أكثر ما يقلقكم معاشر الشبان والفتيات, هو تلك الغريزة الجنسية التي ركبها الله - تعالى - في النفس البشرية بغية استمرار النوع الإنساني. وأنا لا أريد الخوض الواسع في هذه المسألة, لكن أحب أن أحذر بقوة وبشدة من ارتكاب الأخطاء في التعامل مع هذه الطاقة الكامنة, والتي هي أشبه بــــ ( البنزين ), حيث إنه يظل طاقة نافعة ما دمنا نستخدمه بالطريقة الصحيحة, فإذا قربناه من النار تحول إلى قوة مدمرة, قد تحرق حياً بأكمله !.. أحد الحكماء شبه الطاقة الجنسية بصخرة عظيمة في سفح جبل شاهق, فإنها قد تمكث قروناً على تلك الحال, فإذا جاء من يحركها, فإنها قد تتدحرج, وإذا تدحرجت, فلن تستطيع أي قوة بشرية إيقافها. إن الذي يحرك الشهوة لدى الفتيان والفتيات محصور في عدد من الأمور, من أهمها: - التفكير في أمر الجنس واستخدام الخيال في ذلك, ولهذا فإن الفراغ والتمحور حول الذات من الأسباب القوية لتحريك الغريزة الجنسية.
- مشاهدة المناظر الفاضحة ونظر الرجال إلى النساء والنساء إلى الرجال, وكذلك الاختلاط بين الجنسين. - حضور المجالس التي تثار فيها المسائل الجنسية. - مصاحبة بعض التافهين والمنحرفين والمنحرفات الذين ليس لديهم همة نحو أي شيء سامٍ أو مهم. ما الذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي؟ إنه يعني الآتي:
1- ليشتغل كل واحد منكم بشيء نافع ومفيد, وليحاول استهلاك طاقته فيه, وإن الرياضة مما يستهلك الطاقة الجسمية, وينفع في تخفيف الضغط الغريزي.
2- الزواج المبكر فضيلة عظمى لمن قدر عليه, وهو حصن حصين - بإذن الله - وإن على الشباب والشابات التخطيط له بجدية, كما أن على المجتمع أن يُيسر أسبابه.
3- تعزيز الجانب الروحي لدى كل واحد منكم, يعد شيئاً أساسياً في هذا الشأن, فقد أوصى صلى الله عليه وسلم الشباب بالصيام كما هو معروف, وإن المواجهة الرئيسية للتيار الشهواني الجارف يجب أن تتم بإنشاء تيار روحي قوي وشامل وملتزم بآداب الشريعة.
4- صحبة الصالحين والأخيار أهل القلوب النقية والهمم العالية.
5- الابتعاد عن المجالس والأماكن التي يُتَحدث فيها عن الجنس.
6- غض البصر والبعد عن الاختلاط بالجنس الآخر على قدر الوسع والطاقة.
7- ليفكر كل واحد منكم مئة مرة قبل أن يخطو خطوة خاطئة, تترك في حياته أسوأ الآثار, وفي نفسه أسوأ الذكريات.