويفسر هذا التساهل والتسامح بتشجيع الأفراد والشركات على المجازفة والاستمرارفي النشاط, وذلك عبر الاقتراض وتقسيط الديون الواجبة عليهم على فترة تتراوح بين 3 و5 سنوات. يذكر أن شركات أميركية عملاقة ولها تاريخ طويل مثل جنرال موتورز شارفت على الإفلاس لولا مسارعة الحكومة إلى التدخل لمساعدتها, كما أعلنت شركات أخرى إفلاسها فعليا مثل بنك ليمان براذرز.