تــألـيـف العبد الحقير/ الأرقــــــــم علـــي الـسـماني 2010/2/1 @ @ @@ @ @ @ @ @@ @ @@ @ @@ @ @@ @
الحمد لله غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، والصلاة والسلام علي من فتح الله به باب المتاب وعلي آله إلي يوم الإياب.. اللهم صلي وسلم وبارك علي محمد و علي آل محمد، كما صليت وباركت علي إبراهيم و علي آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد..
هذه كلمات يسيرة وجمل من العلم قليلة، ولكنها في غاية الأهمية، لأنها تتعلق بأمر إجتماعي خطير ألا وهو الحجاب. الذي يصون للمرأة كرامتها، ويحفظ عليها عفافها، ويحميها من النظرات الجارحة، والكلمات اللاذعة، فهو الدرع الرادع لأهل السوء والفساد، لدلالته علي الطهر والعفاف. أزفها إليك أختي المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها، من قلب قد شغله وأرّقه، ماشغلك وأرقّك، وهو ما يدعوا إليه دعاة السفور والفجور، لخلع المرأة لغطاء وجهها(الحجاب). فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، المُهدي إلي الحق الداحض للباطل إن الباطل كان زهوقا. قال تعالي الله الملك الحق :(بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ(18)الأنبياء.. فالحق نور ساطع، ينسجم مع العقل والفطرة والشرع، وما تعارض وتناقض مع هذه المنظومة، فهو باطل زاهق. فإذا قسنا جدلية غطاء وجه المرأة(الحجاب)علي هذه المنظومة، فحتماً سيتبين لنا الحق من الباطل(لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ(18)الأنفال.. أولاً : الــعــقــل بدايةً وقبل الولوج في فحوي فكرتنا ولقياس العقل، يجب علينا أولاً الإجابة علي تساؤلين مهمين. أولاهُما : ماهو مفهوم الحجاب؟. هل الحجاب هو ذلك الجلباب والخمار، اللذين يغطيان جسد المرأة من رأسها إلي أخمص قدميها عدا منطقة الوجه والكفين؟. إذا كان الأمرُ كذلك فكيف يكون ذلك حجاباً ؟! والحجاب لغةً هو الحائل والمانع عن الرؤية والمشاهدة بالكلية ومادونه فهو محجوب تماماً، وقد عرفه المولي عزوجل شرعاً في كتابه الحكيم بقوله تعالي الله الملك الحق :(وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ(53)الأحزاب...أي من وراء حائل وحاجب عن رؤية شئٍ منهن. وإذا قسنا اللباس علي الجدار المذكور في الآية، فكذلك لابد من أن يكون هذا اللباس حاجب لهن تماماً عن رؤية شئ منهن، مثله مثل الجدار في ذلك حتي يتأتي مفهوم الحجاب المذكور في الآية. فالغرض ليس الكيفية وإنما المعني، أي أن تكون المرأة محجوبة تماماً عن نظر الرجل الأجنبي عنها لشئ منها، سواءً كان ذلك الحجاب جداراً أم لباساً. ثانيهما : أين مكمن الزينة والفتنة في المرأة؟. هل مكمن الزينة والفتنة في المرأة هو جسدها؟ إذا كان الأمر كذلك فهل سيفتن رجلٌ ما، بإمرأة ذات جسد جميل ووجه قبيح؟!. وهل تغطي المرأة جسدها لأنه زينة وفتنة أم لأنه عورة بالأساس؟. قال تعالي الله الملك الحق :(يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ(26)الأعراف.. إذاً فهي تغطي جسدها في الأساس لأنه عورة، مثلها مثل الرجل في ذلك فهو يغطي جسده وعورته، بلباس شبيه لجلباب المرأة ولكن بتفصيلة مختلفة قليلاً، بل ويضع غطاءاً علي رأسه عدا منطقة الوجه، فهذه هي الفطرة الإنسانية السليمة ستر الجسد والعورة. إذاً فأين مكمن الزينة والفتنة في المرأة ؟!. فلنسأل الرجل ولننظر في غريزته، إن الرجل بغريزته ينجذب نحو المرأة ذات الوجه الجميل، من الملاحة في العينين والحلاوة في الفم والحسن في الأنف. فالمرأة تأسر الرجل بجمالها وليس بجسدها، فجمال المرأة هو سلطان الشهوة لدي الرجل. إذاً فإن الوجه هو مكمن الزينة والفتنة في المرأة . ثانياً : الــفــطـــرة لقد فطر الله عزوجل الإنسان علي الدين والعبادة، فهيئت خلقته جسداً وروحاً، لكي يكون عابداً لله عزوجل وفق صراطه المستقيم . قال تعالي الله الملك الحق :(فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ(30) الروم.. فجسده وروحه يألفان وينسجمان مع ما أمر به من الدين، وينفران عن مانُهي عنه من المنكر، كمثل الترسان اللذان يدوران مع بعضهما البعض بدقة متناهية متشابكي التروس، فإن أختل توازن أحدهما توقفا عن الدوران. فكذلك الإنسان إن عارض فطرته التي فطره الله عليها، شقي في الدنيا والآخرة. فالمرأة بفطرتها الأنثوية السليمة، تميل إلي التستر والتواري بالحجاب، لِمّا جبلت عليه من الحياء والحشمة. فنجدها متوارية في خدرها، لا تخرج منه إلا لحاجة، صائنة بذلك لنفسها وكرامتها، فكذلك تغطيتها لوجهها هي ضمن إطار هذه الفطرة الأنثوية السليمة، الميالة إلي التواري كلياً عن نظر الرجل الأجنبي لشيٍ منها، وخلاف ذلك فهو تعارض مع فطرتها وتناقض. ثالثاً : الــقــرآن الــكريــم لقد أمرنا الله عزوجل بتدبر القرآن الكريم، لِمّا في تدبره من علم اليقين. قال تعالي الله الملك الحق :(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا(24)محمد.. ففي تدبره نور العلم والفهم، وفي هجره ظلمات الجهل والوهم، فبتدبرنا لتلك الأيات التي شملت الفضائل والتربية للمرأة، نجد أن المولي عزوجل قد نبهها لأدق التفاصيل التي تصل بها إلي قمة الطهر والعفاف. قال تعالي الله الملك الحق :(وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ(31)النور.. أي أمرهن الله عزوجل بأن لا يضربن بأرجلهن الأرض، أثناء سيرهن لئلا يُسمع مايخفين من زينتهن الباطنة كالخلخال ونحوه. وكذلك قوله تعالي الله الملك الحق :(فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَعْرُوفًا(32)الأحزاب.. أي لاتتحدثن مع الرجال بصوت لين، فيطمع من كان في قلبه فجور وريبة. فإن كن قد نبهن لأدق أدق تفاصيل الحشمة، ونهين عن مجرد الإعلام عما يرتدين من زينة باطنة بضرب أرجلهن الأرض، أوعن عدم التحدث بصوت لين عند مخاطبتهن للرجال، درءاً للفتنة وإثارة الشهوات، وهذا كله مما تستقبله حاسة السمع، فكيف بما تستقبله حاسة النظر، وليس من رأي كمن سمع. فكيف يستقيم هذا النهي الدقيق، مع ترك مكمن الزينة والفتنة(الوجه)مكشوفاً؟!. وكيف يستقيم هذا التناقض الصارخ مع القرآن الكريم، الذي وصفه الله سبحانه وتعالي بأنه لا عوج فيه ولاتناقض؟!. قال تعالي الله الملك الحق :(أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا(82)النساء.. @ @ @@ @ @ @ @ @@ @ @@ @ @@ @ @@ @
لقد تبين لنا مما سبق الكم الهائل من التناقضات، التي تتناقض تناقضاً صارخاً مع فكرة كشف المرأة لوجهها. فعلمنا مما سبق تناقض فكرة كشف المرأة لوجهها، مع معني الحجاب. وعلمنا أيضاً أن وجه المرأة هو مكمن الزينة والفتنة، وتناقض ذلك مع عدم تغطيته. وعلمنا كذلك تناقض فكرة كشف المرأة لوجهها، مع فطرتها الميالة للتواري بالحجاب لِمّا جبلت عليه من الحياء والحشمة. وأخيراً علمنا تناقض فكرة كشف المرأة لوجهها، مع القران الكريم. فهل مازلنا بعد كل هذه المتناقضات، بحاجة إلي دليل علي وجوب تغطية المرأة لوجهها؟!. أليس فيما سبق ذكره حجة دامغة، وبضدها تعرف الأشياء ؟!. ألم يتبين لنا مما سبق، بطلان نظرية أن الحجاب الشرعي المأمورة به المرأة هو الجلباب والخمار عدا الوجه والكفين؟!. ألم يتبين لنا مما سبق، بطلان زعم من زعم أن غطاء وجه المرأة هو عادة وليس عبادة؟!. وتبين لنا سذاجة هذا الطرح مع مفهوم الفطرة، فالعادة هي الفطرة، والفطرة هي الدين، والدين هو العبادة. ألم يتبين لنا مما سبق أن الدعوة إلي كشف وجه المرأة، إنما هي دعوة فسق ومجون؟!. وبمثابة خوض حرب إبليس بالوكالة ضد الطهر والعفاف، لِمّا يمثله الوجه من أس الزينة والفتنة. وهل سينبهنا القرآن الكريم إلي أدق أدق تفاصيل الحشمة درءاً للفتنة، ويغفل عن أس الزينة والفتنة الوجه؟!. كلا. قال تعالي الله الملك الحق :(مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ(38)الأنعام.. @ @ @@ @ @ @ @ @@ @ @@ @ @@ @ @@ @
قال تعالي الله الملك الحق :(وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ(31)النور.. أي وليلقين بأغطية رؤوسهن، علي فتحات صدورهن، مغطيات بذلك وجوههن؛ ليكمل سترهن. وهذا الوصف البليغ هو وجه من وجوه البلاغة والبيان في القرآن الكريم، ففي لفظ الضرب تصوير لمشهد كامل، من مشاهد الفطرة الأنثوية السليمة. فالمرأة بفطرتها السليمة، عندما تكون ساهية غافلة عن أعين الرجال، في مكان ما كاشفة لوجهها، نجدها عندما تلمح رجل أجنبي عنها، قد أنتفضت وسترت وجهها عن نظره بإلقاء الغطاء علي وجهها بسرعة وعنف، وكأنها قد ضربت وجهها ضرباً، مبالغة في الصيانة والتستر. إن هذه الآية الكريمة هي الحكم الشرعي، علي وجوب تغطية المرأة لوجهها، وهي آية محكمة واضحة الدلالة، لاتحتاج إلي تأويل فهي علي ظاهرها، وهذا هو وجهها. ومن أولها علي خلاف ظاهرها، فقد لوي عنقها، وحرف الكلم عن مواضعه، وماتعارض مع هذه الآية فهو رد وفيه نظر. وبذلك يكون الحجاب الشرعي، المأمورة به المرأة هو(حجاب الجسد والوجه)أي أن تحجب المرأة نفسها بالكامل عن نظر الرجل الأجنبي، فلا يبدوا شئ منها، حجاباً مستورا. فهل تعيها أذنٌ واعية ؟. @ @ @@ @ @ @ @ @@ @ @@ @ @@ @ @@ @
ختاماً اعلمي أيتها المسلمة أن الحجاب الشرعي، الذي أمرك به إلهك المقدس الله رب العالمين، هو التحجب الكامل عن أعين الرجال، من أعلي رأسك إلي أخمص قدميك. فلا يبدو شئ منك، ولا حتي عينييك، فالوجه هو مكمن الزينة والفتنة، والعينين هما مكمن الزينة والفتنة في الوجه. وبذلك تخُطين أولي خطوات الطريق إلي قمة الطهر والعفاف، فستر الوجه هو دلالة علي العفة والتستر والصيانة. أختي المسلمة : إن تغطية الوجه هي مرحلة متقدمة من الإيمان والإنابة إلي الله عزوجل، تتطلب منك مجاهدة النفس وكبح جماحها، حتي تبلغين تلك الدرجة الرفيعة، درجة الحور العين، اللائي وصفهن المولي عزوجل ومدحهن علي شدة تسترهن وصيانتهن لأنفسهن، بالؤلؤ المكنون في صدفه. قال تعالي الله الملك الحق :(وَحُورٌ عِينٌ(22)كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ(23)الواقعة.. وهذا لا يتأتي إلا إذا قلبك ملئه الإيمان، فبلغتي مرتبة الإحسان، فصرتي تتقين الله عزوجل كأنك ترينه، فعظم أمره ونهيه في قلبك. وسهل في عينييك ماستواجهينه من السخرية والإستهزاء، وهذا أمر حتمي، فالسخرية من أهل الله هي سنن ثابتة، وهي تمحيص لك، فإن صمدتي في وجهها، وثبتي علي حجابك، ولم تتزحزحي قيد أنملة، كان لك ذلك المقام السامي" فكوني لؤلؤة ". @ @ @@ @ @ @ @ @@ @ @@ @ @@ @ @@ @
فالخط يبقي زماناً بعد كاتبه، وكاتب الخط، تحت الأرض مدفون..