كثير من العائلات تشكو من سلوك أطفالها وطريقة تخاطبهم مع والديهم، وردهم عليهم، ورغم أن بعض الأصوات قد تعتبر أن أي رد من قبل الأطفال يمثل في حد ذاته نوعا من التواصل، إلا أن الحقيقة أنه يجب التعامل مع الرد الوقح للطفل باعتبار أنه سلوك غير مهذب.
السماح للطفل بالتمادي في هذا السلوك يسبب أذى للطفل نفسه، لأنه يحرمه من تعلم طرق أكثر فاعلية للتعامل مع المجتمع، والطرق التي تمكنه من أن يحيا حياة أكثر سعادة ونفعاً. وفيما يتعلق بأسباب حدوث الرد الوقح من جانب الطفل: - الاتجاه السائد لوسائل الإعلام وألعاب الفيديو والأغاني الشعبية، ورغبة الأطفال في تقليد أنماط السلوك التي تثير انفعالاتهم في ما يشاهدون. - لجوء الأطفال منذ سنوات لاستخدام أصدقائهم كنماذج يقتدون بها، تشجعهم على الانفلات في القول وفعل ما يحلو لهم. - تطلع الطفل بشكل طبيعي إلى طرق تجعله ذا أهمية، ومحاولته أن يجد له مكاناً في المنزل من خلال سلوك البحث عن القوة. فيما يلي بعض الخطوات والمقترحات التي تساعد الأم في تهذيب سلوك طفلها الذي قد يتسم بالفظاظة: الخطوة الأولى: هي أن تتعرف الأم على الرد الوقح، ويشمل الرد الوقح الكلمات التي تنمّ عن عدم الاحترام، والنبرة الصوتية غير المهذبة، أو أي لغة جسدية غير مهذبة. فلا يستطيع الوالدان أن يدركا ما عليهما فعله. إلا أنه يجب اختيار ردود الأفعال ومخاطبة الطفل بنبرة صوت تنمّ عن قول الحقيقة وليس بنبرة تدل على التحقير، أو السخرية. وباختيارك للكلمات هنا مثل: "هذا النوع من الكلام يجرح مشاعري" ، أو "هذا النوع من الكلام غير مقبول في منزلنا"، أو "أنا لا أسمح بنبرة الصوت تلك"، فأنت هنا كأم تحددين السلوك وتحددين أثره بوضوح لطفلك. الخطوة الثانية: اختيار نوع العقاب، إذ لا ينبغي تأجيل أي عقاب يستخدم لكبح الكلمات النابية التي يتلفظ بها الأطفال، وفي ذات الوقت يجب أن يكون العقاب معقولاً ومنطقياً، وتذكري على الدوام أنه بعد الإعلان عن العقاب لا يجب عليك أبداً أن تعدلي عن تطبيقه، بغض النظر عن مشاعر الحب والحنان على طفلك لأن هذا في مصلحته. الخطوة الثالثة: يجب أن يتم تطبيق العقاب على الفور، دون منح أية فرصة أخرى للطفل الذي يتصرف بوقاحة، وبغض النظر عن المناشدات والوعود التي يقطعها الطفل على نفسه وهذه ليست ملزمة، وكذلك كلمة المساومة التي نعتمد عليها كثيرا لا تنفع، "إذا ما عاملتني بشكل سيء يوماً ما... سأوصلك إلى النادي إذا ما أحسنت التصرف اليوم"، فهذه الطرق كلها هي طريقة مساومة لإجراء صفقة، والصفقة لا تجدي مع الطفل لانها تعطيه خيارا وتمنحه حق التصرف كمفاوض . الخطوة الرابعة: الانسحاب من النزاع. فغالباً ما ينشأ النزاع عند البدء في تطبيق الخطوات الثلاث الأولى. ولذلك يُعدُّ الانسحاب من عنف الأطفال عندما ينفثونه الخطوة الحاسمة لأنه يجب أن يدرك الأطفال أن ما يفعلونه لا يمثل مشكلة، وأن الأم أو الأب تعاملا مع الموقف، وواصلا حياتهما في هدوء. عندها سرعان ما يشعر الطفل بالتعب جراء تنفيث غضبه، وفي النهاية سيقلع الطفل عن السلوك الذي تسبب في النتائج التي أدت لغضبه.