باب العرب، مصادر- يعتقد الناس أن ممارسة الأبوة لاتحتاج إلى المعلومات وتعلم الفنون المختلفة,في حين أننا نعتقد أنها تمثل فناً وتعتمد على الوعي والمهارة. يجب أن يعي الشخص بعض الأمور قبل أن يصبح أباً, وسيحصل على المهارة من خلال عمله وممارسته لمسؤولية الأبوة.
فالأبوة فن يحتاج إلى العقل والتدبير والتخطيط والمنهج والهدف,وما البيت إلا مصنعاً لصناعة الإنسان, وان النجاح حليف ذلك الشخص الذي تشمل التربية عدة مواضيع لايستطيع أي إنسان أن يدعي بأنه يلم بها جميعاً بل إنه مضطر لتعلم فنونها الخاصة,وهذا يؤكد بأن الأبوة إنما هي مسؤولية عملية تحتاج إلى الوعي والتعلم والمطالعة.
وبنظرة أخرى فإن الأبوة تمثل ائتمانا إلهياً, فالأب أمين الله, أمين خالقه ولا يمكنه التفريط بهذه الوديعة, ويجب عليه أن يبدي كفاءة عالية لهذه المسؤولية و إلا لثارت الشكوك حول هذه الأبوة, وقد نحاسب بسبب موافقتنا لتحمل هذه المسؤولية. ليس صحيحاً أن يخدع الإنسان نفسه فيترك أولاده لشأنهم أو يضطرهم ليلجأوا إلى غيره.
يجب أن نبني أنفسنا لأداء هذه الوظيفة, ويرتبط هذا الواجب بوجود الولد طبعاً, فصلاح الأب وفساده يؤثران على الطفل حتماً, وقد ورد عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قوله: “إن الله ليفلح بصلاح الرجل المؤمن ولده وولد ولده”,ويقول الإمام الباقر في هذا الشأن أيضاً:”يحفظ الأطفال بصلاح آبائهم”.
نعم,على الآباء أن يهيئوا أنفسهم لهذه المرحلة وإنجاز هذه المسؤولية بأفضل وجه ويثبتوا مهارتهم وكفاءتهم, ولا يمكن تربية النشأ تربية جيدة لتقر بهم العيون إلا من خلال تحمل هذه المسؤولية وعدم التهرب منها.