د حسان البيرومي- قطر
أمر الله تعالى المسلمين بإخراج الزكاة وجعلها لهم ركنا من أركان الإسلام ، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بني الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله و أن محمد رسول الله و إقام الصلاة و إيتاء الزكاة و حج البيت من استطاع إليه سبيلا ) رواه البخاري ومسلم ، وقدر المشرع الزكاة في أموال المسلمين بنسبة ( 2.5) % فلماذا كانت ( 2.5) % .
انظروا معي إلى هذا الربط ، صرحت وكالة الإنباء الإنسانية ” إيرين ” الصادرة عن الأمم المتحدة في ( 18/ديسمبر/2012م ) أن هناك شخص من أصل سبعة أشخاص حول العالم يعانون من الفقر في المناطق الحضرية ولو قمنا بحساب النسبة المئوية للفقراء بناءً على هذا الرقم لكانت النتيجة كالتالي :
كل 7 أشخاص يشكلون 100 %
كل 1 شخص يشكل س % وعليه لحساب النسبة المئوية للفقراء تكون :
س = (1×100 ) ÷ 7 = 14.2 %
أما الأشخاص الستة الميسورين المتبقين من أصل السبعة فإنهم لو أخرجوا زكاة أموالهم وفقاً للشرع الإسلامي المقدرة بـ ( 2.5) % فيكون حساب مجموع ما يقدموه من أموال إلى الفقراء على الشكل التالي :
نسبة الأموال المقدمة للفقراء من الفئة الميسورة في العالم عن طريق الزكاة = 6 ×2.5 = 15 % من أموال المجتمع .
أي أن الزكاة تعيد ما نسبته ( 15 ) % من أموال المجتمع لتوزعه على ( 14.2) % من المجتمع وهو الطبقة الفقيرة وهو ما يعني مكافحة الفقر تماما و القضاء على الفقر كلياً ، وورد في الحديث عن ابن عباس ، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذاً رض الله عنه إلى اليمن ، فقال : “ إنك تقدم على قوم من أهل الكتاب ، فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله ، فإذا عرفوا الله عز وجل فأخبرهم أن الله عز وجل قد فرض عليهم خمس صلوات ، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله عز وجل فرض عليهم زكاة تؤخذ من أغنيائهم ترد على فقرائهم ، فإذا أطاعوا بها فخذ منهم ، وتوق كرام أموالهم “ .
وهذا علاوة على أن الزكاة في الإسلام لا تقتصر على نوع واحد من الأموال فقد أوجب الله تعالى الزكاة في الأنعام و الزروع وهي مما يتواجد في المناطق الريفية و الصحراوية بنسب متعددة كما اوجب زكاة الفطر في الأعياد وأمر بالصدقة ووضع كفارات فيها إطعام وإحسان للناس .