غزة- فاطمة الزهراء العويني بناء الثقة بالنفس لدى الطفل مسئولية مشتركة تقع على كلا الوالدين، فلا ينبغي أن يقوم أحدهم بالبناء ويهدم الآخر ما يبنيه الأول.
فالاتفاق على إستراتيجية لبناء الثقة لدى الطفل أمرٌ لابدَّ منه، حتى يمكن بناؤها بالشكل السليم، ويتمتع طفلك بنمو سليم، ويكون مسئولًا عن قراراته، وغير متردد ، ويواجه المشاكل دون خوف، وستكون علاقته بالآخرين سوية وسيواجه العالم الخارجي بثقة عالية بالنفس، وفق ما بينت الاختصاصية النفسية والاجتماعية ختام أبو شوارب.
وللاستزادة فيما يساعد على زيادة الثقة في نفس الطفل أعدت "فلسطين" التقرير التالي:
تعزيز الإيجابيات
أكدت أبو شوارب أن بناء الثقة بالنفس عند الطفل يبدأ بمعاملته معاملة إيجابية، والتركيز على إيجابياته وإهمال سلبياته إلى حد ما.
ودعت الأهالي إلى تشجيع وتعزيز أي سلوك إيجابي للطفل، ولو كان بسيطًا، والتبيان له بأن ما يفعله شيء جيد، وأنهم راضون عنه.
وأضافت: "ولا تعاقبوا الطفل كلما ارتكب خطأ، وإذا عاقبتموه فليكن العقاب مناسبًا للخطأ الذي ارتكبه وليس مبالغًا فيه، فإذا أخذ (شيكلًا) من حقيبة أمه لا نحرق يديه بالنار أو نربطه بشجرة طول الليل".
"وبدلًا من ذلك أشعريه بأنكِ غاضبةٌ منه، وغير راضية عنه، وعاقبيه بخصم (الشيكل) من مصروفه على دفعتين؛ لأن حرمانه المصروف والطعام سيؤدي إلى نتائج عكسية ، فلابد أن يكون العقاب مناسبًا للخطأ المرتكب وسن الطفل"، تابعت أبو شوارب.
وبعض السلبيات تجاهلها هو الحل الأمثل للتعامل معها، وفي ذلك تقول: "فإذا كان الولد يمص إصبعه فلتتجاهل هذا السلوك؛ لأن تركيزك عليه سيؤدي إلى تشبثه به؛ لأنه يجذب انتباه الآخرين إليه".
تجاهل بعض الأخطاء
وإذا كان الطفل _مثلًا _ يتبول على نفسه ، فلا تعايروه، ولا تفضحوه أمام الآخرين، حسب شوارب؛ لأن ذلك يفقده ثقته بنفسه، وقد يكون الأمر نتاج مشاكل عضوية ونفسية يعاني الطفل منها، فالتعامل الأنسب يكون بمداراة الأمر، ومحاولة التعاون معه لحل المشكلة بالبحث في أسبابها.
ويفضل الابتعاد عن انتقاد الطفل أمام الآخرين، فإذا سكب العصير على ملابسه وأنت في زيارة فلا تقومي بضربه وتوبيخه، بل تعاملي مع الأمر بهدوء، واطلبي منه إزالة آثار العصير وغيري له ملابسه إذا توافر معك ملابس بديلة، واتبعي نفس الأسلوب إذا ما كسر فنجانًا أو كوبًا.
فلا تجعلوا الطفل يشعر بأنكم تركزون على أخطائه وتتعمدون تقليل قيمته، ولتركزوا على الإيجابيات الموجودة لديه، فإذا كانت قدراته العقلية محدودة ولا يستطيع أن يحصل على درجات علمية عالية فلا تقارنوه بأقرانه.
ولتمدحيه في المجال الذي يبدع فيه كالخط والشعر والرسم، ولتشجعيه على التحسن في الأمور الأخرى التي هو ضعيفٌ فيها.
وإذا ما جاء إليكم شخصٌ ما يخبركم بأن ابنكم تسبب في مشكلة، فلا تشرعوا في معاقبته بل استمعوا إليه أولًا، ولتعرفوا من المخطئ، فلا تقفوا مع الناس ضد ابنكم، فإذا تبين لكم أنه مخطئ فلتشعروه بعدم رضاكم، ولتعاقبوه العقاب المناسب، وإذا تبين لكم أنه غير مخطئ فلتقفوا بجانبه ولتساندوه.
ليشارك في اتخاذ القرار
ونصحت الأهل بإشراك الطفل في اتخاذ القرار لتعزيز ثقته بنفسه، كتركه يختار لعبته بنفسه، متابعة: "فإذا كان ما اختاره لعبة غير مفيدة أو مؤذية أو غالية الثمن فحاولي توجيهه لشراء اللعبة المناسبة بطريقة غير مباشرة، ودون أن أفرض عليه اختياري".
ولتشركوا الطفل في اختيار ملابسه كملابس العيد والمدرسة، في البداية قد يختار أشياء قد لا تعجب الأهل، لكن بتوجيهاتٍ لطيفة منه سيختار المناسب وستتعزز ثقته بنفسه.
ولتشجعوا الابن على دعوة أصدقائه والذهاب لزيارتهم عندما يوجد لديهم مناسبات، ولتدعي ابنك أو ابنتك يعتنيا بإخوتهما الأصغر سنًا، ما يزيد ثقتهما بنفسيهما، وليصطحب الأب الطفل الذكر إلى السوق معه في أثناء شرائه مستلزمات المنزل؛ ليعرف طرق التعامل مع الناس.
وعندما يصل أبناؤنا لمرحلة المراهقة فلنصاحبهم ونخبرهم بما مررنا به من مشاكل ومواقف طريفة عندما كنا في مثل سنهم، ما يدفعهم للثقة بنا، فيلجئون إلينا إذا ما حدثت لديهم مشكلة.